فضاء الرأي

كالأغبياء سنستدرجكم ورمال غزة ستبتلعكم

تقول إسرائيل إن رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رنين بار تجولا دخلا أنفاق خان يونس
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأولى قالها بخبرةٍ ودرايةٍ أبو حمزة، الناطق الرسمي باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والثانية رددها بثقةٍ ويقينٍ أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وكأنهما كانا عارفين بما سيجري على الأرض، وبالأحداث التي ستقع في شوارع قطاع غزة، وبالمعارك التي سيخوض غمارها رجال المقاومة، والملاحم البطولية التي سيسجلونها في الميدان، والفخاخ التي سينصبونها، والكمائن التي سيعدونها.

إقرأ أيضاً: في مزايا الصلع ومناقب الرجل الصليع

كما كانوا عالمين بسلوك جيش الاحتلال المغرور بالقوة، والمدعي التفوق، والمستند إلى غطاءٍ جويٍ كثيفٍ، وقصفٍ مدفعي بعيدٍ من البر والبحر، والذي يتقن جنون الخراب وسعار التدمير، ويهوى القتل ويستعذب حروب الإبادة، وينفذ أبشع المجازر وأفظع المذابح، التي لم يشهد التاريخ الحديث مثلها، ولم تعهد البشرية جرائم تشبهها، في محاولاتٍ يائسةٍ منه لتحقيق نصرٍ على المدنيين، وغلبةٍ على المواطنين، في الوقت الذي عجز فيه وما زال عن مواجهة المقاتلين، وتجنب اقتحامهم المفاجئ وهجومهم المباغت، والنجاة من كمائنهم المتقنة، وفخاخهم المموهة، التي ألحقت بجنوده وضباطه خسائر كبيرة، شهد عليها إعلامهم، وفرضت تعتمياً عليها قيادة أركان جيشهم.

إقرأ أيضاً: أهمية إدانة أحد مرتكبي مجزرة عام 1988 في إيران

كأن ما يجري على أرض قطاع غزة جزءٌ من مقولتهما، ومصداقٌ لتوقعاتهما، فقد أظهرت الأحداث على مدى الأيام، وليس آخرها ما جرى في منطقتي خانيونس والوسطى، أن المقاومة برعت في استدراج جنود الاحتلال، وعرفت كيف تسوقهم إلى مضاجعهم، وتقصفهم في مكامنهم، وتقنصهم في مواقعهم، ودأبت على نصب الفخاخ لهم، ونجحت في الإيقاع بهم واصطيادهم مرةً تلو أخرى، وكأنهم لا يتعلمون من أخطائهم، ولا يستفيدون من تجاربهم، ويعيدون تكرار الأخطاء ذاتها في صيرورةٍ لا تفسير لها إلا الغباء أو العمى، والجهالة أو ضحالة التجربة، والغرور القاتل أو الاستعلاء المميت.

إقرأ أيضاً: انتقد حماس أو إيران.. فتصبح من "الصهاينة العرب"!

ظنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تدرب طويلاً وتأهل كثيراً، وأجرى المناورات ونفذ السيناريوهات، أن مهمته في قطاع غزة ستكون سهلة، بعد أن دمر مبانيه وقتل عشرات الآلاف من أهله، وقصفه بآلاف الأطنان من المتفجرات، وأطلق عليه آلاف الصواريخ وألقى على ساكنيه آلاف القنابل، فاعتقد واهماً أن الطريق ستكون أمامه سهلة معبدة، وآمنة رخوة، وأنه لن يجد أمامه صعاباً ولا عقبات، ولن يواجه تحدياتٍ ولا مواجهاتٍ، وسيتمكن من تحقيق أهدافه بسهولة، والعودة بجيشه وأسراه من قطاع غزة إلى ثكناته ومستوطناته، ولن يكون مضطراً للقتال كثيراً أو البقاء في القطاع طويلاً.

إقرأ أيضاً: الرأس وليس أذرع الأخطبوط

لكنه أدرك بعد فوات الأوان أن أرض القطاع سبخةً وليست لينة، وأنها عميقة وليست ضحلة، وأن رماله الناعمة تسوخ فيها الأقدام، ويدفن تحتها الجنود كما تهوي الجيوش في أعماق البحار وتغرق، وأنه كما وعدهم أبو عبيدة في أكثر من كلمةٍ وخطاب، أن رمال غزة ستبتلع جنودكم، وستبدد أحلامكم، وستطوي ملككم وستنهي كيانكم، وأن ما بعد طوفان الأقصى ليس كما كان قبله، وما رأيتموه ليس إلا بداية النهاية، ولن تكون لكم القدرة على طي الصفحة والانتقال إلى اليوم التالي إلا بإرادة المقاومة وشروطها.

إقرأ أيضاً: حرب السيوف الحديدية واليوم الذي سيلي

كما أدرك أن الفلسطينيين رجالٌ شجعانٌ، ومقاتلون أشداءٌ، وأنهم صُبرٌ في المعارك، وأُسُدٌ في الميدان، وأنهم يعرفون كيف يستدرجون فريستهم، ويصطادون طريدتهم، ويوقعون بعدوهم، وينالون منه وهو يظن أنه الأقوى والأكثر تحصيناً، ولعل مناطق الشمال التي أعلن أنه "طهرها" وسيطر عليها، و"نظفها" وقضى على المقاومة فيها، واعتقد أنه لم يعد لها فيه وجودٌ، فلا سلاح ولا أنفاق، ولا صواريخ ولا منصات، قد أذاقته المر صنوفاً، وجرعته السم زعافاً، وانطلقت الصواريخ من مناطقها المختلفة وأحيائها المدمرة، وطالت شماله البعيد في تل أبيب، ووسطه في أسدود وعسقلان، كما أطرافه في الجنوب ومستوطنات الغلاف.

إقرأ أيضاً: الحرب تمتد إلى لبنان واليمن.. و"الفتن" تأتي من الشرق!

بالرغم من أنَّ الجرح غائرٌ، والدم النازفَ ناعبٌ، والخسائر كثيرة، وأعداد الشهداء في تزايدٍ مستمرٍ، والدمار شامل والخراب كبير، والعدو كما الفيل الأعمى يدوس ويدمر، ومثل الثور الأهوج يجوس ويخرب، والعالم معه يصطف ومعه ينحاز، إلا أن هذا الشعب الصابر المعطاء، البطل المقدام، المضحي المحتسب، سيؤتى أجره، وسينال حقه، وسيصل إلى مبتغاه، وستتحقق نبوءة رجاله ومقولة رواده، أن المقاومة ستستدرج العدو إلى مضاجعه، وأنه سيدفن في رمال غزة جنوده، وستبدد شواطئه أحلامه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Stop dreaming
Raid -

For over 75 years, you and people like you have dreamt of defeating Israel and throwing the Jews into the sae and you were defeated at every single turn. When would you start to think like all human beings and accept that if an approach fails for umpteenth time you should change your approach. I do not know what books you claim you have written but if this is your mentality, no wonder the innocent people of Palestine are driven to their destruction as they have been by so-called intellectuals like you. You are sitting in your comfortable chair and encourage the poor Palestinian to go to their death like they have and for absolutely no good end. You should be eternally ashamed of yourself.

كيف تم استدراجه؟
قول على طول -

هل تم استدراج العدو أم أن العدو هو الذى اقتحم غزه؟ معروف جيدا أن تستدرج العدو يعنى تستدرجه وتقضى عليه دون خسائر. هل هذا ما تم فى غزه أم العكس؟ الغريب ذكر حجم وكمية الدمار فى غزه وعدد القتلى أو الشهداء وكأن ذلك لا شئ ... انتهى - اغرب شئ أيضا وصف العدو بالغباء، لكن ماذا عمن يكررون نفس السيناريو الغبى والمعروف مسبقاً وفى كل مره يحصلون على نفس النتيجه وهى تدمير غزه ؟ يتبع

هكذا استدرجوهم ،،
زياد -

ان الويه خان يونس في قوات النخبه القساميه اذلت ونكلت وشردت بالقوات الخاصه الاسرائيليه والمارينز الامريكي المتستر باللباس العسكري الاسرائيلي ‏قوات العدو جمعت 90 بالمئه من قواتها بعد الهدنه الى خان يونس للسيطره عليها تحت عشرات الاف الغارات والعدو لم يستطيع احراز اي تقدم او السيطره على متر واحد وعندما اقول 90 بالمئه يعني الاف الجنود والمدرعات ‏الويه خان يونس تبيد المئات من الجحافل وترسلهم الى الجحيم

السبب ،،
زياد -

في مقابلة بحثية مع أحد قادة المقاومة الفلسطينية في غزة عن تكتيكات التفاوض التي جعلت المفاوض الفلسطيني ينتصر لأول مرة "دبلوماسيا" على المفاوض الإسرائيلي في صفقة شاليط، وتمكنهم من تحرير ألفًا من الأسرى مقابل جندي واحد،‏تطرق الرجل لعدة أمور وكان أكثر ما لفتني جملة قالها وما زلت أستذكرها للآن، منذ عشر سنوات،‏قال أنهم بجانب التخطيط والتنفيذ والتقييم والرقابة على عملياتهم ومشاريعهم، يضعون ما يسمونه "معية الله"، وأكد أنها لم تخذلهم أبدًا،