عبد الجبار العتابي من بغداد: أعربت الفنانة اسماء صفاء عن تأثرها الشديد برحيل الفنان عبد الخالق المختار الذي عاشت معه في غربته وكانت ملاصقة له في لحظات الرحيل الأخيرة ، وقالت أسماء في اتصال هاتفي معها في دمشق : منذ ستة أشهر وأنا معه ، لأنني لم استطع أن أتركه وحيدا بعد أن عرفت أنه يعاني من المرض اللعين ، وقد كانت صحته تنتكس عشرة ايام وتتحسن ليوم واحد ، وكنت اذهب معه يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع إلى الأطباء والمختبرات لإجراء الفحوصات ، وكان في كل ليلة ينتكس ،واطلب له الاطباء خاصة في الأيام الأخيرة التي لم يستطع بها الخروج من البيت أو حتى المشي ، وكانت صحته تتدهور باستمرار .
واضافت أسماء : في يوم رحيله ، عدت من التصوير فوجدته (تعبان) جدا ، ووجهه (اصفر) ، وحين دخلت عليه قال لي بالحرف الواحد (أسو .. اليوم راح اموت !!) ، كان رحمه الله يناديني بـ (اسو) ، وعلى الفور طلبت له الطبيب الذي كنا نراجعه ، فلم يكن موجودا ، فجعلته يرتدي ملابسه ( بالقوة ) وجبرته أن ينزل معي للذهاب الى المستشفى ، وفي السيارة راح يوصيني على مكان الدفن وكيفية تغسيله أن مات ، لم اكن استوعب ما يقول لكنني قلت له وأنا اضحك (انا اموت .. وانت تبقى كي تدفنني) وكنت أحاول طول الطريق أن أخرجه من هذا الجو وأنا (اسولف) معه وقد اضحكته ، حتى شعرت أنه عاد إلى حالته الطبيعية ، فقلت له : (الحمد لله عبرت الأزمة) ، ووصلنا المستشفى وشرحت وضعه للطبيب الذي بدأ بأجراء اللازم ، لكن (نفسه) بدأ يضيق ، صار يتنفس بصعوبة ، وضعوا له الاوكسجين ، فلم ينفع معه ، سحبوا عينة من دمه بصعوبة جدا ، وسرعان ما فتحوا له فتحة في الرقبة كي يتنفس منها ، يسمونها علميا (منفسة) ، ثم عملوا له تخطيط للقلب ، وأشعة للصدر ، وجدوا ماء في الرئة ، والبوتاسيوم مرتفع وهو ما أثر على عمل القلب ، حاول الأطباء معه ، ولكن كل محاولات الإنقاذ فشلت لأن (الخضاب) او (الهيموغلوبين) كان بدرجة (7) وهي مميتة ، وبعد نصف ساعة اسلم الروح .
واستطردت أسماء : ما أن ابلغني الطبيب ان عبد الخالق مات قد انهارت ، اغمي عليّ ، فلم اتحمل سماع الخبر ، وما ان افقت حتى (قلبت) المستشفى بالصراخ ، فلم اكن استوعب ان عبد الخالق مات ، وإلى هذه اللحظة لم استوعب ما حدث ، كان شعوري اصعب مما اتخيله وما يتخيله أي بشر ، لم أتصور أنه سيتركني وحيدة هكذا ، وكنت اتخيل أن هذا اليوم بعيدا ، فبعد وفاة أمي قبل شهرين لم يبق لي سواه وأنا اعيش في الغربة ، رحيل عبد الخالق جعلني يتيمة فعلا ، ولا اتصور بعده ان هناك شيئا في الدنيا أحزن عليه .
أسماء قالت ايضا : سمعت الكثير من الكلام ولكنني بأعتباري قريبة منه اؤكد ان الكثير من الايدي امتدت إليه ، حكومية وغير حكومية ، ولكن كان على عبد الخالق من أجل اجراء عملية أن يكمل دورة العلاج كاملة ولكن القدر لم يمهله الى ان يكملها فتوفاه الله ، رحمة الله عليه .




التعليقات