سام داغر من عمان: يخشى العراقيون الذين لجأوا الى الاردن بحثا عن مكان آمن، ان تلحقهم الحرب التي تهدد بالامتداد الى المملكة الهاشمية المجاورة بعد ثلاثة اعتداءات دامية.
واعلنت السلطات الاردنية اليوم السبت ان ثلاثة "من غير الاردنيين" ارتكبوا الاعتداءات الثلاثة التي استهدفت ثلاثة فنادق الاربعاء الماضي في عمان موقعة 57 قتيلا.
الا ان السلطات لم تحدد ما اذا كانوا عراقيين حسبما اعلن تنظيم القاعدة في بيان على الانترنت امس الجمعة، مؤكدة في الوقت ذاته ان من ارتكبوا هذه الاعتداءات لا علاقة لهم بمئات الاف العراقيين المقيمين في الاردن.
وقال نائب رئيس الوزراء الاردني مروان المعشر ان "الاخوة العراقيين في الاردن ضيوف اعزاء والجماعات الارهابية لا هوية لها، كما انهم لا يمثلون الشعب العراقي او اي دولة اخرى بل الحقد والكره".
وعلى الرغم من التطمينات الحكومية، يشعر العديد من العراقيين بان نظرة الاردنيين اليهم لن تكون كما في السابق خصوصا بعد اتهامهم بانهم السبب في موجة ارتفاع اسعار الشقق والمنازل والعقارات.
كما انهم يشعرون انه تم التخلي عنهم لان المملكة كانت احد الاماكن القليلة التي فتحت ابوابها لهم خلال حكم صدام حسين وبعد انهياره.
يذكر ان الاردن كان البوابة الوحيدة للعراق طوال 13 عاما من الحظر الذي فرضته الامم المتحدة اثر غزو صدام حسين الكويت في العام 1990.
وقال نبيل السامرائي (58 عاما) "يبدو ان اللعنة تلاحقنا، لقد تعرضنا للضغوط داخليا وخارجيا طوال نصف قرن"، في اشارة الى تاريخ العراق المضطرب.
وقد غادر السامرائي الذي ولد في بغداد ويتحدر من سامراء، العراق قبل 16 عاما بحثا عن حياة افضل له ولعائلته بعيدا عن النظام والحظر.
واضاف "قررت حينها انني ساعود الى العراق اذا فشلت في الاردن".
وتمكن السامرائي من التدريس في عدد من الجامعات الاردنية واقام في عمان طوال تلك الفترة حتى قبل ثلاثة اشهر عندما قرر استعادة وظيفته في كلية الاقتصاد في جامعة بغداد.
واعرب عن ثقته في ان تتعامل الحكومة الاردنية مع الموقف ب"حكمة". لكن التهديد باعتداءات اخرى كما توعدت القاعدة قد يؤدي الى اندلاع موجة غضب لدى الاردنيين تجاه العراقيين.
وقال ان عددا من اصدقائه العراقيين تعرضوا لتحرشات شبان اردنيين يقودون سياراتهم في مسيرات غاضبة اثر الاعتداءات.
وسارت تظاهرات عدة في مختلف انحاء المملكة في "يوم الغضب الاردني" في حين نظم العراقيون تظاهرة تضامن مع الاردن.
وبعيدا عن تجمع للعراقيين الفقراء في وسط عمان حول الساحة الهاشمية، ليست هناك تجمعات خاصة للعراقيين في عمان حيث اشترى المترفون منهم منازل في الاحياء الراقية غرب العاصمة.
وداخل منزل فخم في منطقة ام اذينة يخضع للحراسة، جلس ماجد العلي سليمان وراء مكتبه محاطا بصور للعاهل الاردني عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله.
وقال شيخ مشايخ عشائر الدليم (الانبار) الذي فر الى الاردن عام 1996 اثر خلاف مع صدام حسين، ان الاردن "خيمة العرب والمقهورين".
وقد منحه العاهل الراحل الملك حسين الجنسية الاردنية.
واضاف ان "الاميركيين يتحلمون المسؤولية عن الفوضى لانهم حولوا العراق الى ساحة مفتوحة لتصفية حسابات كل الجماعات".

أ.ف.ب