هناك مَن يعتبِرون إيران عدوَّ الاستقرار والأمن في المنطقة، ويعتقِدون أنّ أميركا وإسرائيل لا تُشكِّلان أيّ تهديد للسلم واستِتباب الأمن في الإقليم، ويَقولون إنَّ الجمهورية الإيرانيّة تقومُ بتكوين ميلشيات مُسلحة يقوم الحرس الثوري بتدريبِها وتسليحها، كما يُوَجِّهون انتقاداتٍ لاذعةً للحرس الثوري حول هجومه الصّاروخي على إسرائيل ويعتبرونَه خطأً فادِحاً، وكأنّ هؤلاء المُنتقِدين مع العدوّ الإسرائيلي في جرائمه في حق الشعب الفلسطينيّ، والغريب في الأمر أنّ هؤلاء "الحاقدين" يُطالبون الدول الغربيّة بإدراج هذا الجهاز العسكري في قائمة الإرهاب.

نعم، لقد قامت إيران بإنشاء أذْرُعها المُقاوِمة في كلّ مكان، يقوم الحرس الثوريّ بتدريبِها وتسليحها وتزويدها بالمال والسلاح قصد مواجهة العدوّ الحقيقيّ المُهدِّد للسلم في المنطقة، المُتَمثِّل في أميركا وإسرائيل والدول الغربيّة الاستعمارية التي أيّدت ولا تَزالُ تؤيّد بل تُساعد وتُسانِد الكيان الإسرائيلي في حربه الشعواء على الشعب الفلسطينيّ الأعزل وتَقف حجرة عثرة أمام وقف هذه المجازر التي ترتكبها إسرائيل والتي يذهب ضحيتها المئات من القتلى والجرحى يوْميّاً، علماً أن في استطاعة هذه الدول إيقاف الحرب لو أرادت ورغبت في ذلك، لكنّها للأسف، هي التي تُديرُها وتعمل على استمرارها.

الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة هي مِحورُ المُقاوَمة في المنطقة، ولا أحدَ يُنكِر ذلك، إيران هو اللّاعب الأساسي في الساحة، فهي التي استطاعت أن تُواجِه الهيْمنَة الأميركية على هذه الساحة الصّامتةِ دولُها والخاضعة للسياسة العدوانية الأميركية. إيران دولة عُظمى تمتلك كل القدرات السياسية والعسكرية للوقوف أمام غطرسة العدوّ الأميركيّ والإسرائيليّ.

إقرأ أيضاً: الانقسام لا يخدُم القضية الفلسطينيّة

الحرس الثوري قوة ضخمة تُخيف الأعداء لكونِها تمتلك أحدث الأسلحة وأحدث التكنولوجيات العسكريَّة الاستخباراتيّة في المنطقة، وبها تُخيف أميركا وإسرائيل.. أميركا التي أنشأَت قواعدها العسكريّة في جميع بُلدان المنطقة، هي التي تُهدِّد السلم الإقليميّ وليست إيران، التي لم تنو قط إيذاء دول المنطقة ولا تهديد أمنها ولا التّدخُّل في شؤونها الداخليّة ولا المَساس بسيادتها. أميركا وإسرائيل هما اللّتان تُشكِّلان خطَراً حقيقيّا على بلدان المنطقة، وخير مثال على ذلك، حرب أميركا الشعواء التي شنّتها على الشعب الأفغاني والشعب العراقي، حيثُ قتلتْ وجرحت ملايين الأشخاص في البلديْن وشرَّدت الملايين منهم خارج بَلديْهم، وقامت فيها بتدمير كلّ البنية التحتية وسرقت ثرواتهما ونهبت خيراتِهما وأرجعتهما تخلُّفاً إلى العصور الوُسطى ونشرت فيهما الفوضى التي لا تزالُ قائمةً إلى اليوم.

إقرأ أيضاً: دَعمُ المَغرب لأهالي القُدس نموذجٌ يجب الاقتداءُ به

لم تتدخّل أميركا في بلَد إلّا وخرّبتْه وزرعت فيه بذور الفتنة، لم ولن نرى أي تَدخّل أميركيّ فيه منفعَة للبلد ولشعبه، تدخُّل هذا العدوّ المُجرم هو للفساد والإفساد والتشتيت والتفريق وخلق النزاعات بين الدول وفي أوساط الشعوب. وتقوم أميركا اليوْم بإبادةٍ جماعيّة للشعب الفلسطينيّ في غزة عن طريق وَكيلِها المُطيع وشُرطيها في المنطقة إسرائيل المُجرمة، التي تُزوِّدها بالمال وبأحدث الأسلحة المُدَمِّرة من أجل القتْل والجرح للشعب الأعزل البريء بذرائع كاذبة وواهية، القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى وما إلى ذلك من الأكاذيب المفضوحة. لقد قامت ولا تزال تقوم أميركا بتدمير غزة تدميراً لم يشهد له التاريخ مثيلاً وهدفُها في ذلك هو تهجير الفلسطينيين كيْ تعيش إسرائيل في استقرار وأمن وأمان وتدعيم ركائز الدولة اليهوديّة في فلسطين وإزاحة كل من يُهدِد أمنها واستقرارَها.

إقرأ أيضاً: إسرائيل تُواجِه جَبْهَتَيْ حربٍ في غزة

أمّا قوْلُ بعض المُنتقِدين لِنظام الحُكم في إيران بأنّه نِظامٌ دكتاتوريّ وقَمْعي، فهذا نوعٌ من الافتِراء والاختلاق والتَّضليل، ذلك أنّ الديمقراطيّة في إيران تَعتريها بعض النّقائص والشوائب، ولكن، في مُجملِها، مَقبولة ومُستحسَنَة، ذلك أنّ البلد يعرف انتخابات شفّافة ونزيهة تُتَداوَلُ فيها السلطة بين أبناء الشعب.