بعد التطورات الجديدة في اليمن ؛ ابتداء من تأسيس ما يدعى بالمجلس السياسي بين الحوثي وصالح، ثم التعثر في مفاوضات الكويت، وصولا إلى الإعلان عن انتهاء الجولات إلى أجل غير مسمى، وفي مكان غير معلوم، يبدو أن الوضع في اليمن دخل مرحلة جديدة من مراحل الأزمة.&

وبقراءة مجمل هذه التداعيات ومآلات نتائجها على الأمن الاستراتيجي للمملكة والخليج، فضلا عن الاستقرار في اليمن، يبدو أنه من المهم جدا إدراك خطورة الوضع بعد الانهيار الذي وصلت إليه المفاوضات في الكويت.&

بالتأكيد أن الحدث الجديد والمتمثل في ترتيب نظام سياسي أحادي لا علاقة له بمرجعيات الحل السياسي في اليمن، هو شكل من أشكال التحديات الجديدة التي تتضمن استهتارا واضحا بمرجعيات حل الأزمة اليمينة والتي تتمثل إجمالا في تطبيق بنود القرار الأممي المتعلق باليمن، وبشروط المبادرة الخليجية، إلى جانب مخرجات الحوار الوطني.

هذا يعني، بالضرورة، أن هناك خطط وترتيبات جديدة يتم التحضير لها في الملف اليمني على نحو سيجعل منه ورقة ضغط لقوى إقليمية بدا واضحا أنها هي المتحكمة في مصير القرار السياسي للحوثيين.&

وفي ضوء هذه المعطيات سيكون البحث عن الحل متصلا بالجهود العسكرية والحربية. لهذا فإن التصعيد العسكري الذي تشهده اليمن من خلال الجيش اليمني والمقاومة الشعبية ضد الحوثيين وصالح، لاسيما من خلال المعارك التي تدور حاليا حول صنعاء، يبدو أنه التخطيط المناسب لإدارة الصراع في المرحلة الحالية.&

لقد أصبح الملف اليمني تهديدا حقيقيا لأمن الخليج، الأمر الذي يستدعي تخطيطا خليجيا استراتيجيا بعد انهيار مفاوضات الكويت لمواجهة الوضع في اليمن وبأسلوب أكثر فاعلية.&

المملكة العربية السعودية تدرك أن اللعب بمصائر الملف اليمني هو لعبة مفضلة لبعض القوى الإقليمية، ولهذا فإن كافة تقديرات الموقف الاستراتيجي في اليمن لابد أن تكون موضوعة على الطاولة السعودية.&

صحيح أن هناك قرارا دوليا يمنع تأثير وامتداد خطر الصراع اليمني على مضيق باب المندب، على نحو يهدد التجارة الدولية، لكن في الوقت نفسه هناك برود دولي حيال هذا الصراع الذي امتد طويلا في اليمن. ويبدو أن البحث عن الحلول الجذرية للوضع في اليمن تحتاج إلى استراتيجية خاصة في أولويات أمن منطقة الخليج.&

يمكن للوضع اليمني أن يتحول إلى مأزق على المدى البعيد، نظرا للمخططات الإقليمية لبعض القوى، على غرار ما عليه الوضع في العديد من دول المشرق العربي لذا فإن الانتباه إلى هذه المخططات يقتضي استراتيجيات مضادة من قبل دول الخليج توازي خطورة الوضع.

&