فضاء الرأي

القمة العربية نكون أو لا نكون

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ربما يكون أهم ما خرجت به القمة العربية السادسة والعشرون في شرم الشيخ موافقة الدول الأثنتين والعشرين على انشاء قوة عسكرية عربية مع تعاظم أخطار الإرهاب، والانقلاب على الشرعية في اليمن وليبيا، والمضي قدما في تنفيذ مخطط أميركو صهيوني بتقسيم وتفتيت وتأجيج الصراعات الطائفية في المنطقة، حيث استغلت دول كبرى وبدعم من دول إقليمية موجات ما يسمى الربيع العربى ليكون جسرا تتحرك فوقه، أو حصان طروادة تمتطيه وتدخل إلى المدن والعواصم العربية لتنفيذ مخططها الإجرامى من خلال تنظيمات إرهابية كالقاعدة وداعش وميلشيات فجر ليبيا وأنصار الشريعة وجبهة النصرة، وبوكوحرام وغيرها من التنظيمات التي خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.

واللافت أن القمة عقدت وطائرات عشر دول عربية تدك معاقل الحوثيين في اليمن فيما سمي بعاصفة الحزم بعد أن انقلب هؤلاء الحوثيون المتحالفون مع الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" على الشرعية، وهددوا الرئيس الشرعي، وتنكروا لكل الاتفاقات الموقعة مع كل الأطراف اليمنية، وبدعم صريح من إيران التي شعرت أن العرب ماتوا، فأرادت أن تنفذ الى الجوار المباشر لللسعودية ودول الخليج ومصر، وتحقق مكاسب تعزز موقفها في التفازض بشأن برنامجها النووي مع القوى الكبرى، فقدمت الدعم اللوجستي لجماعة الحوثي (وهي جماعة شيعية زيدية ) لتعيث في الأرض فسادا، وتقدم هذا الشاب المدعو "عبد الملك الحوثي" الذي صور له خياله المريض أنه زعيم أو حسن نصر الله اليمن، بقوات موالية لعلي عبد الله صالح الذي كان عدوه بالإمس إلى عدن بعد تعز وأصبح على مرمى حجر من مضيق باب المندب الإستراتيجي، بعد ان أستولى على صنعاء لكن هيهات هيهات أن يحققوا اهدافهم الخبيثة فقد سيطرت السعودية على الأجواء اليمنية وسيطرت مصر على المنافذ البحرية، وها هو العاهل&السعودي الملك "سلمان بن عبد العزيز" يؤكد في كلمته بالقمة العربية أن عملية عاصفة الحزم مستمرة حتى تحقق أهدافها، وها هو الرئيس الشرعي لليمن "عبد ربه منصور هادي" يطالب باستمرار القصف حتى تستسلم هذه العصابة وتعود إلى جحورها.

لقد بات الأمن القومي العربي على المحك، ولن يصونه سوى العرب، لقد بات الرهان على الولايات المتحدة بعد أن نكشف وجهها القبيح رهان خاسر، وحسنا فعلت السعودية حين اخفت تفاصيل العملية العسكرية عن إدارة أوباما، لأنه من السذاجه الاعتماد على المظلة الأمنية الأميركية في هذه الظروف، لقد قررت المملكة فى نهاية المطاف التحرك سريعا بالتشاور مع مصر ودول الخليج بعد أن تقدم المتمردون الحوثيون صوب آخر معقل للرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" في مدينة عدن الجنوبية.

مشاكل العرب يعالجها العرب إذا ارادوا ان يأخذوا مكانا تحت الشمس، ويحظوا باحترام القوى الكبرى وليأخذوا من روسيا والصين والهند والبرازيل المثل، إن ما يعزز الشكوك في واشنطن والغرب هو التأييد النظري للحكومة الشرعية في ليبيا لكن على الأرض لا تريد الولايات المتحدة والغرب رفع الحظر على صادرات السلاح للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، بل على العكس هم يدعمون الميلشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ففي ليبيا هناك حكومة شرعية في طبرق وحكومة غير شرعية في طرابلس تلقى دعما بالسلاح والمال من دول عربية وإقليمية تدور في افلك الأميركي، وهناك تنظيم داعش الإرهابي في سرت وبعض المدن الليبية يستعرض بسيارات دفع رباعي وسلاح قادمة من دولة خليجية ثبت رعايتها للإرهاب في وقت تتواصل فيه جهود دولية مشبوهة لمنع الجيش الليبى من تحرير طرابلس.

لهذا كله فالمسئولية الملقاة على عاتق القادة العرب كما يقول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتطلب منهجا للمعالجة، للحفاظ على الهوية العربية، وصد التدخل الخارجى فى شئونهم، لقد استطاع العرب التخلص من الاستعمار التقليدي لكنهم يتعرضون اليوم لتهديد وجودهم وتاريخهم وهويتهم وتراثهم الحضاري انظروا الى يفعله تنظيم داعش الارهابي في آثار&العراق من تدمير لتراث حضاري في بلد عريق، وأنظروا الى ما فعله الارهابيون من تفكيك نسيج المجتمعات العربية، والسعي الى الفرقة بين مواطنيها واستقطاب البعض وإقصاء البعض الآخر على أساس الدين والمذهب والطائفة كما فعل الإخوان الشياطين المتأسلمين في مصر وتفعل التنظيمات الارهابية في ليبيا واليمن وسوريا والعراق.

والغريب أن رعاة الإرهاب يتحدثون عن ضرورة مكافحة الارهاب، وأنه يهدد الأمن القومى لا يخجلون من أنفسهم ويبثون الأكاذيب التي لا تنطلي على أحد، ففي سوريا الوجود الإيرانى بلغ ذروته وأسس الحرس الثوري ميليشيات على أساس طائفى، وحزب الله اللبناني الذراع العسكري لإيران في لبنان ينتشر في سوريا واليمن، أما العراق فإن التوغل الإيرانى عبر الميليشيات الشيعية لا يخفى على أحد، لذا لابد من العمل على درء هذه المخاطر بالإسراع في تشكيل القوة العسكرية العربية الموحدة لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمن القومى العربي.

&

إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جئتَ بالحق
عبد العزيز عبد السلام -

سلمت أناملك .. لنرى بعد (الإنتصار) على الحوثيين إن كان هذا اجتماع عربي يعمل لصالح الأمة العربية أم اجتماع (خليجي مذهبي طائفي بتأييد دول عربية سائرة في ركب السعودية). لقد أخضعتهم أيها الكاتب المبدع لامتحان عسير فإذا كان اجتماعاً عربياً بحق وحقيقة فليبرهن للعالم والتاريخ ذلك من خلال (صولة) في ليبيا مثلاً بعد الصولة اليمنية ولنسميها (عاصفة الشهامة)) علماً بأنها ستكون أسهل بكثير من عاصفة الحزم كون إيران ـ كما يعلم الجميع ـ غير متواجدة في ليبيا !

العرب يستيقظون
سمير عبد الله -

العرب في الطريق الصحيح إذا مضوا في إنشاء قوة عسكرية عربية، ساعتها ستفكر إيران أو إسرائيل أو تركيا ألف مرة، وكذلك ستعمل العواصم العالمية ألف حساب للعرب. ماذا ينقص العرب ليستقلوا عن المظلة الأميركية؟ أميركا هي من تريد نشر الفوضى في المنطقة، وتؤيد الإرهاب وجماعات الإرهاب، وفي ذيلها تركيا وقطر. إذا لم يستيقظ العرب الآن فمتى يستيقظون؟

ثروات معطلة
لمياء عبد الحميد -

العرب يمتلكون ثروات هائلة من بشر ونفط ومعادن وزراعة ، انظروا الى الاتحاد الاوربي دوله على اختلاف لغاتها ودياناتها توحدت ولها وزن تحت الشمس العرب تجمعهم لغة واحدة ودين واحد ومع ذلك تجد الاختلاف والفرقة اعتقد ان استقلالية القرار المصري ستشجع العرب على السير في اتجاه مصر وهذا ما ظهر حين قادت السعودية الحرب على اليمن لتصفع ايران واحد ازرع ايران في اليمن الحوثي الجربان، على السعودية ابادة الحوثيين والقبض على علي عبد الله صالح واعدامه لانه حنث بعهده وليس هذا بغريب على حرامي سرق 60 مليار دولار اثناء حكمه لليمن .

رد على جئت بالحق
سارة محمود -

نعم سيدي هذا امتحان للقادة العرب، بعد اليمن وتثبيت دعائم الشرعية وعودة الرئيس الشرعي نحتاج الى عاصفة الحزم في ليبيا للقضاء على الخونة والعملاء والمأجورين مثل تنظيم داعش الارهابي وفجر ليبيا وبسط الحكومة الشرعية سيطرتها على سائر التراب الليبي ولا ادري لماذا لا تقوم الجزائر والمغرب وتونس موريتانيا بوضع جيوشها التي هرمت في خدمة القضاء على الارهاب في ليبيا المجاورة قبل ان يطالها في عقر دارها اما نكون اولا نكون .

اوباما
ابراهيم النقيب -

الأسود أوباما ينفذ مخطط التدمير والتقسيم وإشعال الحرب في الشرق الأوسط هو يريد أن يغادر البيت الأبيض بعد أن يقدم خدمات عظيمه لاسرائيل وعز عليه ان تقف مصر على رجليها ، نقول له اذهب ايها الاوباما غير مأسوف عليك ، الى مزبلة التاريخ فعهدك ايها الأفريقي القح ذات الاب المسلم يثبت تنصلك من كل القيم الانسانية والدينية تريد ان تثبت لاسيادك الصهاينة انك صهيوني أكثر منهم وان البذرة التي اتيت منها من اب مسلم بذرة حرام نبتت في ارض الشياطين ربما لو ابيض كان في مكانك لكان عنده ضمير.

لا عزاء للعقل
جاك عطالله -

حول القمة العربية والدعاء المشهود بقلم جاك عطالله اخيرا اجتمعت القمة العربية المنتظرة فى شرم الشيخ بظل غارات طيران وهجمات برية وبحرية وتصفيق اعلامى حاد من وسائل الاعلام الحكومية مصرية وعربية سنية واستنكار تام من الدول الشيعية وبصرف النظر عن قبلات يهوذا الكوميدية بين السيسى وتميم و الفارق فى الطول الذى اجهد الاتنين فقد علمت من مصادرى الخاصة ان شيخ الازهر زعيم السنية فى العالم قد ام الزعماء فى صلاة تهجد خاصة وكان الدعاء الرئيس بتلك الصلاة هو الاتى والذى ارسله لى مع مخصوص الشيخ جوجل بارك الله فيه وارضاه ومنحنا بعضا من امواله وسطوته وغناه (((((اللهم بلغنا ديموقراطية السعودية ورخاء الصومال واستقرار اليمن والشيشان وحكمة السلفيين والاخوان وائتلاف العراق وامان ايران وافغانستان وحضارة جزر القمر وموريتانيا والسودان اللهم لا توقعنا فى دكتاتورية السويد ولا تخلف انجلترا ولا قمع الدنمارك ولا ارهاب فنلندا ومجاعات سويسرا ولا فى جهل المانيا وتكاسل اليابان اللهم تقبل منا صلاتنا ودعائنا وركوعنا اللهم امين يا رب العالمين ))))) وتم توقيع كافة القادة اثناء الركعه الثانية من صلاة التهجد هذه --------------------اننى استغرب عن عقلية وحول هؤلاء القادة العرب كنت اظن انهم سيكونوا القيادة العسكرية المشتركة لمواجهه داعش اولا بالضربات المهلكة بالسلاح المكدس بمخازنهم والقبض عليهم جميعا او قتلهم جميعا ثم الالتفات للاهداف الاقل شأنا مثل الحوثيين ؟؟ ولكن الله غالب فى امور القادة العرب ومؤتمرات القادة العرب ولا عزاء للعقل

الربيع العربي
عبد اللطيف رحاب -

كلام مهم اصحوا ياعرب قبل ان نصدق نزار قباني الذين اعلن وفاة العرب ومان يحلم ولم يتحقق الحلم كان يخشى ان ياتي يوم يعلنوا فيه وفاة العرب الان العرب صحوا بعد طول ثبات وانى لهم أن ينامون ودولهم تنهار واحجة تلو الاخرى وايران تعربد في المنطقة طولا وعرضا حرروا اليمن والعراق وسوريا وليبيا من ايران وارهاب امريكا وقطر وتركيا واسرائيل هم يريدون تقسيم المنطقة وضرب المقسم وتفتيت المجزا وعمل سايكس بيكو جديدة اقراوا كتاب البريطاني كوتس عن قطر والربيع العربي وشاهدوا كيف تلطخت سمعة دويلة صغيرة بالدم وخدمة المشروع الصهيوني تاركة شعبها الجائع المتسول قوت يومه من السعودية .

نقد ..
george -

لو وفت كل القيادات العربية بكامل وعودها أتجاه شعوبها لما جرى لها ما جرى من هزائم مدعومة من شعبها ...