محمد آل سلطان

أكثر ما يضحكني عندما يتداخل الفاشلون العرب على هيئة ذباب إلكتروني مدفوع له في قضايا تمس الشأن والداخل السعودي على أساس أنهم ينتقدون أوضاعاً ما داخل السعودية، ويتلبسون ثياب النصح مرة وثياب السخرية مرة، والحقيقة أن الهدف أن يخون بعضنا بعضاً ويدين بعضنا بعضاً لأجل حلم فشلوا فيه منذ الستينات وظلوا ومازالوا يبحثون عنه لسنوات لتثوير الشعب السعودي ضد نفسه أولاً وضد حكومته وقادته، لأجل شعارات فارغة لم تنطل على السعوديين وهم يؤسسون لأكبر تنمية حضارية في الشرق الأوسط، فكيف تنطلي عليهم وقد استوت دولتهم ونهضتهم على الجودي لتعبر سفينة الوطن، بإذن الله، لآفاق أرحب وأوسع قوة وتقدماً وحضارة.

شنشنتكم معروفة منذ أن لبستم شعارات القومية والتقدمية ونزعتموها عند أول منعطف، فلا قوميتكم كانت لقومها عوناً ولا أوقفت انحدار الدولة والمجتمع كما زعمتم كذباً وزورا !

شنشنتكم معروفة منذ أن تهيأتم لدولة إسلامية تنبعث منها خرافة ووهم الخلافة تصدر مرة من كهوف تورا بورا وأخرى من جبل المقطم حتى أصبح الوهم مرضاً وأداة قتل مروعة ذبحتم فيها الشعوب المسلمة ذبح النعاج !

ربما الجديد هو أن السعودية حزمت أمرها واتخذت قرارها أن لاتسامح مع كل من يتواطأ مع نظام ولاية الفقيه ومعادله الموضوعي حزب الإخوان المسلمين ومع كل خائن يظهر لها الود في العلن ويتآمر عليها في السر والخفاء، وبدد قرار السعودية وحزمها وعزمها أوهام عدو الأمس وخائن اليوم وأموالاً واستثمارات بالمليارات، ليكون مصيرها مع مصير من دفع بالأمس كلهم ذهبوا وذهبت أموالهم وبقيت السعودية شامخة وبقي معها أيضاً بقية من حاقديها يموتون كعبرة و كل ساعة كمداً وحسرة !

السعوديون من أكثر الشعوب انتقاداً لأوضاعهم، ولذلك دائماً يتقدمون ولكنهم في ذات الوقت لايقبلون ولايعيرون اهتماماً لحاقدين حتى ولو كانوا على هيئة ذباب إلكتروني، فلو كان منهم فائدة ترجى لكنا رأيناها في دولهم وأوطانهم ولكانوا بها أولى !

ولو استدار الفاشلون العرب قليلاً باتجاه أوطانهم وصرفوا جزءاً من جهدهم ووقتهم ونصحهم على الشأن الداخلي في بلادهم لربما تحسن وضعهم الكئيب قليلاً.

فمن العجب أن يناقش وينتقد فاشل عربي ارتفاع سعر فاتورة الكهرباء على السعوديين بينما هو لايعرف الكهرباء أصلاً وإذا عرفها فسيعيش معها لأربع ساعات في اليوم ينفق عليها كل دخله الشهري.. ! ويتسلل هذا الذباب الفاشل مرة أخرى ليتداخل في أمر حفلة فنية في إحدى المدن السعودية بينما تهتز شوارع مدينته بكل أنواع هز الجسد المنبعث من شتى مواخير الملاهي الليلية التي تزخر بها مدينته وعشرات الأمثلة مثل ذلك وأكثر في كل يوم وليلة في وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الختام، السعودية وهي تتصدر الوطن العربي بفارق ضخم وواسع في كل المجالات من حجم إنتاج الكهرباء والمياه المحلاة وفي شبكة الطرق السريعة وفي ترتيب الجامعات عالمياً وفي تسجيل براءات الاختراع وفي مقدار تغطية مواطنيها بالخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية وفي شبكة الطرق السريعة، وتقف وحدها كدولة من دول العشرين الأكبر اقتصاداً في العالم هي بالتأكيد ليست بحاجة إلى نصح من التعساء في كل المجالات ! وهي دائما تراجع خططها وأهدافها وإذا رغبت في نصيحة أو استشارة أونقد فهي تتلقاه من شعبها الأمين والزاخر بالمواهب وتتجاوب معه حكومته في العادة أو تشتري من الخارج إذا احتاجت نصائحها واستشاراتها من المؤسسات والمنظمات وبيوت الخبرة والشركات والدولة المشهود لها بالكفاءة والتجربة لا من دول تقف في أسفل سلم الأرض أو من فاشلين يباعون ويشترون بثمن بخس ريالات قطرية معدودة.