فضاء الرأي

الدولة المدنية - مبادرة إيجابية وخطوة شجاعة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كلمة رجل الدين الفاضل "السيد عبد الله الغريفي" التي القاها مساء الخميس، 19 يناير الجاري، بجامع الصادق (بمنطقة القفول، بدولة البحرين)، حول رفض الدولة الدينية أيا كان شعارها سواءً دولة الخلافة او دولة ولاية الفقيه وتفضيله دولة القانون، حيث قال: "ما دعونا في يوم من الأيام الى دولة ذات صبغة دينية مذهبية كدولة الفقيه او دولة الخلافة. ما ندعو اليه دولة مواطنة، دولة عدالة، دولة مساواة، دولة مؤسسات، دولة قوانين، وهذا لا يختلف عليه أحد. وإذاكان هناك بعض الاختلاف ففي بعض التفاصيل، وهذا الاختلاف يعالج بالحوار والتفاهم، واي لغة أخرى فهي تأزيم لأوضاع الوطن ومكلفة جدا".

في اعتقادي الشخصي، ان هذه الدعوة لاعتماد الدولة المدنية هي مبادرة إيجابية وخطوة شجاعة لحلحلة الوضع السياسي المتأزم منذ شهر فبراير عام 2011م.

الدولة المدنية هي دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية. هناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة، أهمها أن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين. ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر، فهناك دوما سلطة عليا هي سلطة الدولة والتي يلجأ إليها الأفراد عندما يتم انتهاك حقوقهم أو تهدد بالانتهاك. فالدولة هي التي تطبق القانون وتمنع الأطراف من أن يطبقوا أشكال العقاب بأنفسهم.

ومن أهم مبادئ الدولة المدنية أنها لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة. كما أنها لا تعادي الدين أو ترفضه فرغم أن الدين يظل في الدولة المدنية عاملا في بناء الأخلاق وخلق الطاقة للعمل والإنجاز والتقدم. حيث أن ما ترفضه الدولة المدنية هو استخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية، فذلك يتنافى مع مبدأ التعدد الذي تقوم عليه الدولة المدنية، كما أن هذا الأمر قد يعتبر من أهم العوامل التي تحول الدين إلى موضوع خلافي وجدلي وإلى تفسيرات قد تبعده عن عالم القداسة وتدخل به إلى عالم المصالح الدنيوية الضيقة. ومن مبادئ الدولة المدنية أنها تمنع من أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد أو نخبة أو عائلة أو أرستقراطية أو نزعة أيديولوجية. 

ومن اهم دعائم بناء الدولة المدنية خلق مجتمع مدني كفضاء عمل مستقل وغير مرتبط بالسلطة الحاكمة، حيث يتكون المجتمع المدني من الاحزاب السياسية المؤسسة على أسس وطنية، والاتحادات العمالية، والنقابات المهنية، والتيارات الثقافية والفكرية، والجمعيات النسائية، الى جانب صحافة مستقلة وحرة ونزيهة. يقول هيجل : "أن كل فرد في المجتمع المدني يرى نفسه غاية، ويرى في الآخر وسائل لتحصين غاياته، وهذا يخلق نوعا من الاعتماد المتبادل بين الأفراد والتنافس في سبيل تقديم الأفضل، من خلال الانتظام في هيئات مدنية هدفها الدفاع عن مصالحهم المشتركة، وهو ما يسميه هيجل المجتمع المدني".

الدولة الدينية شعار ترفعه الأحزاب السياسية الملتحفة عباءة الدين لدغدغة البسطاء من العوام في بلدانهم من اجل الوصول الى السلطة. السياسة، كما العلوم الإنسانية الأخرى (علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الاقتصاد) لا دين لها، بل هي علم انساني لتنظيم علاقة التعايش بين مكونات الشعب الواحد، والعلاقات بين الدول. 

القرآن الكريم يقول: "وأمرهم شورى بينهم" أي ان أمور الدنيا والحوادث اليومية للناس، كالسياسة وإدارة البلاد من مسؤولية الناس، وبعبارة أخرى فإن أمور الناس لا بد ان تدار عن طريق الشورى وليس عن طريق الوحي والرسالة الإلهية، ولا دليل على ان السياسة من لوازم النبوة او الإمامة، ولا حكرا على الفقهاء كما يقول البعض". (مقتبس من كتاب: نظريات الحكم في الفقه الشيعي، لمؤلفه رجل الدين الإيراني الشيخ محسن كديفر". 

هذه المبادرة الإيجابية والخطوة الشجاعة سوف تقابل في بدايتها بالرفض من بعض المتزمتين دينيا، ولكني شخصيا اعتقد انه بمرور الوقت سوف يزداد الداعمين لها. وأتمنى من "السيد عبد الله الغريفي" – حفظه الله، ان يتبع هذه الخطوة بخطوة أخرى مهمة لنساء البحرين، وهي: ان يطالب بتفعيل وتطبيق الشق الجعفري من "قانون الأحوال الشخصية" المعلق منذ سنوات، لوضع حد لمعاناة الكثيرات من النساء في البحرين، ورفع الظلم والحيف عنهن، ليعيشوا حياتهم في امان واستقرار. 

آخر الكلام: الدولة الدينية لم يثبت نجاحها على كل المستويات، وخصوصا فيما يتعلق بالمعتقدات الدينية والأخلاق ونمط الحياة. هذه من الخصوصيات الفردية التي لا يمكن فرضها بالقوة، بل تمارس حسب القناعة الشخصية. قال تعالى: إنما انت مبشر لست عليهم بمسيطر.  

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المواطنة والمدنية كلمة
حق يراد بها باطل -

هذه كلام تقية ومن لا تقية له لا دين له ، والكلام عن دولة مدنية ودولة مواطنين من الأقليات الفكرية والمذهبية غرضه الضحك على الأغلبية ى الوصول الى السلطة ومن ثم قمع الأغلبية بالحديد والنار والموت كما نرى في العراق وسوريا ومصر والجزائر ( أقلية عسكرية ) ، ونحن الأغلبية نريد دولة الخلافة ليس بالضرورة بشكلها التقليدي لان دولة الخلافة لها هدفين وحدة المسلمين وتطبيق الشريعة ، والأفضل لهذا المعمم الشيعي ان يدعو الى إصلاحات داخل مذهبه تسقط نظام الكهنوت ونظام التقية ونظام تنشئة الشيعي منذ نعومة أظافره على كراهية المسلمين وسب الصحابة وأمهات المؤمنين الذي يعتبر كفر خالص لانه طعن في رسول الله وطعن في الرب الذي ارسله رحمة بالعالمين على معممي الشيعة التخلص من ركام المؤلفات التي كتبها زنادقتهم والعودة سريعاً الى الاسلام الصحيح وإلا اعتبرناهم اهل ذمة يعاملون معاملة النصارى واليهود بعد ان كفروا صراحة بالله خاصة الاثنا عشرية الموسوية الجعفرية منهم وهم المؤثرون اليوم في مجريات الأمور داخل طائفتهم في البحرين يعامل الشيعي كالسنة وربما أفضل وكان الحاكم السني يرسل لهم في مناسباتهم التي يشتمون فيها الصحابة وأمهات المؤمنين الذبائح والأرز ؟! ولكن ولاء الشيعي ليس لوطنه ولكن لمذهبه وطائفته ومرجعيته ايران ؟!

الدولة المدنية والاسلام
غسان -

لابد في البداية ولمنع سوء الفهم في قضية هامة ان انوه بأن موقف المعلق من الدولة المدنية يتلخص بالآتي: (1) العديد من مكونات "الدولة المدنية" موجودة بالأصل في نظام القيم الاسلامي وبالتالي لا خلاف عليها بل هي أساسية لبناء الامم (2) الدولة المدنية هي شرط ضروري وأكيد لتحسين الوضع الراهن والمأساوي للامة العربية والاسلامية لكنه شرط غير كاف، ونحن بحاجة الى مكونات وعناصر اضافية للدولة العربية المثالية (3) هنالك عناصر في الدولة المدنية هي ذات منشأ "علماني" غير مرغوب فيها وغير مثمرة. من النقاط الأساسية التي تلتقي فيها الدولة المدنية مع الاسلام تبني الديمقراطية والشورى كألية عامة لضبط الاستبداد وتسوية النزاعات. فمثلاً، الدولة النبوية في المدينة المنورة وبناء على دستور المدينة قد ضمنت ما يراه الكاتب بأن "الدولة المدنية هي دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية". لكن الدولة النبوية لم تنحصر في الأخلاق داخل المساجد المفتوحة نصف ساعة، بل تضمنت توجيهات عملية وتشريعات أساسية، لكنها تظل محدودة ولا تتجاوز الى الفرعيات الفقهية الحياتية حيث التعددية هي الاساس، ويظل المجتمع مفتوحاً في الخيارات الشخصية بشرط عدم المجاهرة بالكبائر. الدولة العلمانية تستخدم "الدين" أو "المعتقد" الخاص بها لتحقيق أهداف سياسية وحزبية. في نهاية المطاف، وفي ظل العملية الديمقراطية، فان النتائج الملموسة على رفاهية الجماهير هي ما يحدد استغلال اي معتقد "لتحقيق أهداف سياسية". فالكل يستغل ديناً أو آخر ويناقض هذه القاعدة الهامة، بمن فيهم الليبراليين والعلمانيين العرب.

تصحيح
قرآني -

الآية تقول: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ" . لكن الاسلام عقيدة وشريعة معاً.

صلب الدين
ومذاهبه المتعددة -

فصل المذهب عن الدولة أمر له مسوغات وجيهة في الدولة المدنية ... لكن المذهب شيء والدين (المحكمات) شيء آخر تماماً.

مقال مخيب للأمال
فول على طول -

يقول الكاتب : في اعتقادي الشخصي، ان هذه الدعوة لاعتماد الدولة المدنية هي مبادرة إيجابية وخطوة شجاعة لحلحلة الوضع السياسي المتأزم منذ شهر فبراير عام 2011م. - القرآن الكريم يقول: "وأمرهم شورى بينهم"..انتهى الاقتباس . نهنئ الكاتب بسلامة الوصول وأنة أيقن الان أن الدولة المدنية هى الحل ...حمداللة على السلامة يا رجل ..ولكن وصلتكم الرسالة من رجل الدين : السيد عبداللة الغريفى ..واضح جدا أن الكاتب يعرج بين الفرقتين مثل كل الذين امنوا ويؤيد وجهة نظرة باقتباس مما قالة الشيخ ...يا سلام يا سيدنا الكاتب على هذة الجرأة والشجاعة ..؟ ولكن الكاتب يقتبس من القران : وجعلنا الأمر شورى بينهم ...ننصح الكاتب أن يعود لتفسير هذة الاية التى ترجعكم الى عصر النبوة وتؤكد أن الديمقراطية كفر والشورى محصورة بين أهل الحل والعقد ..أى العصابة التى حول الزعيم ...هم يختاروة وهو يجزل لهم الهدايا - ذهب المعز وسيفة - سيدنا الكاتب : الشيخ يكذب وأنت تجارية فى اللعبة وأنتم فى ورطات كبرى ..منذ 14 قرنا وصدعتونا بأن الاسلام دين ودولة وهذا ثابت من الكتب التى لم يعتريها التحريف - تعليق رقم 1 يؤكد ذلك - وتقولون عن الاسلام ونظام حكمة ما قالة مالك فى الخمر ..وتدعون ليل نهار بعودة الخلافة والان وبقدرة قادر تكتشفون أن الدولة المدنية هى الحل ؟ يعنى بعد 14 قرنا لم تكتشفوا ذلك بما فيها من دماء ودمار واحتراب ..الا الان ؟ أرى أنكم فى ورطة كبرى والخروج منها سوف يكلفكم الدين كلة .

خطاب الاحباط
لبروفسور فول! -

يمكن دحض مقولات المدعو "فول" اليومية والازدرائية من عدة زوايا. بداية، فان على هذا الفول ان يثبت ادعاءاته بأدلة مقنعة بدلاً من الاكتفاء بالتشكيك والازدراء والتهكم بالدين الأخير واستهدافه بصورة حصرية، لأن البينة على من ادعى شيئاً يتناقض بشكل صارخ مع الحكمة السائدة. لا يكفي التشكيك و الادعاء بتاتاً من قبل المدعو فول، وعليه ان يقدم الدليل القوي وباسلوب غير ازدرائي على كل طروحاته الشاذة. ثانياً، المدعو "فول" دوما يستند الى الواقع المرير للامة العربية، لكن الكل يجمع على ذلك، ولا جديد في هذا الطرح بتاتاً!. المهم والاهم هو تقديم تفسير لهذا الخلل. وهذا التفسير المقنع يجب ان يأخذ بالاعتبار 800 عام من العصر الذهبي للاسلام قبل حتى التفكير في طرح هذا التفسير. ويجب أيضاً ان يأخذ بالاعتبار تجربة الدول الآسيوية المسلمة مثل تركيا وأندونيسيا وماليزيا. وغير ذلك فهو نوع من التفكير المستند الى الرغبة غير المقنع بتاتاً في كل الأحوال. ثالثاً، خطاب المدعو "فول" هو خطاب سلبي وازدرائي من الدرجة الاولى، وهو اذا اراد ان يقنع العرب والمسلمين على انه لا يحمل حقداً دفيناً ومتأصلاً تجاههم، عليه ان يقدم الحلول العملية لهذا الواقع المرير غير التخلي عن اللغة والتاريخ والدين والثقافة، بل يجب ان تتسم هذه الحلول باخذ "الظروف الأولية" للأمة بعين الاعتبار كمدخل لامكانية التطبيق بدلاً من المقترحات الطوباوية الحالمة. لا يكفي النقد، فاي تطبيق بشري يمكن نقده باللغة البشرية، الأهم هو تقديم البديل الديمقراطي والقابل للتنفيذ.

خمسة أدلة كبرى تدل
على ان الاستبداد كفر -

(1) دستور أو وثيقة المدينة المنورة والذي كان بين أطراف مجتمع المدينة متعدد الأديان. (2) الشورى والتشاور في الشأن العام. وبخصوص الزامية الشورى، ليس هنالك اجماع بين فقهاء السلف على ان الشورى غير ملزمة. فمن الفقهاء القدامى الذين اجتهدوا بعكس ذلك: الرازي وابن كثير والغزالي والنووي وابن عطية. ولا خلاف بتاتاً بين فقهاء السلف والخلف على الزامية الشورى في اختيار اولي الأمر، الخلاف هو حول الزامية الشورى في القرارات الجزئية أو السياسات العامة، بعد أن تم اختيار صانعي القرار وفقاً للشورى ولصناديق الاقتراع. ( 3) مبدأ عصمة الأمة عن الخطأ. لقد أجمع جمهور أهل العلم على أن الأمة معصومة من الاجتماع على الضلالة، وأن العصمة هي فقط لمجموع الامة وليس لأي فرد أو جماعة فيها. هذا المبدأ يستلزم الزامية الشورى. (4) سنة التدافع في الارض، هل يرضى الدين الحق بالفساد في الأرض؟؟ اذا أوجد الله عز وجل في الأرض سنن مجتمعية وكونية لمنع الفساد، الا يعتبر الأخذ بها فريضة أم لا؟؟ ما بالنا والقرآن يقول: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين). (5) سنة "التواصي بالحق" الواردة في سورة العصر، والتي أقسم الله عز وجل فيها بأن من لم يأخذ بهذه السنة فهو في طريق الخسران المبين.

الاحتراب المسيحي/ المسيحي
وكلفته خلال عشرين قرناً -

خمسة وسبعون بالمائة من رؤساء امريكا المسيحيين اغتيلوا ؟! وحربين عالميتين حصدت ارواح ملايين المسيحيين والمئات ما لم يكن الآلاف من ملوك وباباوات ونبلاء المسيحية قتلوا اغتيالاً ودخل المسيحيون في اقتتال قديم وحديث أودى بإرواح الملايين منهم لم يتدخل الرب محبة ويمنعه على سبيل المثال حرب الثلاثون عاماً والتي أبيد فيها ملايين المسيحيين وخربت مدن وأوطان في عام 1617 حاول (فيرديناند) حاكم بوهيميا(جيكيا الحالية) الذي كان كان كاثوليكيا متعصبا أن يفرض العقيدة الكاثوليكية على السكان الذين كانوا بغالبية بروتستانتية. تسبب منعهم لبناء عدد من الكنائس البروتستانتية في ثورة عنيفة عام 1618 بلغت ذروتها عندما تم إلقاء اثنين من ممثلي الإمبراطور من نوافذ القصر الملكي في براغ، وأشعل هذا الحدث شرارة حرب الأعوام الثلاثين .في الجزء الثاني من فترة الحرب امتدت المعارك إلى فرنسا والأراضي المنخفضة وشمال إيطاليا وكاتالونيا . خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة ودوافع الحرب : فقد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت وانتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين فرنسا والنمسا، بل ويعد السبب الرئيسي في نظر البعض، ففرنسا الكاثوليكية تحت حكم الكردينال ريشيليو في ذلك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب لإضعاف منافسيهم آل هابسبورغ لتعزيز موقف فرنسا كقوة أوروبية بارزة، فزاد هذا من حدة التناحر بينهما، مما أدى لاحقا إلى حرب مباشرة بين فرنسا وإسبانيا.كان الأثر الرئيسي لحرب الثلاثين عاما والتي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع ، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش . وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض وهلاك العديد من سكان الولايات الألمانية وبشكل أقل حدة الأراضي المنخفضة وإيطاليا، بينما أُفقرت العديد من القوى المتورطة في الصراع . استمرت الحرب ثلاثين عاما ولكن الصراعات التي فجرتها ظلت قائمة بدون حل لزمن أطول بكثير. انتهت الحرب بمعاهدة مونستر وهي جزء من صلح فستفاليا الأوسع عام 1648 م . وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ و في أراضي براندنبورغ بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات مايقدر بثلثي السكان وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا . كما انخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث . وقد دمر الجيش السو