بعض الأمور في مملكتنا الغالية ينبغي أن يسلط عليها الضوء أكثر، ولا يجب أن تضيع وسط صخب وأخبار عديدة.. وخاصة إذا كانت تلك الأمور ذات علاقة بالمستقبل والشباب.

شخصيا أنحاز أكثر إلى إبراز أعمال وإنجازات الشباب البحريني في مختلف المجالات والتخصصات، ولأسباب مهنية ومجتمعية يزداد الانحياز لدي إذا ما شعرت بأن أعمال وإنجازات الشباب البحريني لم يتم تقديرها ولا الاهتمام الإعلامي بها، على الرغم من الرعاية والمساندة الرسمية لها.

وفي خضم الحديث عن المستقبل والتكنولوجيا والفضاء وفي ظل التوجيهات الملكية السامية بدخول مملكة البحرين علوم الفضاء، ومع اهتمام بارز من الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، ومع وجود تحرك واضح من سفير البحرين في روسيا الأستاذ أحمد الساعاتي للاستفادة من التقنية الروسية في هذا المجال، بجانب دعم رفيع من المجلس الأعلى للمرأة في تحقيق التمكين والتقدم للمرأة البحرينية في مجال التكنولوجيا، تواصل مملكة البحرين خطوات متميزة للحضور والتواجد الفاعل في قطاع علوم الفضاء، ومن خلال شابات بحرينيات.

فقد تابعت في الأسبوع الماضي خبر إحراز الفريق التقني للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء المركز الثالث في هاكاثون الدورة التدريبية المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء والتي نظمتها جامعة سانت بيترسبيرغ التقنية بجمهورية روسيا الاتحادية، وأتصور أن هذا الخبر لم ينل الاهتمام الإعلامي الرسمي والمجتمعي المستحق، ربما لوجود أخبار أكثر صخبا عنه، مع الإشارة الى أن البرنامج التلفزيوني في قناة البحرين الفضائية «برنامج واعي» كان قد تناول الموضوع والإنجاز.

الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء شاركت بفريق مكون من ثلاث موظفات: المهندسة منيرة المالكي والتقنية شيماء المير والتقنية عائشة الهاجري، اللاتي شاركن في مسابقة تصميم قمر صناعي «نانو» للأغراض العلمية والبحثية، وحققن المركز الثالث وسط مشاركة فرق من دول العالم.

ومع تهنئتنا للفائزات، اللاتي رفعن علم مملكة البحرين خلال مشاركتهن، ومع تقديرنا للمتابعة الحثيثة من السيد كمال أحمد وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية، حيث السعي المستمر لعقد اتفاقيات شراكة وتعاون مع وكالات فضائية معروفة مثل وكالة ناسا الأمريكية ووكالة الإمارات للفضاء، ومشروع مسبار الأمل الإماراتي، ومع التقدير الواجب لما يقدمه الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة وما يقوم به من جهود مخلصة، فإن الشكر هنا واجب كذلك للمجلس الأعلى للمرأة على دوره واهتمامه، والذي نظم في العام الماضي مسابقة الهاكاثون العلمي للمرأة البحرينية بالتعاون مع بوليتكنك البحرين.

والجميل في الأمر أن الشابات البحرينيات المشاركات في مسابقة روسيا كن قد شاركن في مسابقة المجلس الأعلى للمرأة وحققن الفوز بالمسابقة وهن: «التقنية عائشة الهاجري والتقنية شيماء المير».. وهذا مؤشر إلى أننا أمام طاقات بحرينية وكفاءات متميزة في مجال علوم الفضاء، تم ضمها إلى العمل في الهيئة الوطنية، وأمامها مستقبل واعد لتحقيق إنجاز بحريني كبير، سيكون مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا.

فقط تذكروا أسماءهن جيدا اليوم، ووفروا لهن الدعم والاهتمام والرعاية اللازمة، وسيكون لهن شأن متميز في المستقبل من أجل مملكة البحرين بإذن الله تعالى.