منذ&مائة عام وفى&بلدنا الحبيب مصر، كانت&عمليات الولادة&تتم&غالبا في المنازل بل كان نادراً&ما&يشرف علي الولادة طبيب، وكانت&سيدات متخصصات&تقوم&بمساعدة الأم في الولادة تسمي ”الداية“،&كانت الداية تمتهن المهنة بالوراثة وبدون أية&شهادات علمية، ولم يكن لدي المصريين غالبا القدرة علي تسجيل المولود في نفس اليوم، بل أحيانا كان يموت المولود&دون أن يتم تسجيله فيدفن بدون شهادة وفاة&وإذا رزقت&الأسرة بطفل أخر&يمنحوه&شهادة ميلاد الطفل المتوفي لو كان&من&نفس&الجنس أو يتم تذكير أو تأنيث الاسم لو كان المولود مختلف في الجنس، وكنا نسمع إن فلان ولد في الشتاء أوعلان&ولد في الصيف أو مع دخول&الشتاء أو&الخريف وهي فترات تتجاوز الثلاثة&أشهر،&كان هذا يحدث من مائة سنة&فتخيلوا كيف كان الحال في بيت لحم منذ ألفين سنة، علما بأن المصريين كانوا يسبقون كل شعوب العالم في الفلك&و&يسجلون أسماء مواليدهم&في&نفس اليوم قبل ميلاد المسيح&كان هذا لأولاد الملوك فقط وليس عامة الشعب.&

فبالله عليكم كيف لطفل ولد في مزود البقر أن يجد من يهتم بكتابة&يوم مولده.&

المنطق يقول أنه من الصعب جداً&تحديد يوم ميلاد المسيح تحديداً&دقيقاً&، وجرت العادة علي أن يحتفل به البعض يوم ٧&يناير وآخرين&٨ يناير والغالبية العظمي يحتفلون بميلاد المسيح يوم ٢٥ ديسمبر.

جرت &نقاشات&بين قداسة البابا تاوضروس وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان&قبل ذلك&حول توحيد الأعياد&فخرج مقترح&أن&&يعتمد عيد الميلاد&بالتقويم الغربي وعيد القيامة بالتقويم الشرقي.&&

وعند زيارة البابا تاوضروس لكندا ٢٠١٤ عرض&على &أقباط هذه الفكرة &وهى توحيد &عيد الميلاد&يوم ٢٥ يناير، لكنها قوبلت&بالرفض، و&سبب الرفض أن نعيد مع الكنيسة الأم في ٢٥ أو ٧ يناير ورفضوا فكرة العيدين للكنيسة الواحدة.

وفى&”٢٠١٩“ أصدر الأنبا سرا&بيوم أسقف لوس أنجلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواي بيانا قال فيه أن المطرانية ستقيم قداسا للعيد يوم ٢٥ يناير وأخر يوم ٧ يناير، وهنا قامت قيامة المتشددين علي الرجل ووجدوها فرصة لإرهابه بل وإرهاب كل من يفكر بالإقتراب من هذا الأمر، ولم&يشفع له مساندة البابا تاوضروس وتأييده لفكرته،&علما بأن المتنيح البابا كيرلس كان يسمح للأقباط في المهجر بإنهاء الصياميوم ٢٥ يناير أي أن بيان المطران ليس هو الأول من نوعه.

يا سادة أننا نتحدي أي شخص أن يثبت لنا يوم ميلاد المسيح أو قيامته، وحتي كل الكنائس تحتفل بالقيامة في تاريخ مختلف كل عام أحيانا في مارس أو أبريل أو مايو ولا أعرف السبب ولا أريد أن أعرف، ولكن أعرف حجم المعاناة التي نعيشها في المهجر بسبب أننا نعيد العيد في وقت مختلف عن الدول التي نعيش فيها. الأجازات تبدأ في الغرب ما قبل ٢٥ ديسمبر وتنتهي الثاني أو الثالث من يناير، ويأتي العيد ونحن مضطرون&أن نذهب غداً&للعمل وأولادنا يذهبون لمدارسهم&، ونجد&صعوبة في الاستمتاع حتي بقداس العيد.

أما في عيد&القيامة فيأتي غالبا &وقت&انتهاء الموسم الدراسي للجامعات والمعاهد وبداية&امتحانات أخر العام.

وأتذكر أنه أثناء دراستي دبلومة في القانون أنني أديت&امتحانا يوم الجمعة العظيمة&أقدس أيام السنة والتي تعودنا أن نقضيها في الكنيسة من أول اليوم&حتى نهايته.

أشتكي الأقباط في مصر مر الشكوي من أداء أولادهم للامتحانات وقت الأعياد والحمد لله أنه بعد مجهود جبار بدأت الدولة تراعي هذه النقطة.

أنا أعتبر الأنبا سرابيون بأنه بطل سبق عصره وقرر أن يواجه المتشددين ويسمع&لصوت شعبه واحتياجاتهم، أنه الخادم الأمين&الذي يراعي حاجة أبنائه، ومهما كان الهجوم عليه اليوم لكني واثق أنه كتب أسمه بحروف من ذهب في تاريخ كنيستنا.

أنا شخصيا من مؤيدي توحيد الأعياد ولي الشرف أنني هوجمت من المتشددين علي شبكات التواصل الاجتماعي بسبب مقال كتبته&عن توحيد الأعياد، وكم أتمني أن يأتي اليوم الذي نعيد فيه عيد القيامة والميلاد مع الكنيسة الكاثوليكية، وأن يكون عيد الميلاد يوم ٢٥ حسب التقويم الغربي والقيامة حسب التقويم الشرقي وتنتهي معاناتنا.

في النهاية أود أن أقول للمتشددين شيئا، نحن كجيل أول قد نتحمل المعاناة ونضحي براحتنا في سبيل أن لا نغضب أحد، ولكن الجيل الثاني وبمجرد أن يصل للجامعة يحتفل معظمهم العيدين حسب التقويم الغربي، فأيهما آفضل أن نجذب أولادنا وأحفادنا معنا أم أن نتركهم يتركون كنائسنا؟؟