سيدني: تواصلت هجمات quot;مخترقي الإنترنتquot; أو quot;الهاكرزquot; على أكبر مهرجان سينمائي في أستراليا السبت الماضي، مطالبة منظمي المهرجان بالاعتذار للشعب الصيني لأنهم خططوا لعرض فيلم وثائقي عن زعيمة شعب الإيغور المنفية. وتمت الهجمات خلال اليوم الأول من افتتاح مهرجان ملبورن السينمائي الدولي. ويصور الفيلم التأثير الذي صبغ حياة الناشطة السياسية ربيعة قدير خلال نضالها من أجل الحصول على حكم ذاتي موسع للمقاطع التي تقطنها أقلية عرقية هي الإيغور.

وتقطن هذه الأقلية في مقاطعة quot;شينجيانغquot; التي كانت تعرف سابقاً باسم quot;تركستان الشرقيةquot;، والتي تقع في شمال غربي الصين. وتتولى قدير رئاسة quot;مؤتمر الإيغور العالميquot;، وهو عبارة عن تجمع يضم أقلية الإيغور المسلمة في المهجر، أي خارج الحدود الطبيعة للمقاطعة الصينية.

وقال منظمو المهرجان السينمائي إن هذه الهجمات هي المرحلة الثالثة من quot;حملة منظمةquot; لسحب الفيلم الوثائقي الذي يتناول شخصية قدير، والذي يعرض في المهرجان تحت عنوان quot;10 شروط للحب.quot; وأوضح مدير المهرجان، ريتشارد مور، أن المرحلة الأولى من الهجمات تمثلت في طلب السفارة الصينية في أستراليا من إدارة المهرجان سحب الفيلم.

أما المرحلة الثانية بحسب مور فهي: quot;إيجاد طريقة أخرى لسحب بقية الأفلام الصينية من المهرجان، حيث تم سحب 5 أفلام.quot; وأشار مور إلى أن منظمي المهرجان تلقوا العديد من رسائل التهديد التي حملتها الرسائل الإلكترونية لهم.

وقال إنه لا يستطيع أن يعيد قراءة الرسائل نظراً للغة واللهجة التي احتوتها تلك الرسائل والتي تضمنت العديد من الكلمات النابية، إضافة إلى اتهامات للإدارة بالعنصرية وكراهية الشعب الصيني. وتضمنت الهجمة الأولى بعيد افتتاح المهرجان بقليل جملة مفادها: quot;نحن نحب السينما ولكننا نكره ربيعة قدير.quot;

وتم تعقب الرسالة الإلكترونية وتبين أنها صادرة عن شخص محترف في مجال تقنية المعلومات في مدينة شنغهاي الصينية، بحسب ما أفاد مور. وقال مرسل البريد الإلكتروني الصيني، الذي اعترف بأنه قام باختراق موقع المهرجان، مشيراً إلى إنه يتصرف بوصفه مواطناً خاصاً ويحتج بطريقته على الفيلم.

وتواصل السلطات التحقيق بمصادر الهجمات الأخرى، لكنها تبدو من مصادر مختلفة. يشار إلى أنه تم عرض الفيلم عن ربيعة قدير ليلة الأحد، وتمت دعوتها لحضور عرض آخرـ تقرر مبدئياً أن يكون في الأول من أغسطس/آب المقبل.

يذكر أن العنف في مدينة أورومتشي، عاصمة المقاطعة، قد أسفر عن مقتل أكثر من 156 شخصاً، وإصابة ما يزيد على 1000 آخرين، فيما زاد عدد المعتقلين الثلاثاء على 1430 معتقلاً، بحسب وسائل الإعلام الصينية الرسمية.