أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مناورات نووية في وقت قريب، وذلك رداً على "تهديدات" وُصفت بالمستفزة من قادة غربيين لموسكو بنشر قوات في أوكرانيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الإثنين.

وكان بوتين قد صعّد من خطابه النووي منذ بدء الحرب في أوكرانيا، حيث حذر في خطابه للأمة في شباط (فبراير) من أن هناك خطراً "حقيقياً" من اندلاع حرب نووية.

وأكدت وزارة الدفاع في بيان نشر على منصة تلغرام أنه "سيتم خلال المناورات اتخاذ سلسلة من الإجراءات للاستعداد ولاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية"، مشيرة إلى أن التمرين الذي ستشارك فيه قوات منتشرة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا يهدف إلى "الإبقاء على جاهزية" الجيش في أعقاب "تصريحات مستفزة وتهديدات بعض المسؤولين الغربيين حيال روسيا".

وقال الكرملين إن المناورات تأتي رداً على تصريحات من الغرب بإرسال قوات إلى أوكرانيا.

واستشهد الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بتصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول احتمال إرسال جنود إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى تصريحات لمسؤولين بريطانيين وأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وأضاف بيسكوف أن الجيش والأجهزة الأمنية الخاصة تتحقق من تقارير حول نشر فيلق عسكري فرنسي في أوكرانيا.

فلاديمير بوتين
Getty Images
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية

يُذكر أن الأسلحة النووية غير الاستراتيجية، والمعروفة أيضاً بالأسلحة النووية التكتيكية، مصممة للاستخدام في ساحات القتال ويمكن تحميلها على صواريخ.

وبحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، فإن القوات الجوية والبحرية ستشارك في المناورات، بالإضافة إلى قوات من المنطقة العسكرية الجنوبية، التي تحد أوكرانيا وتشمل المناطق الأوكرانية المحتلة.

وأصبح المسؤولون الغربيون حذرين بشكل متزايد من الخطاب النووي للكرملين خلال الحرب على أوكرانيا، مع استحضار بوتين المتكرر لعقيدة روسيا النووية.

وكانت روسيا قد تخلت العام الماضي عن تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وانسحبت من اتفاقية رئيسية لخفض الأسلحة مع الولايات المتحدة.

مواجهات عسكرية مستمرة

وعلى صعيد المواجهات العسكرية الميدانية، قالت السلطات في منطقة بيلغورود الروسية، الواقعة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، إن ستة أشخاص قتلوا في هجوم أوكراني بطائرات مسيرة وجرح أكثر من 30 شخصاً.

وقال حاكم المنطقة إن الهجوم استهدف سيارة خاصة وحافلات صغيرة تنقل عمالاً.

وعادة ما تُستهدف بيلغورود الواقعة بالقرب من مدينة خاركيف الأوكرانية بهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ تطلقها القوات الأوكرانية التي تنظر إلى المدينة الروسية بقلق وسط تقارير عن حشد للقوات الروسية استعداداً لهجوم صيفي محتمل من الشمال.

يأتي هذا بعد أن استهدفت القوات الروسية بطائرات مسيرة خلال الليل البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما أدى إلى تدمير منشأة في منطقة "سومي" شمالي البلاد.

وقالت القوات الروسية إنها استولت على قريتين في منطقتي دونيتسك وخاركيف شرقي أوكرانيا، حيث لم تتمكن القوات الأوكرانية التي واجهت تفوقاً في العتاد والأعداد من الحفاظ على مواقعها.

وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن الهجوم بالمسيرات الروسية خلف انقطاعاً في الكهرباء عن أكثر من أربعمائة ألف شخص.

وقالت أوكرانيا إن دفاعاتها الجوية تمكنت من إسقاط 12 طائرة مسيرة روسية من أصل 13 طائرة شاركت في الهجوم على المنطقة خلال الليلة الفائتة.

ولا يزال العمل متواصلاً من أجل إصلاح الأعطال وإعادة التيار الكهربائي للمناطق المتضررة، بحسب منشور على منصة تليغرام لشركة "يوكرينيرجو" المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية.

وقالت الإدارة العسكرية للمنطقة في منشور على تليغرام إن "الكهرباء أعيدت إلى المناطق المتأثرة وأجزاء من مدينة سومي".

عامل في بلدية خاركيف يعمل على صيانة خطوط الكهرباء التي تضررت بقصف روسي قبل أيام
Getty Images
عامل في بلدية خاركيف يعمل على صيانة خطوط الكهرباء التي تضررت بقصف روسي قبل أيام

وتركزت الهجمات الروسية بالمسيرات والصواريخ خلال الآونة الأخيرة على نظام الطاقة في أوكرانيا ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة والتسبب بأضرار هائلة لمحطاتها الحرارية والكهرومائية.

وقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو، الأحد، إن الهجمات الروسية تسببت بأضرار لقطاع الطاقة بقيمة مليار دولار.

ولجأت أوكرانيا إلى استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إضافة إلى الاستيراد من أوروبا من أجل سد العجز في إمدادات الكهرباء.