العراق الإيراني التركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
غاب العراق أو غُيب عن أي تأثير في المنطقة والعالم منذ الإحتلال الاميركي عام 2003 حتى اليوم، بسبب الطبقة السياسية التي حكمته، حيث كانت من التناقض وانعدام الرؤية والذكاء السياسي والتبعية الى الدرجة التي غيبت بلدا بحجم العراق وبما يمتلكه من إمكانيات وموقع جيوسياسي عن الخارطة السياسية الدولية الى الدرجة التي نسي فيها البعض وجود هذا البلد.
ومع وصول أحزاب إيران الى السلطة وحصول "حزب الدعوة الإسلامي " على رئاسة الوزراء عام 2005 باتت التبعية شبه مطلقة، حتى أصبحت صناعة القرار العراقي وسياسة هذا البلد ومواقفه تُصنع في طهران، ما دفع الكثير من دول العالم إلى التفاوض معها وليس مع بغداد على قضايا تخص الشأن العراقي.
ولو كانت سياسة العراق مستقلة وحيادية وغير منحازة الى (صراع المحاور) كما يردد بعض ساسته، لتفهم الجميع الوضع الخاص الذي يمر به هذا البلد، ولأصبح موضع تقدير واحترام كبير من جيرانه وجميع دول العالم.
لكن الحقيقة خلاف ذلك، فالعراق تحول إلى صدى للسياسة الإيرانية وقاعدة لتهديد دول الجوار من خلال إنشاء جماعات ومليشيات مسلحة لاتخفي نيتها في إستهداف دول الخليج والعبث بأمنها، كما لاتخفي ولاءها المطلق للولي الفقيه الايراني خامنئي وتعلن بلا خجل انها تأخذ أوامرها منه، ضاربة عرض الحائط دستور وقوانين ومصالح البلاد.
وهذه الميليشيات لاتختلف كثيراً عن داعش في مشروعها الكوني وحلمها في إنشاء "دولة اسلامية " في المنطقة يحكمها (الولي الفقيه)، وهي تعمل بمثابرة عالية لتحقيق هذا الهدف لاسيما بعد إمتلاكها اسلحة ومعدات وتجهيزات عسكرية لاتملكها بعض الجيوش في العالم.
ورغم ان أهداف هذه الميليشيات غير قابلة للتحقيق ودول المنطقة قادرة على سحقها بسهولة ويسر، إلا إنها تبقى قادرة على زعزعة الأمن ولو لفترة معينة وربما إشعال فتنة طائفية كبرى تأتي على الأخضر واليابس في منطقة هي أصلا تعاني منذ ثلاث سنوات بسبب الإرهاب وهبوط اسعار النفط.
ورغم كل ذلك فإن الاحزاب الحاكمة (السنية والشيعية وحتى الكردية ) لاتكترث كثيراً لمصير بلدها ولا لقلق غالبية دول الجوار، ومازالت تراهن على إيران وتركيا اللذين يتقاسمان حاليا صناعة القرار في بغداد، لأن نسخة الاخوان المسلمين في العراق (الحزب الاسلامي) وبعض سياسي السنة، أرتموا في احضان انقرة واردوغان منذ عام 2012 بذريعة تحقيق التوازن مع النفوذ الإيراني، وبالتالي غُيبت الإرادة والمصلحة الوطنية أكثر لصالح دولتين لديهما أطماع غير مخفية في العراق خاصة وفي منطقة الخليج العربي عامة.
ويبدو ان الأحزاب المتقاسمة للسلطة في بغداد فهمت الدعم العربي والعالمي للعراق في حربه على داعش، بشكل خاطئ، وفسرته على انه دعم مطلق، وان اميركا ومعها الدول الأخرى ستستمر بهذا الدعم وستتغاضى عن تحويلهم البلاد الى معسكر كبير لتدريب الجماعات المسلحة التابعة لإيران وتركيا وقاعدة لتصدير الإرهابيين الى دول الجوار والعالم.
العالم اليوم في حرب كونية على الإرهاب و يرى ان انقرة وطهران هما اكبر عاصمتين داعمتين ومفرختين للإرهاب، فاميركا لن تنسى ابدا دماء جنودها الذين قُتل غالبيتهم بسبب دعم طهران للقاعدة والجماعات المسلحة والميليشيات في العراق، واوروبا لن تنسى دور اردوغان في انشاء تنظيم داعش وتوفير الدعم اللوجستي له وتحويل تركيا الى معبر لإنتقال عناصر التنظيم الى سوريا والعراق ومنهما الى اوروبا والعالم.
آن الأوان لأن يدرك ساسة المنطقة الخضراء ان قواعد اللعبة قد تغيرت وعليهم ان يختاروا بين انتشال بلدهم من انقاض الحروب والدمار والاستفادة من الدعم الخليجي والاميركي في إعادة بنائه، او البقاء تحت النفوذ المزدوج لطهران وانقرة وهو ما يعيد العراق الى خانة الدول المارقة ويضعه في مواجهة غير متكافئة مع العالم، قد تهدد وجوده هذه المرة وتحول ساسته من مدللي واشنطن الى إرهابيين مطلوبين دوليا وحينها لن تحميهم جنسياتهم الاجنبية ولا الأموال التي سرقوها خلال العقد الماضي ولن يجدوا مكانا يأويهم غير السجن أو القبر.
التعليقات
مصير العراق
احمد كامل -اظن ان الكاتب ابدع في وصفه للحالة العراقية ، وظن انه يقصد ان استقرار العراق مرتبط بتبنيه سياسة متوازنة مع جيرانه ، وترميم بيته الدخلي بما يضمن وحدته ويوحد خطاب قادته . لكن قبل كل هذا عليه التخلص من الاحتلال المزدوج لتركيا وايران فاحدهما تدعم الارهاب والاخرى تدعم الميليشيات ، في محاولة لابقاء العراق في حالة احترام داخلي وانقسام طائفي ومجتمعي ليسهل عليهما نهب هذا البلد ، فلا يخفى على احد عمليات سرقة النفط الواسعة التي تمارسها تركيا .
تحية للكاتب
رفقا بالقوارير -يااستاذ انت على حق بشان مسؤلية النخب السياسية الحاكمة فى العراق عما حل بالبلاد والمؤسف ان جميع دول الاقليم المجاورة للعراق لاترغب هى ايضا فى عودة العراق لوضعه الاقليمى كقوة سياسية واقتصادية وعسكرية لايستهان بها ..ايران تركيا اسراىيل النظامين السورى والايرانى وحتى دول كالاردن والسعودية والخليج...اقترح بعض الحلول لاخراج العراق من الطريق المسدود الذى وصل اليه...تشكيل احزاب سياسية وطنية جديدة ومنحها الفرصة لخوض الانتخابات النيابية والسياسية ...الابتعاد عن المحاصصات الطاىفية فى المنظومات الادارية للدولة ..زيادة اعداد النواب المستقلين والشخصيات المستقلة فى الهياكل الادارية للدولة...اعادة هيكلة الجيش العراقى وتنشاته نشاة وطنية..اعادة تشكيل الحرس الجمهوري او بمسمى اخر كالحرس الوطنى..الافراج عن كافة المعتقلين السياسيين والمتهمين بتهم تتعلق بالارهاب لممن لم تثبت ادانته ..اعادة النظر فى مايسمى بقانون مكافحة الارهاب وعدم السماح لاى جهة سياسية كانت ام حزبية ام امنية التذرع به للزج بالابرياء فى السجون..الغاء قانون اجتثاث البعث والقوانين الداىرة فى فلكه اذ لايجوز توجيهه ضد جزء من الشعب لفاىدة ومصلحة اخرين..ابعاد تنظيمات الولى السفيه عن الجيش والاجهزة الامنية..الغاء مايسمى بالحشد الشعبى ...والاهم مواصلة اجراء المصالحات الوطنية بين كافة الاطراف ليعود العراق الى سابق عهده
حاكموا عصابات
التطهير العرقي -ليس قبل تقديم هؤلاء الساسة من روساء احزاب وزعماء عصابات التطهير العرقي الى محاكمات عادلة تقتص لاهالي ولدماء مئات الألوف من العراقيين خاصة السُنة الذين اما أُبيدوا او شردوا
وصف عظيم
ساندرا أليان -شكرًا للسيد الكاتب فهو وصف دقيق للحالة والمشكلة العراقية ، ومقال عظيم يعكس معرفة كاتبه العميق بتعقيدات المشهد العراقي ، وتعقيدات علاقاته الإقليمية احيي أيضا شجاعة وصراحة الكاتب رغم ما قد تسببه له من مشاكل ، لاسيما في إشارته الواضح الى ان مصير بقاء العراق كبلد واحد وخروجه من عنق الزجاجة مرتبط بفك ارتباطه بايران وتركيا ، وان يرتبط بقوة مع أمريكا ويظهر لها انه حليف جدير بالثقة وإلا فان أمريكا ستبقيه يدور في وحل الحروب الداخلية والخارجية
العراق يحترق
رنا -لا مخرج للعراق الا ان يتخلص من جميع الأحزاب الحاكمة اسلاميه او غير اسلاميه و يجري انتخابات برعاية دوليه و هذا لن يحدث الا اذا ارادته أمريكيا. و أمريكا اليوم لن تجد من يخدمها اكثر من هذه الجماعات المحاكمه لذلك ستعمم تجربة الفوضى العراقية على جميع دول المنطقة بما فيها تركيا و ايران و حتى باكستان.
العراق لاتوازن انما ولء لايران
حميد -الحكومة العراقبة الحالية تستغبى الشعب ولاسيما الفطنين منهم وليس من يركض وراء سيستاني لانه جاهل نعم تستغبي العرلقيين عندما تقول انها لاننبع سياسة المحاور فهي اي الحكومة العراقية ليست في حضن ايران بل في جيبهاالحكومة العراقية الحالية هي حكومة اقلية لانها حكومة نجف وكربلا حكومة العجم ونجف وكربلاء معروف عنهما انهما محافظات فارسية ايرانية ٥٧ ميليشيا ايرانية في العراق وتقول لي ان العراق لايتبع سياسة المحاور ايران تصدر ا وامرها من بعد وما على الحكومة العراقية العميلة الا ان تنفذ حكومة نجف وكربلا اجبرت على الانفناح على السعودية بضغط امريكي فهم حكومة العجم لايحلو لهم الا الجلوس ومؤخرتهم في الحضن الايراني حيث يلتءون به لا بغيره
الأستقلال والأبتعاد
ako aljaff -عند أستقلالنا ... سنتخلص من كل المناسبات الدينية والعنصرية الوطنية الكئيبة والمستمرة على مدار كل الايام خلال كل الاعوامستنتهي بكائيات الاخوة الكاذبة والمشاعر الزائفة وطائفية مميتة قاتلة ومذهبية متناحرة بين الشعوب التي تسكن اسفل منا ,والتي تسخر وتستهزئ من (الشخصية الكوردية) بشكل دائم ومستمر وعدواني وسيتم حل ارتباطنا من كل امراض الشوفينية العدائية والحقد الذي اراه واقراءه حين يطالب الاكراد بأبسط حقوقهم المشروعة وما يكتبه بعض الموتورين السايكوباثيين من كتابات و تعليقات بغيضة وشتائم وسب وقذف ومشاعر العروبية مقيتة مثال جيد ... ماذا يعني كل هذا لنا؟
تعليق جميل شكرا .
آكو هه ورامان -تعليق جميل شكرا .
قد حاز العالم العربي منذ
Rizgar -قد حاز العالم العربي منذ منتصف القرن الماضي على براءة اختراع وهي ظهور الطغاة وامتلاكهم زمام الحكم في البلاد العربية