فضاء الرأي

خلقوا داعش لاشغال العالم في محاربتها

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&تهافت دولي لمحاربة داعش:

وقع العالم في الفخ الذي نصبته دمشق وبمساعدة ايرانية حيث هبّ العالم لحماية بشار الأسد ومحاربة داعش التي قام بتصميمها وصنعها مخابرات دمشق وطهران العسكرية وبعد ثلاثة أعوام بدأ هذا المشروع المشترك يؤتي ثماره.

وفجأة يكتشف العالم ان نظام بشار الأسد بدأ يتهاوى بعد سلسلة من الهزائم ثم يأخذ قرارا بالتدخل لحماية بشار الأسد بحجة محاربة داعش. حيث أعلنت روسيا عن دعمها العسكري الغير محدود لانقاذ نظام دمشق بينما أبدت إيران استعدادها لأي تعاون استخباراتي وعسكري لمحاربة داعش.

مكافحة الارهاب بات الشعار الدولي الذي تبناه الرئيس اوباما الأمريكي والرئيس الروسي بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني. روحاني يقول في مقابلة مع سي ن ن ان العالم يقبل بقاء بشار الأسد ولكنه تناسى ان الشعب السوري ذاته رفض بشار الأسد ولم يقبله ولن يقبله.

وأكد بوتين أن سبب التدخل الروسي هو فشل الجهود الأميركية لتدريب وتجهيز مقاتلي ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة. بوتين يخدع ويكذب ولا يعترف أن السبب الحقيقي للتدخل في الشأن السوري هو فشل ايران وحزب الله في حماية نظام دمشق من ضربات الثوار.

ودخلت السيدة السيدة انجيلا ميركل المستشارة الألمانية على الخط بتأكيدها قبول بقاء الأسد كما فعل ذلك ايضا كاميرون رئيس وزراء بريطانيا.

فالمخطط السوري الايراني الذي خلق داعش نجح حتى اللحظة بتحويل الأنظار عن جرائم نظام بشار الأسد والتركيز على جرائم داعش واقحام العالم بمحاربة داعش وتجاهل جرائم النظام السوري.


علاقة داعش مع النظام:

بتاريخ 24 نيسان 2014 أشارت صحيفة التايمز في لندن لتورط اللواء علي مملوك، مسؤول أمني كبير سوري والعقيد حيدر حيدر في التنسيق مع داعش لتسهيل انضمام 2500 مقاتل عراقي إلى داعش في منطقة حلب.

ثم تناقلت وكالات الانباء بتاريخ 14 ايلول 2014 خبرا مفاده "أن ايران انضمت إلى جهود العرقلة التي تقودها كل من موسكو ونظام الأسد، لمنع تشكيل تحالف دولي يكلف بمواجهة التطرف والإرهاب الذي يمثله تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا.

مما يثير التساؤل: لماذا عارضت دمشق وطهران وموسكو استعمال القوة العسكرية ضد داعش؟

"لماذا لا تهدد داعش ايران؟ لماذا لا تزحف داعش الى دمشق بدل استهداف قرى كردية وعراقية؟ لماذا لا تقاتل داعش جيش الأسد؟ ولماذا تقاتل الجيش السوري الحر؟ لماذا لا تسقط البراميل المتفجرة على

داعش؟ بدل من سقوطها على المدنيين؟ ونقطة أخيرة هل تجرؤ داعش ان تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل؟

بتمكينه لداعش القيام بارتكاب هجمات ارهابية استطاع الأسد الادعاء بأن الثورة التي امتدت اربعة سنوات ضد نظامه ليست إلا خطة جماعات ارهابية بدلا من ثوار معتدلين. الأمر الذي وضع بريطانيا وحلفاءها في وضع صعب مع تنامي الخوف من وقوع السلاح بأيدي الإسلاميين المتطرفين.

وتم كشف النقاب في صحف عربية واسرائيلية ان ما يقارب 180 ضابط مخابرات سوري يعملون في صفوف داعش. وفي حزيران 2014 عندما سألت مندوبة صحيفة النيويورك تايمز آن برنارد احد المسؤولين السوريين لماذا لا تهاجمون قواعد داعش اعترف لها انها سياسة مقصودة لتشويه صورة المعارضة والثوار.

ومن جانبها اشتكت السفارة الأميركية في دمشق من موقعها على تويتر ((السفارة مغلقة منذ عام 2012 ولكن حساب تويتر لا يزال ناشطا)) ان نظام دمشق يشن غارات جوية لمساعدة داعش في منظقة حلب.

هذا ناهيك عن صفقات النفط الموثقة بين داعش والنظام ومسرحيات اخلاء الرقة وتدمر. وفي تقرير في مجلة الايكونوميست الذائعة الصيت بتاريخ 21 حزيران 2014 أشار التقرير ان اولويات داعش هي محاربة فصائل الثوار الآخرين وليس محاربة النظام او الاطاحة به.


علاقة ايران بالقاعدة:

كشفت وثائق مخابراتية غربية اوائل عام 2014 أن شركات وأشخاصًا إيرانيين أو مقيمين في إيران يتولون نقل الأسلحة والمقاتلين لتنظيم القاعدة في سوريا، وبعلم من السلطات الإيرانية، ليكونوا في خدمة النظام السوري من أجل تمزيق المعارضة السورية، وخصوصًا المسلحة، من خلال إلهائها بحروب هامشية، كما يحصل بين الجيش الحر والجبهة الاسلامية من جهة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة أخرى. التدخل الايراني في الشأن السوري سببه هو حرص ايران على حماية مصالحها السياسية والاقتصادية الاقليمية. ولتحقيق هذه الغاية يقوم النظام الايراني بتزويد النظام السوري بالدعم العسكري والاقتصادي ودعم الميلشيات المسلحة العراقية وحزب الله وكذلك داعش. وتقول مصادر ايرانية ان الهدف من دعم داعش هو مساعدة النظام السوري بالظهور للعالم أنه يحارب الارهاب. ويقول باحث في الشؤون الايرانية فتحي السيد من مركز الشرق للدراسات الاسترااتيجية في مقابلة مع موقع الشرفة الاخباري ان العلاقة بين النظام السوري وداعش واضحة للعيان. حيث يسمح نظام طهران لكوادر القاعدة المقاتلة في التحرك بسهولة مع توفير المال اللازم لجبهة النصرة وداعش.

العنصر المشترك بين الجماعات الارهابية وطهران ودمشق هي الرغبة المشتركة في تدمير المعارضة العلمانية المعتدلة.

التعاون بين ايران والقاعدة ليس جديدا ويعود لسنوات طويلة حيث بعد اندلاع الثورة الخومينية الاسلامية باشرت ايران ببناء قواعد خارجية لحركات مسلحة تؤدي خدمات لطهران اقليميا ولتخدم ايران استراتيجيا ومن هذه الخلفية ظهر حزب الله في لبنان. وداعش هي اول جماعة من تصميم وهندسة المخابرات الايرانية بقيادة ابو بكر البغدادي.

وكشفت المصادر أن النظام الايراني يسعى لخلق جيل من المقاتلين الاغبياء والساذجين التابعين لأبو بكر البغدادي الذين تغسل دماغهم مسبقا لينفذوا اوامره دون سؤال او جواب. ولهذا ولتشويه صورة الثورة وسمعة المعارضة تقوم داعش وكوادرها الغبية بممارسات وحشية مثل قطع الرؤوس وبتر الأيدي لخدمة نظام دمشق ولاقناع العالم ان النظام يكافح الارهاب الاسلاميفي حلب اخلت داعش مناطق تحت سيطرتها جنوب حلب وسلمتها للجيش النظامي واحتلت اجزاء في المناطق الشرقية والشمالية والغربية للمدينة. ولم تلمس بأذى قريتين تحت سيطرة النظام وهما نبل والزهرة رغم أهميتهما الاستراتيجية.


دلائل وأدلة على تواطؤ وتعاون بين ايران وداعش:

وفي اوائل عام 2014 ومن الدلائل الموثقة على تورط ايران في التعاون مع داعش هو العثور على وثائق ايرانية في حوزة داعش وجوازات سفر ايرانية في مركز قيادة داعش في ريف حلب الغربي. وحسب مصار محلية تشمل الوثائق جوازات سفر لمقاتلين من الشيشان وكازخستان وتم العثور على بطاقات سيم SIM Card المشفرة والتي تستعمل في الهواتف النقالة مما يؤكد وجود تنسيق بين قادة داعش والمخابرات الايرانية. ونفت قيادات داعش وجود علاقة مع ايران لكي لا تفضح نفسها في صفوف المقاتلين المخدوعين الذي ينفذون الأوامر دون معرفة باللعبة السياسية التي يديرها امراء داعش مع اسيادهم في طهران. ومن لا ينفذ الأوامر يتعرض لعقاب قاسي. وتبين من شهادات منشقين وهاربين من داعش ان غالبية المقاتلين في الحقيقة جهلة من الاغبياء والساذجين الذين ينفذون عمليات تخدم النظام السوري اعتقادا منهم انها عمليات جهادية في سبيل الله.

لذا من حين لآخر تقوم داعش باصدار بيان يقول “انه لا يوجد علاقة مع طهران”. هذا النفي المستمر يهدف للتمويه وتغطية طبيعة العلاقة مع طهران. لم يعد أحد يصدق داعش او طهران الا بسطاء الأدمغة المغسولة من الجهلة والاغبياء.

من المهم ان نتذكر ان داعش تحقق انتصارات عسكرية فقط في المناطق التي تجد فيها تواطؤ في العراق وسوريا. لذا لا تجرؤ داعش على الاقتراب من السعودية والأردن ولا تجرؤ على التحرش باسرائيل.


بريطانيا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف