فضاء الرأي

مروان البرغوثي.. من السجن إلى الرئاسة؟!

صورة متداولة على مواقع التواصل لفدوى البرغوثي أمام ملصق لزوجها مروان البرغوثي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رجل الإجماع الفلسطيني؛ هكذا يوصف القائد المناضل مروان البرغوثي، الذي نادى كثيرون بإطلاق سراحه من سجون الاحتلال، باعتباره من أبطال الانتفاضة وفرسان المقاومة الفلسطينية وعشاق الحرية الذين تكبدوا تاريخًا طويلًا من العذاب دفاعًا عن القضية.

عدا كونه شخصية تتمتع بكاريزما تجمع بين صفات السياسي والمناضل، أيقظت الأيام القاسية التي أمضاها البرغوثي في سجون الاحتلال ملكة الكتابة الأدبية، حيث أصدر كتابًا بعنوان "ألف يوم من العزل الانفرادي"، الذي كان سردًا لتجربة الأسر والعزل المريرين واستذكارًا لفضل والديه وعرفانًا لفضل زوجته فدوى. وقد قسم كتابه إلى سبعة فصول هي: "المواجهة، ومملكة المجهول، أو الحرب الخفية، والمحاكمة، والعزل الانفرادي، وحياتي في زنزانة العزل الانفرادي، وحارسةُ حلمي، والاشتباك مع جهاز المخابرات الإسرائيلي".

ربما يكون مروان البرغوثي الذي واصل نضاله داخل السجون الإسرائيلية، قد درس الاحتلال جيدًا بحكم سجنه الطويل، ويتقن اللغة العربية وأيضًا الإنجليزية والفرنسية. كذلك هو سياسي من طراز فريد، وكان قياديًا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وشارك في الانتفاضة الأولى 1987، وكان أحد أبرز وجوه الانتفاضة الثانية 2000. كما اعتُقل وأُبعد أكثر من مرة، وتعرض لمحاولات اغتيال إسرائيلية فاشلة، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة خمس مرات.

وفي سنة 2010 حصل على درجة الدكتوراه من قسم العزل الجماعي في سجن "هداريم" في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية، وأنهى كتابة رسالته في سجن "هداريم"، واقتضى إيصالها سرًّا خارج السجن نحو عام كامل بمساعدة محاميه.

وطالما تحدث البرغوثي عن فتح باب مفاوضات جديدة مع الاحتلال، بحيث يستند إلى نطاق صلاحيات اتفاقات السلام، وتتمثل في الرفض التام لتهويد القدس وسياسة الاستيطان اليهودي، واعتبار المستوطنات بؤرًا إرهابية يجب محاربتها، وضرورة التوصل إلى حل عادل ونهائي ضمن بنود قرارات الأمم المتحدة، لأن عملية السلام تحتاج تدخل دول لا تنحاز لإسرائيل.

إقرأ أيضاً: الموت يحاصر سكان غزة

شارك البرغوثي في صياغة وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني. ويقع الكتاب في مئة صفحة من الحجم المتوسط، قامت بتقديمه المحامية فدوى البرغوثي التي تحدثت عن أهمية هذه الوثيقة التاريخية نصًّا وروحًا كونها أول وثيقة مشتركة لمختلف أجنحة الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية، ترسم برنامجًا وتضع مبادئ أساسية تصلح أن تكون استراتيجية للحركة الفلسطينية للسنوات القادمة.

وتشير الوثيقة إلى مجريات ما حدث في زنازين وممرات وساحة سجن "هداريم" بين الأسرى للوصول إلى صيغة لها، وكانت فكرة الوثيقة والاجتماع الأول في زنزانة رقم 28 بين مروان البرغوثي أمين سر حركة "فتح" وعضو المجلس التشريعي، وعبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبسام السعدي من قياديي ومؤسسي حركة الجهاد الإسلامي، وعبد الناصر عيسى المنسق العام للهيئة القيادية لأسرى حركة "حماس" وأحد قياديي الحركة. كانت هذه الجلسة بداية الفكرة التي وجدت لاحقًا طريقها للنور بعد فترة من النقاشات والحوارات حتى التوصل للاتفاق النهائي لنص الوثيقة.

إقرأ أيضاً: جولة ثانية من الأمل

كان الهدف من الوثيقة وقف الدم والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، ومشاركة كافة الفصائل الوطنية والإسلامية، وتبني موقف الرئاسة. عاد الحديث عنها هذه الأيام لعلها تكون طوق نجاة للفلسطينيين من الحرب الإسرائيلية، كما تلخصهم من الانقسام وحالة التدهور وربما تستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية مجددًا.

وإذا نجحت الحملة الشعبية في هدفها، وبالفعل أطلق الاحتلال سراح مروان البرغوثي، فربما يكون المشهد الفلسطيني في مرحلة جديدة، فينتقل من مرحلة السخونة إلى التهدئة والحل، وقد يؤدي ذلك إلى الجلوس على مائدة مفاوضات ونجاح خطة حل الدولتين في حالة موافقة سلطات الاحتلال على ذلك.

إقرأ أيضاً: رسائل شعوب العالم إلى أميركا وإسرائيل

وبالرغم من اعتقال البرغوثي والحكم عليه، لم يمنعه ذلك من تسجيل حضور بارز للفلسطينيين من خلف جدران السجن. وقد فاز في 2009 بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح، وتولى منصب نائب رئيس الحركة في المؤتمر السابع عام 2016، وأعلن ترشحه لرئاسة السلطة الفلسطينية في 2021 بعد إصدار محمود عباس مرسومًا رئاسيًا يحدد مواعيد الانتخابات.

إسرائيل تعرف جيدًا وزن البرغوثي في المعادلة السياسية الفلسطينية، ولذلك فإن إطلاق سراحه قد يكون أمرًا مستبعدًا خوفًا من تحوله إلى شخصية قيادية ثائرة تحرك الضفة الغربية وتعيد التأسيس لانتفاضة فلسطينية جديدة. والمؤكد أن البرغوثي لن يكتفي بأن يكون الرجل الأول في السلطة الفلسطينية ليمثل الخيار التوافقي للشعب الفلسطيني، بل سيتعدى طموحه إلى إيقاظ شعلة الانتفاضة من جديد، لذلك من المستبعد أن تعيد إسرائيل تكرار تجربة يحيى السنوار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القضيه انتهت
فول على طول -

ابنتى العزيزه : القضيه انتهت وماتت وشبعت موت ...خاصة بعد طوفان الأقصى وبعد ما حدث بالأمس القريب جدا من اعتداء عرب ومسلمين فى هولندا لا علاقه لهم بالقضيه أصلا على مشجعين اسرائيليين ..وهذا يحدث فى كل العالم مما أعطى صوره للعالم كله أن كراهيتكم لليهود - والنصارى بالمره - كراهيه مقدسه ولا علاقه لها باحتلال أرض فلسطين ..العالم الان يقول كان الله فى عون اسرائيل التى تعيش وسط الأحراش .