فضاء الرأي

مجتمعاتنا مَحرَقة تحول أفرادها الى عبيد وعيدان ثقاب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إن أحد أهم أسباب فشل مجتمعاتنا إنسانياً، هو أنها مجتمعات عبيد وعيدان ثقاب، مطلوب من المرء وسط نيران محرقتها، ووفق قيودها وعاداتها وتقاليدها وشرائعها، أن يولد ويعيش ويفكر ويموت كعبد، سواء للزعيم أو للحزب أو للدين أو للعشيرة أو للأهل، وأن يحترق لأجلهم جميعاً. ففي تفكير هذه المجتمعات المريض، الحرية جريمة، والحب خطيئة، في حين لو تركت له حريته كإنسان لإختار ربما أن يحبهم جميعاً بإنسانيته دون هذه القيود والاعراف والعادات والشرائع والتقاليد البالية الفارغة. 
القائد يريده عبداً لعُقدِه وعود ثقاب يحترق لأجله، لأنه في عُرف مجتمعاتنا من يملك البلاد، ويمنح صك الوطنية أو تهمة العمالة، وكأن الوطن ضيعة له ولمن خلفه!
الحزب يريده عبداً لأفكاره وعود ثقاب يحترق لأجله، لأنه في عُرف مجتمعاتنا من يخطط له ويعلمه كيف يفكر، وكأنه لولاه ولولا أفكاره لضاع وبات بهيمة لا تعقِل، ولبات ريشة في مهب الريح!
سماسرة الدين يريدونه عبداً لخزعبلاتهم، وعود ثقاب يحترق لأجلهم، لأنهم في عُرف مجتمعاتنا خلفاء الله على الأرض، ومن يملكون الحقيقة المطلقة المقدسة. ففي الحياة يقررون له ماذا يأكل، وكيف يلبس، وعلى أي جانب ينام، ومتى يَكُح ويَنكَح ويخرِج هواء بطنه. أما بعد الموت فيعدونه بالجنة ليستمتع إذا كان حَبّاباً ومطيعاً، ويهددونه بالشَوي في نار جهنم إذا صار وكيح ولَم يسمع الكلام!
العشيرة والأقارب يريدونه عبداً لتقاليدهم وعاداتهم البالية، وعود ثقاب يحترق لأجلهم ولأجلها، لأنهم في عُرف مجتمعاتنا عزوته البائسة التي إبتلي بأن يولد منتمياً اليها، والتي طبعاً لا يطاله منها أو مِن طشارها غير شرور حسد العيشة والثأر والفصلية والگصة بكصة، وغيرها من السخافات!
الأهل يريدونه عبداً لأفكارهم وقناعاتهم، وعود ثقاب يحترق لأجلهم لأنهم مَن خلفوه، وكأنه هو الذي بعث لهم بخط مصَخّم من العَدَم، وقال لهم إفعلوها وإئتوا بي الى هذه الدنيا، وليسوا هُم مَن قرّروا فعل ذلك لأنها سنة الحياة!
لـذا متى ما بات المرء في مجتمعاتنا حراً، يفكر بحرية، ويتحرك وفـق ما يمليه عليه ضميره وإنسانيته، لا وفق عادات وتقاليد وشرائع مجتمعه، فحينها فقط ستعود الى طبيعتها السَويّة، لأنها ستصبح مجتمعات بشر عقـلاء يعملون لحاضرهم ويسعون لمستقبل أجيالهم، وليس مجتمعات قطعان عبيـد أذلاء يطيعون أسيادهم من سماسرة السياسة والدين طاعة عمياء لخدمة مصالحهم الفردية، ولا مجتمعات أكوام عيدان ثقاب تهفو الى نار هذه المصالح الدنيئة الفاشلة لتحترق بها وتحرق معها كل ما حولها كما يحدث اليوم.
 
karadachi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غريبة
كلكامش -

لو فكرنا بطريقة عقلانية ستجد اهم مفصل يجعل الانسان عبد وخاضع هو الدين لانه مسنود من السماء بايات ربانية لذا فاطاعته تكون عمياء والخروج عنه جريمة يحاسب عليها البشر والحجر ,,,قليل من التفكير لايفسد للود قضية عزيزي الكاتب ضع الدين والقران والايات وخطباء الجوامع والقنوات السامة في الرفوف واعزلهم سيتحرر الانسان ولك الشكر

اطيعوا اللة والرسول
فول على طول -

تحية للسيد كلكامش الذى قال الحقيقة ..وبالتأكيد فان الكاتب يعرف : أطيعوا اللة والرسول وأولى الأمر منكم ....وندعو الكاتب لمشاهدة فيلم الزوجة الثانية - فيلم مصرى قديم جدا بطولة الراحل صلاح منصور والراحلة ثناء جميل - كى يتأكد من طاعة أولى الأمر منهم ....أو فيلم عادل امام والذى طالبة أهل العلم الشرعى بتفجير نفسة كى يصعد الى الجنة ..وكان رد الفنان عادل امام وبطريقتة الساخرة : أنا مش عاوز أروح أصعد ...ما تروحوا انتو وخلينى أنا هنا تحت ...والحقيقة ربما هى المرة الوحيدة الذى يعترض مؤمن على كلام أهل العلم ...سيدنا الكاتب : البشر عندنا محكومون أن لا يخرج تفكيرهم عن العلم الشرعى والاطار المحدد لهم أى داخل حدود معينة لا يتعداها . ربنا يشفينا جميعا من الشعوذة .

آنا نحن خلقنا الأنس والجن
عربي من القرن21 -

ليعبدوا ... أليست عملية الخلق لأنتاج عبيد ؟؟!..

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

إن أحد أهم أسباب فشل مجتمعاتنا إنسانياً، هو أنها مجتمعات عبيد وعيدان ثقاب، مطلوب من المرء وسط نيران محرقتها، ووفق قيودها وعاداتها وتقاليدها وشرائعها، أن يولد ويعيش ويفكر ويموت كعبد،/القائد يريده عبداً لعُقدِه وعود ثقاب يحترق لأجله، لأنه في عُرف مجتمعاتنا من يملك البلاد، ويمنح صك الوطنية أو تهمة العمالة، وكأن الوطن ضيعة له ولمن خلفه )<<"هذي الخلاصه والفائده فعلا زهقنا كل يوم على نفس الموال المقرف والله اعلم بالنهايه / نعم يا يمنحك صك الوطنيه او الخيانه أو .... شدراني شو بتكون التهمه /(لـذا متى ما بات المرء في مجتمعاتنا حراً، يفكر بحرية، ويتحرك وفـق ما يمليه عليه ضميره وإنسانيته، لا وفق عادات وتقاليد وشرائع مجتمعه، فحينها فقط ستعود الى طبيعتها السَويّة، لأنها ستصبح مجتمعات بشر عقـلاء يعملون لحاضرهم ويسعون لمستقبل أجيالهم، وليس مجتمعات قطعان عبيـد أذلاء يطيعون أسيادهم من سماسرة السياسة والدين طاعة عمياء لخدمة مصالحهم الفردية، )<<" هذي يجاوب عليها بني فراعينو كبار وصغار " وسيموني" <هيك نحاول نرقع هذا اذا تترقع اصلا