فضاء الرأي

حين يخيّم الظلام نبحث عن الانوار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

المثل يقول: (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) وهكذا ، حين تنظر الى عراق اليوم ، بما فيه من فساد واسع النطاق، وغلبة الولاءات الفرعية، ولا سيما المذهبية واتساع التدخل الخارجي وتزايد الفقر وفقدان المرأة لحقوق اكتسبتها في الماضي، فمن الطبيعي ان نتذكر عراقاً كانت فيه اضواء وأمال وتماسك اجتماعي، وغلبة روح المواطنة. وطبيعي ايضا ان نتذكر ونحيّي حركات وطنية مختلفة وأحزابا ديمقراطية ساهمت بقوة في الدفاع عن الوطن والشعب وفي نشر الوعي الوطني ومكافحة الطائفية.

هذه مقدمة لابد منها في الذكرى 83 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي ، يوم 31 اذار من عام 1934 ، والذي لعب ادوراً هامة في سجل الحركة الوطنية في النضال من اجل عراق ديمقراطي علماني ، حيث ان شعار (وطن حر وشعب سعيد) كان بالضبط يعني النضال لقيام الديمقراطية العلمانية ، وما تعنيه من الدفاع عن سيادة الوطن والحريات العامة والشخصية وحقوق القوميات والأقليات ، وحقوق المرأة ومكافحة الفقر وأشكال التمييز.... لقد كان فهد وطنياً في الصميم وقدم لنا مع حازم وصارم وسلام عادل وبقية مناضلي الحزب ومؤازريه (ومعظمهم شهداء) قدموا آيات التفاني من اجل الشعب والوطن وبنكران ذات وليس كما يفعل اليوم ساسة إسلاميون من اجل المناصب والتسلط ونهب ثروات الوطن.

حين هوجم مقر الحزب الشيوعي في بغداد قبل حوالي 11 عاماً ، نشرت مقالاً يدين العدوان ويتضامن مع المعتدى عليهم. وفي حينه تلقيت عدة تعليقات من صحفيين يعلنون استغرابهم لمقالي ، انا الذي ترك الحركة الشيوعية منذ حوالي نصف قرن... التعليقات نسيت ان كل عدوان على الحريات يجب ان يدان ، وان الحزب الشيوعي له تاريخ مجيد برغم المطّبات والهزات والأخطاء، وهو ما وقع ويقع لكل حركة سياسية. كما انني ، وان كنت اليوم كاتبا يسارياً مستقلاً ، فأنني احيّ جميع الحركات والأحزاب والقوى التي تناضل لتصحيح الاوضاع المتردية وفي سبيل عراق ديمقراطي علماني. ونقول هنا رداً على ذلك المسؤول الاسلامي ، الذي وقف ليقول محرضاً (العلمانية كفر وضد الدين، فحاربوها) نقول ان العلمانية رديف الديمقراطية ، وهما وجهان لعملة واحدة ، اما من يتاجرون بالمذهب والدين ويزجون بهما في العمل السياسي لكسب شعبية زائفة ، فأنهم يبرهنون على انفصام تام عن الوطنية وعن مصالح شعبنا المناضل.

في 31 اذار نتذكر جميع شهداء الحركة الوطنية الأماجد.. وهل ننسى ، فهد وحازم وصارم وسلام عادل ورفاقهم ، عبد الكريم ورفاقه ، وكيف كان نموذجا عاليا للروح الوطنية وحب الشعب. فتحية لـ 31 اذار وتحية لشهداء الحركة الشيوعية ولجميع شهداء الشعب والوطن ، وتحية وسلاماً لساسة وطنيين كانوا شموعاً لنا ، ومن مختلف الاتجاهات من امثال صالح وجعفر ابو التمن ومحمد الصدر وفيصل الاول وعبد الفتاح ابراهيم وكامل الجادرجي ومحمد حديد وسعد صالح وابراهيم كبه و محمد بحر العلوم وساسون حسقيل ويوسف غنيمة وغيرهم ممن رفضوا التقوقع الطائفي والديني ودافعوا عن الحريات وضد الاستبداد والتبعية وعبودية المراة..... وتحية لجميع قوى التغيير الديمقراطي في عراق اليوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الظلام وقواه
خوليو -

المشكلة في بلادنا واقصد الشرق الوسط التعيس ان مظلة الظلام الدامس تخيم عليه منذ ان غزت القوى الظلامية بلاد الحضارات القديمة ودمرتها وعتمت عليها،، فنرى ان القليل من الناس حالياً يربط جذوره بتلك الحضارات ليعتز بها وتكون له حافزاً ليفتش عن مصادر النور في عصرنا هذا ،، هذه القوى الظلامية المهيمنة تقدم نهج إخضاعي يستعبد ذكور وإناث المجتمع مما يجعلهم لا يميزون بين الاستعباد والحريّة،، فمفهومهم للحرية يختلف عن مفهوم ساءر البشر،،يقولون بانهم تحرروا من عبادة الأصنام لعبادة اله في السماء ( هكذا يفهمون الحرية ) وإناثهم يقلن ان حجابهن رمز إخضاعهن من قبل ذكورهن ،، هو حريتهن وهويتهن ،،السامع لايعرف امام هكذا تعريفات للحرية من قبل هذه القوى الظلامية ايضحك ام يبكي ،، فكيف لهكذا أغلبية من ذكور ونساء يمكن ان يتحرروا ويتحررن وهم وهن لايميزون بين الإخضاع او الاستعباد والحريّة ،، لايمكن ان يتحرر ويتقدم اي مجتمع الا اذا عرف سبب تخلفه ،،دون شك هناك قوى سياسية مسيطرة ترى في هذا التخلف الجماعي وسيلة لاعتلاء كراسي الحكم ( فالفرد في مجتمعاتنا يقرا ربع كتاب في السنة ) ،،هذه الأغلبية من الذكور والإناث هي التي لم تحرك ساكناً ولو بمظاهرة واحدة ضد سبي نساء مكون من مكونات الشعب العراقي لان الفكر الظلامي وقواه في السابق مارس هذا النهج ،، وامام هذا العار الذي ما رسته داعش الابن البار لتلك القوى وخير مترجم على ارض الواقع لتعاليمها،، لم يتجرا أحداً على تكفيرها ولو نظرياً ،، يكفرون اصحاب الأفكار الحرة ويصمتون امام سبي واغتصاب وبيع النساء وهم يشاهدونها ،،فكيف لشعب مصاب بهذه الافات التخلفية ان يتقدم ان لم يع ان سبب تخلفه هي تلك التعاليم ؟ لايرون ان العلمانية التي تفصل الاديان عن الدولة وتحمي حرية الفكر والمعتقد هو الطريق نحو تحرر العقل من سلاسل تكبله وتعيقه عن الإبداع بسبب ضيق المساحة المتاحة أمامه من قبل تلك القوى الظلامية،، لذلك تجد في دساتير بلادنا جملة تقول ،،بشرط ان لايخالف الشرع ،، شرع مكبل قامع مستعبد لعقول الرجال والنساء ولكنهم يرونه تحرراً ،،بالنسبة لهم التحرر هو في نوعية الاله الذي يعبدون ،، عندنا مشكلة ضخمة يا أستاذ .