كتَّاب إيلاف

ما لم يُروَ عن حياة ناظم الغزالي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ اول عهدي بعملي في الصحافة خريف عام / 1969 وانا في المرحلة الاولى بكلية الاداب / قسم اللغة العربية اختار لي رئيس التحرير ان اكتب موضوعا عن المطرب الكبير ناظم الغزالي ( 1921—1963 ) وقال لي ضاحكاً وهو يمرّ عابرا غرفتنا الصغيرة باتجاه مكتبه القريب منا : 

هذا الاقتراح الذي أقوله لك من وحي ما تسمعه أنت من أغاني الغزالي في جهاز تسجيلك الحديث ( الكاسيت ) الذي اشتريته أول نزوله الى أسواق بغداد حتى وأنت مكبٌ على القراءة والكتابة ولم تعبأ من إرهاق ميزانية جيبك وأنت في أول خطواتك  للعمل معنا .

فرحت كثيرا وأحسست ان ما اسمعه هو مبعث سُعدي وانا أتجاوز العتبة الاولى من صرح الصحافة العالي وقررت ان يكون موضوعي عن هذا المطرب المتفرد اللامع الذي جنّ جنوني لصوته وعليَّ ان أذهب لملاعب صباه في أحياء منطقة " الحيدرخانه " وأكتب مقالي ميدانياً قريبا من عقر داره .

أخذت حقيبتي وفي داخلها اوراقي واقلامي وانسللت الى أزقة الحيدرخانه سائلا عن بيت محمد ناصر الغزال / اسم ناظم الغزالي الحقيقي فأجابني احد عارفيه وصديق فتوته وجاره القريب من بيت أمّه : 

عن اي بيت تسأل يا هذا !!  ، وهل محمد ناصر اليتيم الابوين منذ اول عهده بالفتوة كان له مأوى ثابت استقرّ به ايها الصحفي اليانع ، هذا طائر غرّيد لايقف على شجرة او جدار الا وينتقل الى اخر ، فقد تنقل من بيت الى بيت هائما هنا وهناك مثل رياح لاتستقرّ في ايّ مكان ؛ فمرة تراه يزور امه العمياء هناك وهو يشير الى غرفة متهالكة في احد الازقة ويقيم معها ردحا من الزمن ، وأخرى يأوي الى دار عمه السيد محمود غزال غير البعيد عندما ماتت امه وهو في السادسة عشر من العمر ، لكن هذا العمّ لم يطقه نظرا لتوجهاته الفنية الواضحة في مسلكه حتى أنه حين اكمل الدراسة المتوسطة بصعوبة بالغة بسبب الفقر المدقع انضم الى معهد الفنون الجميلة ؛ ولما علم عمّه بتوجهه الدراسي نحو الفن طرده شرّ طردة ؛ فهولا يريد ان يحوي في بيته على ممثل أراجوز على حدّ وصفهِ فيكون أضحوكة للناس ، فاضطر محمد اليتيم المُتيّم بالفن الى حزم حقيبته الرثة القديمة ليطرق باب شقيقه ويتوسل اليه ان يأويه حتى اكمال دراسته في المعهد وتارة اخرى يضطر الى الاقامة والسكن في بيت خالته السيدة " مسعودة " التي كانت في بعض الاحيان تقوده بنفسها لتوصله الى المدرسة المأمونية الابتدائية وظلّت تؤدي دور شقيقتها الام في مرحلة دراسته الاولى .

وبشقّ الانفس استطاع ان يكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة في قسم المسرح سنة / 1948 وانضم الى فرقة الزبانية التي كان قد أسسها الاستاذ الفنان نوري الراوي ( وهو غير التشكيلي نوري الراوي ) سنة / 1947 وبعد الراوي صار يديرها الفنان الكبير حقي الشبلي ومثّل في عرضين هما " أصحاب العقول " و " فتح باب المقدس " ولفت انظار متابعي ومتلقي العروض المسرحية حيث كان دوره يتطلب إداء وصلات غنائية خلال تقديم ادواره التمثيلية فأبهر السامعين بما قدمه من تجديد غنائي غير مألوف بسبب تأثره بالموشحات الاندلسية وإضفاء سمات الموشّح وتلوين جماليته في أصناف المقامات وتأثره الواضح بموسيقى جميل بشير الحداثوية المبتكرة لكنه في نفس الوقت أغضب مقلدي المقامات العراقية الصارمين والتقليديين واتهموه بتغريب الاغنية التراثية العراقية واللامبالاة في الايقاعات الثقيلة التي يتسم بها الغناء العراقي القائم على المقام حتى اتهموه بالضعف والارتخاء وضعف صوته وعدم قدرته على إجادة الغناء التقليدي المقامي القديم لكنه لم يعبأ باتهاماتهم واستمر في تجديده حتى بلغ اسماع العرب بشدوه الجميل المبهر وبلغت حنجرته كل الوطن العربي من مشرقه الى مغربه لا بل وصلت انغامه المستساغة الى شعوب الشرق غير العربي حتى سُمّي سفيرالأغنية العراقية بلا منازع ليس بصوته فحسب انما ايضا بإناقته المتميزة وطلعته البهية وحضوره الملفت لما يمتلك من كاريزما جاذبة واختياره عطرَه المنتقى بعناية حينما يلبس أجمل الازياء لنفسه واضعاً وردة جميلة في صدره تناسب ربطة عنقه وبدلته المنتقاة وفقاً لذوقه الراقي المماثل لرقيّ أغانيه .

وعلى اثر هذه الشهرة انهالت الدعوات اليه لاقامة الحفلات في معظم العواصم العربية والاوربية ونظم رحلات فنية الى الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا ودول اخرى ونال نصيبا وافرا من الانتشار والذيوع وتودد اليه الكثير من صنّاع الفنّ والشعر وانهالت عليه العروض من قبل متعهدي الحفلات لكنه لم ينهك ابدا وبقي صلب العود وأخذ صوته يشيع اكثر فأكثر .

لم يتزوج ناظم الغزالي الاّ مرة واحدة وتعلق بقلب المطربة سليمة مراد التي تكبره بأكثر من عقد من السنوات وهو يخطو في اول الثلاثينيات من عمره وبقي محافظا على عهد زواجه الذي استمر قرابة العشر سنوات بالرغم من التفاف الكثير من المعجبات حوله وتودّد الفنانات العربيات له وكانت عفّته واخلاصه لرفيقة عمره سليمة الباشا مثالا يحتذى سيما واننا نعرف ان الوسط الفني لايخلو من الميل والانجذاب وتبادل الحب بل وكثرة الفضائح بين الجنسين ، وقصة زواج الغزالي معروفة لدى العراقيين حيث التقيا في حفل باحد البيوتات البغدادية صدفة وتبادلا نظرات الاعجاب وازداد ميلهما لبعض بعد ان أدّيا وصلتهما الغنائية فولدت قصة الحب غير المتكافئ عمرا في العام / 1953 لكنه كان خير كفءٍ للعريس الذي ارتضى بهذه الفنانة القديرة ذات الصيت الذائع ونهلَ الكثير من تجاربها الفنية في غناء المقام العراقي وأصوله ونظمه الفني ليزيد من ثرائه الغنائي ثراءً آخر .

اما ما يشاع من ان هذه الفنانة قد دبّرت مكيدة قتله وانها السبب في انهاء حياته وهو في بداية العقد الرابع من عمره فلا تعدو كونها ضربا من الهراء والكذب وهو الذي كانت ترى فيه زوجا وحبيبا وأنيساً وهي تتقدم في العمر وليس لها سواه ظلا ظليلا لها حتى انفصم ظهرها وهزل عودها وبقيت أسيرة الوحدة بعد موته وعزلت نفسها عن المجتمع الفني تماما واستقرت في بيتها مانعةً ايّ فرد من الاسرة الصحفية من الاقتراب منها او اجراء مقابلة معها واتذكر اني وقتها بذلت مافي وسعي لاقناعها بمقابلتي والحديث معي بعد وساطات شتى ولكن ذهبت كل مساعيي في الدنوّ منها ادراج الرياح ولم تقابل احدا من الصحفيين حتى ماتت وحدها كمدا وحزنا على رفيق حياتها ببيتها اوائل السبعينات من القرن الماضي .

قد لايدري البعض من القراء ان الغزالي امتهن التمثيل قبل الغناء في بداية حياته الفنية وكان بارعا في تقمص اية شخصية بما في ذلك الشخصيات المركبة والمزدوجة والتجريدية والغريبة الاطوار وقد رأى فيه حقي الشبلي مستقبلا باهرا وضمّه الى فرقته الشهيرة " الزبانية " لكن الرياح جرت وفق ما تشتهي قلوب واسماع المتلقين حينما طالبوه بوصلات غنائية كلما اعتلى خشبة المسرح وظل يغني إكراما لمحبيه وتنفيذا لمطالبهم .

كما برع ناظم في الكتابة الصحفية وظل ينشر مقالاته التي وصفت وقتذاك بانه من الماهرين في اجادة الصياغة الكتابية وفق منظور اللغة الثالثة او ما تسمى الان باللغة البيضاء باعتبارها مزيجا من الفصيح تتخلله البساطة والاسترسال الواضح بحيث يسهل على القراء بمختلف مستوياتهم فهم واستيعاب مايقرأون ، ومن يراجع  ما كتبه الغزالي في صحيفة ( النديم ) تحت عنوان اشهر المغنين العرب يدرك مدى تفوقه ووضوح اسلوبه وخزين ثقافته الفنية وهو يستعرض حياة وميزات المطربين والموسيقيين الذين برزوا في العراق بدءا بزوغ القرن العشرين حتى بداية الستينات من القرن الماضي حيث كانت اول مقالة فنية تاريخية ينشرها الغزالي في الصحيفة المذكورة  سنة / 1952 وتلتها مقالات فنية اخرى طوال عقد من السنوات ولم توقفه مشاغله الفنية وكثرة الحفلات التي كان يشارك فيها وسفراته العديدة الى مختلف الاقطار من الاستمرار في الكتابة والتواصل مع الصحافة التي كان يعتبرها تترافق مع مسيرته الغنائية ، بل سعى الى تجميع كل ماكتب في النديم ليضمها في مؤلف شهير سماه طبقات العازفين والموسيقيين كان ينوي طبعه قبيل وفاته .

ذلك هو ناظم الغزالي مطربا صاعدا ونجما متألقا في عالم الغناء الطربي وأديبا مقاليا من الطراز الرفيع ومؤرخا للفن السماعي غناء وعزفا وممثلا يلفت الانظار ، مات وحيدا ببيته صبيحة يوم خريفي من تشرين الاول عام / 1963 بعد رحلة فنية مضنية الى اوروبا حيث حطّ رحاله في لبنان فترة وجيزة ثم التوجه بسيارته الى بغداد إذ استقر اول وصوله لبيته متعبا بعد سفرة اوروبية ناجحة لكنها جدّ متعبة وشاء الموت ان يأخذه منا ومن رفيقة عمره وهو مازال غضّا في اول الاربعينات من عمره حيث مضى رائق الاصوات الى العالم الاخر وكأن الصدوح العذب ليس له عمر مثل عمر الانذال واللئام والسطحيين ممن يسمون أنفسهم فنانين الذين ملأوا ساحاتنا الفنية أعمالا هابطة رثّة فاقدة للمتعة والجمال والفائدة المرجوّة 

 

جواد غلوم

jawadghalom@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مملكة سليمان العالميه؟؟
Omar..jordan -

مملكة سليمان؟؟***ان كنا نؤمن بقصص المصحف الشريف .. فقصة سليمان عليه السلام سيد البحار (بتسخير الله عز وجل له جريان الريح) وسيد الحضاره المعماريه ايضا (بتسخير الله عز وجل له البنائين والغواصين من الجن اصحاب القدرات الخارقه ) بالترافق مع الايمان بقصته مع ملكة سبا (ملكة حضارة تعبد الشمس وتعلي من قيمة الانثى الى حد تمليكها رئاسة مجلس شورى الدوله) وما يقال في المراجع التاريخيه الدينيه من زواج سليمان منها واستقراره على الاقل حين من الدهر في بلادها .. فان كنا نؤمن ان هذا حق وليس خرافات فالمنطق يدعونا للبحث عن بعض القليل من بقايا هذه الحضاره العالميه الكبرى وهذا النفوذ والسلطان العظيم العالمي لسليمان عليه السلام والذي لم يعطه الله لاحد سواه .. ****الكل يعلم بان الكثير يقال عن الاعجاز الهندسي الخارق للقدرات البشريه من نواحي عده مثلا من الناحيه المعماريه وارتباطها بعلوم الفلك في ما تبقى من اهرامات (محاريب) الجيزه في مصر والذي لم يستطع العلماء تفسير اسراره الى اليوم ومع ما يقال انها كانت ايضا ذات واجهات ملونه ومصقوله وان نهر النيل العظيم يوما كان يجري من حولها .. فمن بنى هذه الاهرامات؟؟ .. ان اتت او قامت بعض الحضارات واتخذت من هذه الاهرامات معابد لهم ومكان لدفن ملوكهم فهذا لا يعني الغاء الباني والمعمر الاول لها .. وايضا بناء على الاثار والتاريخ فالقول بان مملكة سبا كانت في اليمن وليس في حوض نهر النيل فهو قول بعيد عن الصحه .. فالمعلوم تاريخيا ان الحضارات التي عبدت الشمس والنجوم والكواكب كان من اشهرها حضارات قامت على ضفاف النيل ولم يعرف هذا عن حضارات الجزيره العربيه او حضارات جنوبها ...

جوانب من حياة الغزالي
سميرة التميمي -

حياة ناظم الغزالي ليست حكاية بسيطة وعابرة , واقرب الناس للغزالي كانوا يؤكدون انه قد عاش مع المطربة الكبيرة سليمة مراد باشا ( من عائلة بغدادية يهودية ) وعاشرها دون قسيمة زواج وقد كان هذا الامر شائعا بين الفنانيين في ذلك الوقت كما عاش فريد الاطرش مع سامية جمال وعاشرها لسنين طويلة دون زواج ..والمقربون من الغزالي كانوا يؤكدون بانه قد عاد من بيروت الى بغداد وفي نيته اعلان خطبته على امرأة تعّرف عليها هناك ..من جانب آخر فان ام ناظم الغزالي بغدادية يهودية ولذا تُفرد له الاذاعة الاسرائيلية وقتا خاصا لتقديم مقاماته واغانيه وحفلاته لان النسب عند اليهود يعود للأم وليس للأب ( وهذا أمر معقول ومنطقي , وعندما يذهب أحدهم مهما كانت ديانته إلى العرافة او قارئة البخت فانها تسأله عن اسم امه وليس ابيه لان الأم هي الأم بنسبة 100% وهي التي حملت امام الناس وعاشت المخاض وولدت.. اما الأب ,,فالعلم عند الله وحده خاصة في غابر السنين وقبل التوصل الى فحص (دي ان اي ) كما هو الحال اليوم ) لذا هم يعتبرونه من ملّتهم رغم ان والده مسلم ...هذه نقاط احببت ان اثيرها عن حياة الفنان العراقي الكبير والمبدع ناظم الغزالي , والحديث طويل لا يحتمله هذا التعليق , مع تحياتي لكاتب المقال ولإجتهاده في الوصول إلى جوانب من الحقيقة

تحية للكاتب. واحترامي
عراقية -

الأستاذ جواد غلوم يقدم كتابات ثرية . محفزة للوجدان . كتابات مجدية وتاريخ يستحق التوقف في مساحاته ولو كانت صغيرة أو شخصية . تحية وتقدير للكاتب

النسيان هو مرآة الذكرى
جبار ياسين -

ناجي الراوي وليس نوري الراوي الذي كان مديرا لفرقة الزبانية وكان يسمى الحاج ناجي . اما بعض أعضاء الفرقة المشهورين يا صديقنا الطيب فينهم فخري الزبيدي وناظم الأطرقجي و رضا الشاطي وفي فترة قصيرة كان فاضل رشيد ، المغني البغدادي وانظمت اليهم فتاة اظن كان اسمها ليلى .... . كانت الفرقة يسارية وقد اعتقل الجميع بعد انقلاب 8 شباط 1963 . ها ، ابن عمي تعبت ذاكرتك وانت في العراق وانا منذ 43 عاما لم اشاهد تلفزيونا عراقيا ؟؟؟ كل عام وانت بخير

النسيان هو مرآة الذكرى
جبار ياسين -

ناجي الراوي وليس نوري الراوي الذي كان مديرا لفرقة الزبانية وكان يسمى الحاج ناجي . اما بعض أعضاء الفرقة المشهورين والذين كانوا أساتذة مسرح في معهد الفنون الجميلة ، يا صديقنا الطيب فينهم فخري الزبيدي وناظم الأطرقجي و رضا الشاطي وفي فترة قصيرة كان فاضل رشيد ، المغني البغدادي وانظمت اليهم فتاة اظن كان اسمها ليلى .... . كانت الفرقة يسارية وقد اعتقل الجميع بعد انقلاب 8 شباط 1963 . ها ، ابن عمي تعبت ذاكرتك وانت في العراق وانا منذ 43 عاما لم اشاهد تلفزيونا عراقيا ؟؟؟ كل عام وانت بخير

Song
Khalid -

One of the most Beautiful songs of Salema Morad Pacha : (( Hatha mo Insaf Minek Gebitk Halged Totol .. )) - And the titel Pacha . I think as a gift from Al Pacha Nory Al Saied . Mr. Jawad . Thank you.

ناظم الغزالي
علي البصري -

زواج ناظم من سليمة مراد زواج عرفي اي في السر وغير معلن انكشف بعد وفاته سافر إلى بيروت، وأقام فيها 35 حفلاً، وسجل العديد من الأغاني للتلفزيون اللبناني، ثم إلى الكويت، وسجّل قرابة عشرين حفلة بين التلفزيون والحفلات الرسمية. وفي العام نفسه أجتهدَ وبذلَ جهداً كبيراً ليتمكن بسرعة أنْ ينتهي من تصوير دوره في فيلم "مرحبا أيها الحب" مع المطربة نجاح سلام، وغنّى فيه أغنية "يا أم العيون السود". هناك رواية أنّهُ أفاق في صباح 23 أكتوبر 1963 وطلب قدحاً من الماء الساخن لحلاقة ذقنه، لكنَّه سقط مغشياً، وبعدها فارق الحياة، في الساعة الثالثة ظهراً. كسرت إذاعة بغداد القاعدة، وقطعت إرسالها لتعلن الخبر الذي امتدَّ تأثيرهُ ليصيب العالم العربي كلّه بحزن بالغ، كان قطع البث الإذاعي يلازمه دائماً إعلان "البيان الأول" لأحد الإنقلابات العسكرية، ولم يكن قد مرَّ سوى 7 أشهر على انقلاب فبراير، لكن هذه المرة اختلف الوضع واستمع من تعلقت آذانهم بجهاز الراديو إلى الخبر الذي أحدث إنقلاباً في نفوسهم، وأبكاهم طويلاً، "مات ناظم الغزالي".

هلا هلا هيا
جبار ياسين -

عذوبة صوت الغزالي في تلك الترديدة التي غناها على المسرح في مسرحية اظنها " وبعض الظن اثم ؟ " : هلا هلا هيا وقرب الحيا للنازحالصب . جلاجل في العيد ، شجية الترديد ... الخ ولعل اجمل حزن وشجى ينافس بلوز السود في أمريكا هو انشاده لقصيدة الحمداني " أبو فراس طبعا وليس شوقي " في قصيدة تغريبته اسيرا عند الروم ، وقالت بعض المصادر في بريتانيا فرنسا حيث سجن : أقول وقد ناحت بقربي حمامة ... الكتابة شيء والغناء شيء آخر . العراق خسر في قرابة عام خير ممثليه الذين جعلوا منا فخورين في عام واحد : جواد سليم ، ناظم الغزالي والسياب .... دون ان اذكر سلام عادل والآلاف من الذين صنعوا مثل جيلنا . عام 63 كان اشد من سنين يوسف وسنين ابن ثقيف .

سليمة مراد, ضحية بريئة
Rizgar -

اليهود لعبوا دورا رئيسيا في تاسيس الكيان ١٩٢١ والاعتراف بالكيان ١٩٣٢.انظر الى صورة قديمة ,الصورة للجموع الغفيرة من سكان بغداد١٩٤١ " يحملون السيوف والخناجر" وهي تنشد "حلو الفرهود كون يصير يومية " حيث تم قتل الاف واغتصاب اليهوديات امام الازواج والاباء والابناء وحرق وتدمير البيوت والمحال التجارية وسرقة ما يمكن سرقته!بعد نجاح الكيان في ابادة المسيحيين ١٩٣٢ واغتصاب المسيحيات امام الازواج والاباء والابناء في مجزة سميل ابادة تامة, تم استقبال المجرمين كابطال ببغداد في قتل الا طفال والنساء (مذكرات ستراتفورد ,عسكري بريطاني في العراق لصيانة الكيان من الانهيار). صور اخرى لجرائم اعدام اليهود واغتصاب اليهوديات في الساحات العامة ١٩٤٨-١٩٦٠, رقص اهالي بغداد على جثامي اليهود على انغام الموسيقى والافراح....اتدكر قصة فرانكشتاين في نفس الوقت .نفس قصة Frankensteinرواية للمؤلفة البريطانية ماري شيلي صدرت سنة ١٨١٨ تدور أحداث الرواية عن طالب ذكي اسمه فيكتور فرانكنشتاين ,ويبدأ فرانكنشتاين بخلق مخلوق هائل الحجم غاية في القبح والهمجية ,وقبل أن تدب الحياة فيه ببرهة يهرب من مختبر الجامعة، ويبرر المسخ أفعاله دائما ,يعود فرانكنشتاين إلى بلدته ويتزوج ولكن المسخ يقتل زوجته في نفس ليلة العرس. يموت أب فرانكنشتاين حزنا من الأحداث الرهيبة التي قاستها العائلة من المسخ. يقرر فرانكنشتاين البحث عن المسخ ليقتله ....ولكن قبل فوات الاوان....اليهود شاركوا في تاسيس الكيان , وزراء اقتصاد فراكنشتاين كانوا يهودا من البداية ...شارك الليفي في اخماد الحركة الكوردية ودافعوا عن تاسيس الكيان بدمائهم ...والنتيجة فرانكنشتاين لم يرحم باحد .هل نجح الكيان في تحقيق الرغبات العرقية العربية من الانفال والقتل والتعريب والاغتصاب والقيم العرقية العربية ؟ انها صراع الحضارة مع همجية فرنكنشتاين . واليوم نفس الا حلام الحقيرة ونفس الكيان السرطاني الخبيث ونفس الاحلام الاجرامية .

غير متكافيء؟؟!!
زارا -

"قصة الحب غير المتكافئ عمرا" !!!!!!! غير متكافيء لأنها كانت تكبره بالعمر؟؟!! وهذا استدعى ان تذكر الأمر بهذه الطريقة وكأنه امر مهم؟! وماذا عن الزواجات التي تحصل يوميا عندما يكون الرجل اكبر من المرأة بسنوات تصل إلى 40, لماذا تكون هذه طبيعية ولا يكون العكس طبيعيا؟! كيف تتوقعون ان يتوازن المجتمع عندما يتزوج الرجل اغلب الوقت ممن تصغره على الأقل ب5 سنوات, بينما لا يقبل نفس المجتمع ان تكبره المرأة ب 5 شهور؟؟!! انها عملية حسابية بسيطة جدا, سينتهي الأمر بالمجتمع ان تكون فيه اجيال واجيال من فتيات غير متزوجات لأن الشباب من عمرهن اغلبهم تزوجوا من اجيال اصغر ولم يقبل ان يتزوجن ممن يصغرهن عمرا. الحب ايها الكاتب لا يكون غير متكافئا ابدا, لانه حب ينشأ بين قلبين يكون دوما متكافئا مهما كان عمر وشهادة ووضع المحبين, لأن الحب ينمو بين روحين والأرواح لا علاقة لها بكل العرقلات التي نجعلها بين الناس في مجتمعاتنا المريضة, مريضة لأنها تحارب الحب بكل الأشكال.

Lucky her
-

.Salima continued to live in iraq until her death in 1974 I guess her marriage with an arab muslim saved her life from antisemitism actions and indignities