أسامة العيسة من بيت لحم: تثير لوحة قديمة تمثل السيد المسيح، في كنيسة المهد، اهتمام زوار الكنيسة، من السياح والحجاج القلائل الذين يصلون للمدينة، التي اثرت الظروف السياسية كثيرا، على عصب حياتها الاقتصادي وهو السياحة. ويقصد الحجاج الكنيسة، لزيارة مغارة المهد، التي يعتقد ان المسيح ولد فيها قبل الفي عام، وتعتبر من اقدم الكنائس التي بنيت في التاريخ. وقبل سنوات انتشرت اشاعة على ان صورة المسيح المرسومة على احد الاعمدة فيما يعرف بالحنية الغربية، بالقرب من مدخل مغارة المهد، تذرف الدموع، وتنبه لذلك حجاج من اليونان، مما جعل الكثيرون يتدفقون للكنيسة لمشاهدة اللوحة.
وتقع الحنية الغربية، ضمن مسؤولية طائفة الروم الارثوذكس الذين لا يميلون الى اضفاء طابعا اسطوريا على اللوحة.


لوحة مثيرة_ عدسة ايلاف
وعندما انتشرت الاشاعة حول الصورة، كان الكثيرون يصطفون للنظر اليها، وبعضهم يؤكد انه يرى دموعا تنزل من عيني صورة المسيح في اللوحة، بينما يرى البعض العينين وهما ترمشان.
ويمكن للمدقق في اللوحة ذات الالوان الكالحة، والرسم المتقن، ان يرى السيد المسيح فاتحا عينيه مع وجود اسمرار تحت العينين، ويمكن رؤية العينين مغلقتين من زاوية اخرى.


واكتسبت اللوحة سمعتها الواسعة، قبل سنوات، بعد قداس صباحي في الكنيسة، عندما لاحظ حجاج يونان نور يخرج من الصورة، التي لا تلفت الانتباه عادة بحكم ارتفاعها على العمود وعيني المسيح ترمشان.
واحدث الحجاج الذين راوا الصورة جلبة كبيرة في الكنيسة باعتبار ما راوه معجزة، ولكن لم تلقى روايتهم تصديقا من كثيرين. مثل ماهر ابو عيطة الذي اعتبر ما حدث نوعا من الخداع البصري، وليس له علاقة بالايمان او عدمه وانما يدل على عظمة الفن القديم والالوان التي استخدمت في رسم الصورة الرائعة.
ويقول ابو عيطة، وهو علماني ينحدر من عائلة مسيحية، ان حالة الاحباط لدى الناس تجعلهم يتخيلون امورا غير موجودة وربما يتخيلون ذلك ليسلوا انفسهم به.


مدخل مغارة المهد- عدسة ايلاف
أحد رجال الدين الارثوذكس قال لمراسلنا بان الصورة قديمة وموجودة في مكانها منذ بناء الكنيسة واضاف quot;حسب ما نعرف فان الصورة للسيد المسيح وعينيه مغمضتين، وخلال كل هذه السنوات لم ننتبه اذا كان الرسم للسيد المسيح وهو مفتوح العينين كما يمكن رؤية ذلك الان، وتبين لنا انه خلف العينين المغلقتين يوجد البؤبؤ المفتوح ولا نعرف اذ كان مرسوما هكذا منذ القدمquot;.


شخصية ارثوذكسية تشغل منصبا اعتباريا في الاردن كان في زيارة للكنيسة قال عن اللوحة المثيرة للاهتمام بانها تدل على ان الفنان القديم كان على علم بما يعرف الان بـ quot;التكنلوجيا الحديثة في الرسمquot;.
واضاف ان الامر يتعلق بالزوايا الثلاث التي ترى فيها الرسم، مشيرا الى انه لديه رسما في منزله في عمان للوحة طبيعية ترى فيها اشكالا مختلفة بعد التدقيق فيها.


وقال ان للناس استعداد لتصديق أي شيء، وقبل اعوام سرت اشاعة انه في احدى كنائس مادبا في الاردن، ظهرت للسيدة العذراء ثلاثة ايدي وهي تحضن المسيح، وعند الفحص تبين ان السيدة العذراء مرسومة اصلا بثلاثة ايدي، ولكن الناس استمرت بالتدفق على الكنيسة معتبرة ذلك معجزة.
واضاف ان التكنلوجيا الحديثة للابعاد تستخدم في المناظير الطبية، وان شعوبنا تحتاج اكثر مما مضى الى العلم وليس للخرافات.