طلاب جامعة فرجينيا للتكنولوجيا يعودون الى مقاعد الدراسة بعد المجزرة


بول هاندلي منفرجينيا (الولايات المتحدة): وسط الدموع ومشاعر الحزن والاسى، عاد الاف من طلاب جامعة فرجينيا للتكنولوجيا الى مقاعدهم الدراسية الاثنين بعد اسبوع من اسوأ مجزرة تشهدها المؤسسات التعليمية الاميركية في تاريخها قتل خلالها 32 شخصا.


وامتلأ حرم الجامعة الذي فرغ من طلابه منذ الغاء الدروس عقب المجزرة التي ارتكبها الطالب تشو سوينغ هوي من اصل كوري جنوبي، حيث عاد الطلاب الى الجامعة بعضهم بصحبة اولياء امورهم في وقت متاخر من الاحد.
وقال طالب في هذه الجامعة الواقعة في بلدة بلاكسبرغ الريفية الوادعة quot;انا سعيد لعودتي الى الجامعةquot;.
واضاف طالب الاحصاء اثناء عودته الى غرفة الصف اليوم الاثنين quot;ان العودة الى الجامعة هو الامر الصوابquot;.
اما الطالبة ادريانا غونزاليس فقالت انها تشعر بالتوجس من عودتها الى الجامعة بعد ان تعرضت لتجربة مريرة حيث حوصرت في مبنى نوريس هول وكانت في الغرفة المجاروة للغرفة التي اطلق فيها تشو النار على الطلاب والاساتذة قبل ان يقتل نفسه.
واضافت ادريانا التي جاءت من مدينة الكساندريا في فرجينيا قرب واشنطن quot;غدا علي ان اسلك نفس الطريق التي سلكتها الاثنين الماضيquot; الى غرفة الصف.
اما ديفيد اندرسون فقد اعرب عن سروره بالعودة الى الدراسة، وقال ان ذلك سيساعده على التوقف عن التفكير في المأساة التي هزت الولايات المتحدة.
واضاف quot;لقد كان الاسبوع الماضي اسبوعا صعبا فقدت فيه الحماسquot;.
وعند الساعة السابعة والربع صباحا (15،11 تغ) تجمعت مجموعة صغيرة من الطلاب بصمت لاحياء ذكرى الضحايا في احد الحقول غير البعيدة عن مسكن الطلاب الذي قتل فيه تشو اثنين من ضحاياه.
وقام نحو 50 طالبا بمسيرة الى مبنى نوريس هول تصاحبهم مجموعة من عازفي الطبول والموسيقى. ونصبت 32 لافتة بيضاء لكل واحد من القتلى بمن فيهم تشو، في حقل حيث توقف العديدون للصلاة على ارواحهم.
وسيتوقف العمل في الجامعة عند الساعة 9:45 صباحا (1345 تغ) الاثنين دقيقة صمت، ثم ستقرع الاجراس 32 مرة وسيطلق 32 بالونا ابيض ثم سيطلق نحو الف بالون اخر بلوني الجامعة الاحمر القاني والبرتقالي.
وبعد اسبوع من التغطية الاسبوعية المكثفة التي لم تشهد لها الولايات المتحدة مثيلا، منعت جامعة فرجينيا للتكنولوجيا المراسلين وكاميرات التلفزيون من دخول غرف الصف الاثنين بهدف السماح للطلاب والاساتذة بالبدء في التعامل مع المذبحة بعيدا عن الاضواء.
وكان الطلاب واولياء الامور والخريجون السابقون وقفوا الاحد وسط الحرم الجامعي لتكريم الضحايا الذي وضع لهم رمز يتالف من 33 حجرا على شكل نصف دائرة، بما فيها واحد لتشو، وضعت فوقها الازهار والشموع والاعلام الاميركية.
ولكن في انحاء اخرى من الحرم الجامعي، كان الطلاب يمتلئون حيوية ويلعبون الكرة الطائرة ويلعبون مباريات مع فرق من جامعات اخرى.
وقال سكوت ثوماس مدرب فريق السوفتبول للسيدات بعد ان امتلاً الملعب بالمشاهدين الذين حضروا لمشاهدة مباراة الفريق quot;لا يوجد حدث اخر يجمع الناس، خاصة طلاب جامعة فرجينيا، مثل الرياضةquot;.
واعرب العديدون عن تصميمهم على العودة الى الدراسة واستكمال السنة الدراسية التي تنتهي بعد اسبوعين.
وقال مورغان ويتهيد الذي امضى عطلة نهاية الاسبوع في موطنه في اورانج بفرجينيا، انه مصمم على العودة الى الجامعة.
واضاف quot;ان بلاكسبرغ هي المكان المفضل بالنسبة لي (...) وانا فخور جدا بانني ادرس في جامعة فرجينيا للتكنولوجياquot;.
واعرب العديد من طلاب وموظفي الجامعة عن حيرتهم من تمكن تشو (23 عاما)، الطالب الكوري الجنوبي المولد الذي ترعرع في الولايات المتحدة والذي تخصص في اللغة الانكليزية، من شراء مسدسين رغم ان مدرسيه والشرطة اقرت بانه يعاني من اضطراب عقلي.
وقال جيرالد ماسينغيل رئيس الشرطة المتقاعد الذي اوكلت اليه مهمة ترؤس لجنة ولاية فرجينيا للتحقيق في المجزرة quot;اعتقد اننا يمكن ان نتعلم دروسا من هذه المجزرة يمكن تطبيقها على نطاق البلادquot;.
وصرح فيليب فان كليف رئيس مجموعة حقوق امتلاك الاسلحة في فرجينيا لوكالة فرانس برس تعليقا على تمكن تشو من شراء اسلحة رغم مرضه العقلي quot;ان هذا مسمار كبير في نعش ضبط الاسلحةquot;.
واضاف quot;توجد ضوابط على امتلاك الاسلحة في الحرم الجامعي وقد تسبب ذلك في مقتل كل هؤلاء الاشخاص لانه لم يتمكن اي منهم من الدفاع عن نفسهquot;.
واعرب عن تاييده للرأي القائل بانه لو كان لدى طلاب اخرون اسلحة، فربما تمكنوا من اطلاق النار على تشو ومنع وقوع المجزرة.