ظهر كيليان مبابي قبل أيام في مقطع فيديو بمثابة "وداعية" لجماهير باريس سان جيرمان، وتحدث خلاله عن جميع المدربين الذين تدرب معهم طوال سنوات وجوده في باريس، كما تقدم بالشكر لمدراء النادي، بل تحدث بصورة مباشرة عن العمال، وأبطال خلف الكواليس كما أطلق عليهم، ولكنه على الرغم من كل ذلك تجاهل ناصر الخليفي رئيس النادي الباريسي.

لا يحترم رئيس فرنسا
وحقيقة الأمر أن مبابي (الموهوب كروياً دون نقاش) لديه درجة من الغرور لا يمكن لعين متابع أن تتجاهلها، أو لا تلاحظها، فقد تعامل من قبل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بطريقة أقل ما يقال عنها أنها استفزازية، فقد حاول الرئيس مواساته عقب الهزيمة في نهائي مونديال 2022 أمام الأرجنتين، ولكن مبابي لم يهتم ولم تظهر عليه أي علامات للامتنان أو التفاعل مع مواساة الرئيس له، قد يقول البعض أن العقلية الغربية تختلف عن العقل العربي بصورة ما، والأمر ليس كارثياً إذا تجاهل لاعب رئيس الدولة، ولكن رداً على هؤلاء فقد انتقدته الصحافة الفرنسية أيضاً، لأنه لم يحترم رمزية منصب الرئيس، والحديث هنا ليس عن ماكرون (شخصياً).

تجاهل متعمد
وعاد مبابي وكرر طريقته التي تتصف بالتعالي في تعامله مع ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان، حيث تعمد تجاهله في فيديو الوداع الذي ذكر فيه أسماء الجميع في النادي عدا الخليفي، صحيح قد يكون هناك خلافات بينهما، خاصة أن اللاعب أصر على الرحيل إلى ريال مدريد رغم جميع الإغراءات الباريسية، إلا أن ذلك ليس مبرراً لتجاهل رئيس النادي على الإطلاق.

وفي المقابل يمكن القاء اللوم كذلك على القطري ناصر الخليفي، فقد بالغ كثيراً في محاولاته للإبقاء على مبابي على العكس من رغبة اللاعب، الأمر الذي تسبب في تسرب مشاعر تضخم الذات لديه، ومن ثم كانت ردة الفعل أن يحدث هذا التجاهل.

خطأ الخليفي
نعم مبابي نجم لا يمكن الاستغناء عنه لأي فريق بسهولة، كما أن اصرار اللاعب على البقاء حتى نهاية عقده، ثم الرحيل مجاناً تسبب في تعميق هوة الخلاف بينه وبين الخليفي، وفي هذا أيضاً اللوم كل اللوم على رئيس النادي الباريسي، فقد كان يجب عليه بيعه خلال سريان عقده، بمقابل مالي يتجاوز 150 مليون، وربما 200 مليون يورو.

خلاصة القول أن مبابي كان مستفزاً ومغروراً في تجاهله للخليفي في فيديو الوداع، ونقلت الصحافة الفرنسية أن شجاراً حدث بينهما قبل المباراة الأخيرة أمام تولوز، حينما عاتبه الخليفي في عدم ذكر اسمه، إلا أن النادى نفى ذلك، كما أن الخليفي تمسك باللاعب أكثر مما يجب، مما جعله يدفع الثمن في نهاية المطاف، وهو درس إداري للجميع، حيث يجب أن يكون الشعار الدائم أن النادي أكثر أهمية من أي لاعب، ومن يرغب في الرحيل لا يجب الوقوف في طريقه، أو الإبقاء عليه رغماً عنه.