ما تتسارع به دولتنا الحبيبة من تطوير ونهضة شاملة، سواء من تأسيس أو إعادة بناء أو إعادة تشكيل، لهو شيء يدعو إلى أقصى درجات الفخر، حين نشاهد دُولًا يُعتقد أنها متطورة ومتقدمة وسبّاقة، ولها صولات وجولات في التقنية، ويشار لها بالبنان في ذلك، يجلس مواطنوها شهرًا أو أكثر لإصدار جواز سفر أو حتى تجديده مع تقديم الطلب حضوريًّا وورقيًّا.. طوابير طويلة لساعاتٍ أطول، تدرك حينها أنك تملك مؤشرًا بسيطًا لبلد عظيم يتطور كل يوم.

دول مجاورة متقدمة، قبل شهرين فقط أدخلت نظام الدفع عن طريق الجوال، بينما يعمل لدينا منذ أكثر من أربع سنوات، وفي كل عام تظهر أكثر من وسيلة أو قناة جديدة للدفع تسهل الموضوع أكثر وأكثر.
جُل العاملات إن لم يكن كلها لم تعُد ورقية إطلاقًا ولا تحتاج إلى حضور، بل ولا حتى تحتاج إلى تعبئة وإدراج الكثير من المعلومات، فالربط الإلكتروني للمعلومات الرئيسية سهّل الكثير من الخطوات والوقت والجهد، وجعل من الموضوع إضافة بعض التفاصيل حسب الرغبة، كمدة الصلاحية وطريقة الدفع وغيرها.
كل الأنظمة التي كانت ورقية وحضورية تبدلت إلى إلكترونية وعن بُعد، مثل خدمات أبشر لوزارة الداخلية كالجوازات والمرور والأحوال المدنية وغيرها وبمختلف الخدمات، كما أن هناك أنظمة لم تكن موجودة أصلًا تحوّلت تلقائيًّا إلى منصة إلكترونية كعقود الإيجار التي كانت تعتمد على عقد ورقي بين طرفين دون توثيق ولا تعميد من جهة منظمة الآن أصبحت منصة إيجار هي الجهة المنظمة للطرفين الضامنة لحقوقها والمشرّعة لها بكل يُسر وسهولة، فتجاوزت الكثير من المشاكل والقضايا الناتجة عن العقود الورقية، وعدم وضوح موادها ولا شروطها ولا موثوقيتها، بل وحتى القصور والثغرات القانونية بها.
كل هذا كومٌ والتحوّل الرقمي للوثائق القديمة كومٌ آخر لمشروع جبار آخر، فالدولة لم تنسَ تلك الوثائق السابقة منذ عشرات السنين، والتي تحمل أهمية بالغة للدولة والمواطنين والمقيمين، وأقامت مشروع أرشفتها بشكل رائع؛ ليتسنى جلب معلوماتها بكل سهولة ومرونة، وكأنها معاملات جديدة وليست ممن تجاوز عمرها في بعض الأحيان ما يقارب 85 عامًا، صكوك ووثائق ملكيات وهويات وغيرها، كلها تم تحويلها من مستند ورقي، بعضها تهتك وتمزّق إلى بيانات رقمية يمكنك استدعاء أي منها بمجرد ضغطة زر.
كل هذا كان خلف إرادة عليا من ولاة أمرنا للتماشي مع متطلبات هذا العصر، نعم هذا العصر، وليس العالم المجاور ولا المتقدم الذي أصبحنا «وبفضل الله»، ثم هذه الإرادة نتفوق عليهم، ونكون في مقدمتهم في مختلف الخدمات والمعاملات، في الاتصالات والصحة والتجارة والصناعة والتأمين وغيرها الكثير الكثير. زاد الله وطننا وقيادته وشعبه رفعة وعزة وازدهارا.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل «بإذن الله»، أودعكم قائلًا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.