البصرة: انتشرت في الآونة الأخيرة ldquo;عياداتrdquo; خاصة للحجامة في البصرة وسط إقبال من المواطنين عليها، وفيما يشكل انتشارها قلقا لدى الأوساط الصحية في المحافظة، فان مواطنين ومختصين بالطب البديل يرون في هذه الطريقة إمكانية معالجة الأمراض إذا ما مورست بشكل صحيح، ووفق شروط معينة.


وقال المواطن أبو سامر(49 عاما) لـ (اصوات العراق) انه كان يشكو من الآم مزمنة في ظهره تعيقه من الحركة والجلوس وان هذه الحالة استمرت معه لفترة طويلة الى درجة انه جرب العديد من الأدوية ولكن دون جدوى.rdquo;


وأضاف انه جرب الحجامة منذ عدة أشهر بعدما أشار عليه احد المعالجين بهذه الطريقة، مشيرا الى انه لمس تحسنا واضحا في حالته ولم يعد يشتكي من أي الم في ظهره منذ ذلك الحين.
والحجامة ممارسة طبية قديمة، عرفها العديد من المجتمعات البشرية القديمة، وعني بحسب احد الأطباء المهتمين بالطب البديل ldquo;سحب الدم الفاسد من الجسم الذي يسبب مرضا معينا أو قد يسبب مرضا في المستقبل بسبب تراكمه وامتلائه بالأخلاط الضارة ldquo;.
ويضيف الدكتور كمال يعقوب لـ (اصوات العراق) ldquo;والدم الفاسد هو عبارة عن كريات دم هرمة وضعيفة لا تقوم بعملها الطبيعي من امدام الجسم بالغذاء الكافي والدفاع عنه من الأمراض،فبالحجامة تسحب هذه الأخلاط الضارة من كريات الدم الحمراء والبيضاء ليحل محلها كريات دم جديدةrdquo;.


وعن الأدوات التي تستخدم في الحجامة قال ldquo;هي عبارة عن كاسات زجاجية خاصة ذات فوهة قطرها 5 سم به ثقب جانبي، موصول بخرطوم، والخرطوم له صمام. ويُغطَّى فوهة الكأس ببالون مطاط، ويستعمل الحجّام قفاز طبي ومشرط معقّم ldquo;.
وتابع ldquo;ان الحجامة تتعامل مع مايقرب من ثمانين حالة ما بين مرض وعرض، وذلك طبقًا لنتائج الخبرة العملية التي سجلها الممارسون، ومن تلك الحالات الروماتيزم، والروماتويد، والنقرس، والشلل النصفي، والكلى، وضعف المناعة، والبواسير وتضخم البروستاتا، والغدة الدرقية، والضعف الجنسي، وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة.. وغيرها.rdquo;

وحذر من ان ldquo;عمل الحجامة مع سوء تشخيص الحالة ربما يعطي نتائج عكسية ومضاعفات خطيرة، فبعض الحالات تحتاج الى تداخل طبي وجراحي مما يسبب مضاعفات خطيرة لبعض الحالات.rdquo; منوها الى ضرورة ان ldquo;يكون ممارس الحجامة حاصل على الأقل شهادة في الطب البديل ويخضع لفحص لجنة طبية متخصصة تمنحه إجازة ممارسة مهنة، لا ان تمارس بشكل اعتباطي.rdquo;


ويقول المواطن أبو محمد (47 سنة) انه لجأ إلى الحجامة لمعالجة مرضه بعد يأسه من مراجعة الأطباء حيث انه يشتكي من آلام مزمنة في الفقرات العنقية، مشيرا إلى انه جرب مختلف العلاجات دون جدوى وان يعاني كثيرا من حالته هذه وان اتجه لمعالجة مرضه في عيادة للحجامة.
لكن أبو احمد لم يشر إلى تحسن واضح في حالته.

اما المواطن علي عبد الحسين (45 عاما ) فقال ldquo;في ظل غياب العناية الصحية الكافية وسط استشراء عدد كبير من الأمراض في وسط ملوث فقد انتشرت ظواهر لطرق علاجية كثيرة في الفترة الأخيرة، منها الحجامة وهناك إقبال من المواطنين عليها.rdquo;
ويرى عبد الحسين ان ldquo;ممارسة من وجهة نظر دينية مقبولة ولكن يجب ان تتوفر شرط معينة لممارستها فيجب ان تكون هذه العيادات مجازة صحيا وتحتوي على الشروط الصحية اللازمة، فضلا عن الذي يمارسها لابد ان يكون متخصص ولديه شهادات وخبرة ومعرفة فيها،لا ان يمارسها من هب ودب وينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول (يتعلم الحجامة بروس اليتامى ).rdquo;
ويشير الدكتور قصي عبد اللطيف في هذا السياق الى ldquo;خطورة استخدام هذه الطريقة في الوقت الراهن لاسيما وسط الأجواء الملوثة فهي من الممكن ان تسبب مضاعفات خطيرة جدا.rdquo;


وأضاف ان ldquo;موضوع الحجامة من شانه التعامل مع المشرط لاستخدامه في عمل جروح يخرج منها الدم وبفعل عملية الشفط التي تعملها الكؤوس المفرغة من الهواء وبالتالي فان الأدوات والجروح من الممكن ان تتلوث وتسبب تسمما للدم ldquo;.
الجهات الصحية من جانبها، أشارت الى ان ldquo;هناك ضوابط معروفة من اجل افتتاح أي عيادة منها موافقة نقابة الأطباء ودائرة صحة البصرة وان العيادة التي ليس فيها موافقة تعد مخالفة ويحال صاحبها الى القضاء بعد إغلاقها.rdquo;


وأوضح مدير شعبة المؤسسات الصحية غير الحكومية في دائرة صحة البصرة سمير عبد الأمير لـ (أصوات العراق) ان ldquo;هناك ضوابط معينة من اجل افتتاح أي عيادة وهي ان تحصل على موافقة من نقابة الأطباء ودائرة صحة البصرة وغير ذلك تعتبر عيادة وهمية ويجب إغلاقها ldquo;. مشيرا الى ان ldquo;اللجان التفتيشية التابعة لدائرة صحة البصرة مستمرة بجولاتها التفتيشية لمتابعة تلك العيادات وتقوم بغلق أي عيادة غير مجازة ldquo;.
وبين عبد الأمير انه تم تفعيل الموضوع إعلاميا من اجل الحد من تلك الظواهر المخالفة، داعيا المواطنين الى التعاون مع الجهات الصحية من اجل الإبلاغ عن العيادات المخالفة حفاظا على صحتهم.