بين الذهب و الخشب احتدم سجال حزب الله مع سليمان
الحوار مقطوع بين بعبدا والضاحية...حتى إشعار آخر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
احتدم السجال اخيرًا بين رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان وحزب الله، ما ادى الى قطع طريق الحوار بين بعبدا والضاحية، حتى اشعار آخر، بانتظار من يطفىء السجال قريبًا.
بيروت: انشغل لبنان اخيرًا بالسجال القائم بين رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان وبين حزب الله، فقد أطلق سليمان خطابه من جامعة الكسليك ورفض المعادلات الخشبيّة للـ"مقاومة" من اجل إيصال "اعلان بعبدا" الى متن البيان الوزاري.
وكان إن رد حزب الله بشكل مقتضب متّهمًا سليمان بأن "قصر بعبدا يحتاج الى عناية خاصة لأن ساكنه أصبح لا يميّز بين الذهب والخشب".
ثم عاد رئيس الجمهوريّة ليغرّد عبر تويتر: "قصر بعبدا بحاجة الى الاعتراف بالمقرّرات التي تمّ الاجماع عليها في أرجائه أي اعلان بعبدا".
يقول النائب أمين وهبي ( المستقبل ) في حديثه لـ"إيلاف" إن الجدل بين رئيس الجمهورية اللبناني وحزب الله هو بالاساس جدل بين من يريد منطق الدولة الحاضنة لكل اللبنانيين، وبين من يريد منطق الميليشيات أن يكون سائدًا، واليوم رئيس الجمهورية هو رأس الدولة وحامي الدستور ومن يعبِّر عن مصالح اللبنانيين في أن تكون لديهم دولة، ويعبِّر عن إجماع اللبنانيين والتفافهم حول إعلان بعبدا، ومنطق حزب الله أنه يريد ان تكون الكلمة الاخيرة للميليشيات الخارجة عن القانون وخارج أي سياق عام يصون مصالح اللبنانيين.
هكذا سجالات هل تفيد لبنان؟ يؤكد وهبي أنها حتمًا لا تفيد لبنان، لكن الذي يضرّ بلبنان ليس السجال بل المنطق بأن تكون الغلبة لقوى الامر الواقع، والسجال ليس الاساس بل نتيجة لصراع يقوم بين منطق الدولة والدويلة، وبالتالي الذي لا يُفيد لبنان أن نتابع كلبنانيين بممارسة سياسة "لحس المبرد"، وأن نستمر في اعتماد الخطابات الغوغائية والشعارات المفرطة، وأن نستمر في أن نستعمل عبارات "عفى عنها الزمن"، اذا كانت هناك بعض القوى وخصوصًا قوى الامر الواقع تريد أن تصادر صلاحيات الدولة ووظائفها وأن تترك لبنان مستباحًا للساحة الاقليمية، فيصبح من الواجب الوطني مواجهة هذا المنطق، اما ما يشكل خطورة على البلد أن نستسلم لهذا المنطق، كلبنانيين لا شيء يحمي مصالحنا ومصالح اولادنا الا أن تكون لدينا دولة.
ويتابع وهبي:"جرَّبنا حكومة شكّلها الرئيس السابق نجيب ميقاتي وفق منطق الامر الواقع، وشاهدنا عمليات الاغتيال التي اجتاحت لبنان، والفلتان الامني والعشائر التي ظهرت، وتدمير العلاقات مع الدول العربية، ووصل النمو حتى الصفر، السجال هو نتيجة والكارثة من يستمر باستباحة الدولة ومصادرة وظائفها.
ويلفت وهبي إلى أن هناك منطق دولة ومنطق دويلة، ويجب الخروج من الممارسة السيئة إلى منطق الدولة، لا إمكانية أنه بحجّة أن السجال مضرّ أن نترك قوى الامر الواقع تستبيح البلد، وبالتالي السجال يظهر على الوجه هو عارض وليس سبب المشكل، لأن الاساس هو في استباحة الدولة، وأن نجر لبنان داخل وخارج البلد الى امور لا مصلحة له فيها.
اما متى نخرج الى كنف دولة يسود فيها الدستور والمساواة بين اللبنانيين، عندما تفارق قوى الامر الواقع المنطق الميليشياوي وتعود الى حضن الدولة، وتصبح الدولة المالك الوحيد في استخدام السلاح، والمالك الوحيد لهذا السلاح.
ويضيف وهبي:" عندما أطل الارهاب برأسه لم يستطع أحد أن يحمي أحدًا، واهل الضاحية اليوم عرضة للارهاب ولم تستطع العنترية أن تحميهم".
ومحاربة الارهاب اليوم تقوم بها الاجهزة الامنية، وهذا دليل على امكانية أن يكون لدينا جيش قوي، وأجهزة قوية، وأن نخرج من هذا السجال المقيت.
ولدى سؤاله لماذا يرد حزب الله اليوم على رئيس الجمهورية ولم يكن من عادته في السابق الرد على أحد؟ يجيب وهبي :" السبب برأيه يعود الى السياسة التي بات يمارسها حزب الله اذ كشف نفسه وكشف البلد، واصبح يدرك أن اكثرية اللبنانيين يعرفون أن سياسة حزب الله عقيمة لذلك صار اكثر توترًا.
حزب الله
بدوره، يعتبر النائب السابق اسماعيل سكرية ( الوفاء للمقاومة) في حديثه لـ"إيلاف" أن رئيس الجمهورية اللبناني أخطأ في التعبير وفي الكلام الذي استعمله لوصف حزب الله، ويضيف: "كان يستطيع الكلام بطريقة اكثر ليونة، ولا يجوز اطلاق وصف "الخشبية" على حزب الله، والامر له علاقة بكل الاستحقاقات كالاستحقاق الرئاسي المقبل".
ويلفت سكرية أن هكذا سجالات لا تفيد لبنان والمناخ الذي انتج الحكومة عليه أن يحتوي السجال.
ويعتبر سكرية أن كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان جارحًا لذلك ردّ حزب الله عليه، علمًا أنه ليس من عادة حزب الله أن يرد، فحزب الله قدّم شهداء في الماضي، فكل شيء قابل للحوار، اما حدة هذا الوصف فكان جارحًا برأيه.