الهارفون وما أكثرهم على وسائل التواصل الاجتماعي، يعتقدون أن من حقهم الرد على المتابعين بالطريقة التي تناسب استياءهم وسخطهم، ضاربين بعرض الحائط أخلاقيات التواصل ونزاهة اللغة.
ألا يُثير تعجبكم ردود مشاهير التواصل الاجتماعي على متابعيهم في حال لم تعجبهم الملاحظة؟ ولا يكتفون عادةً بالرد، فلا مانع لديهم من أخذ صورة للتعليق باسم صاحبه ونشرها في القصص للاستهزاء وكسب التعاطف، مُتناسين أنهم في الوقت الذي وافقوا فيه على دخول هذا العالم الرقمي، كان عليهم أن يتعلموا في البداية سياسة التواصل الاجتماعي البنّاء وأخلاقيات هذه المنصات الإعلامية.
كما انتشرت مؤخراً حملة لمقاطعة المشاهير ممن لم يقدموا الدعم الكافي أو لم يتصرفوا بنزاهة حول ما يجري من مجازر، وأولئك الذين لم يلتزموا بحملات مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال. والأمر الذي أثار غضب المتابعين بشكل خاص هو رقص المشاهير على ترند الأغنية الهندية وفخرهم بعدد المشاهدات والأموال التي حصلوا عليها جراء مشاركتهم.. فكيف كان الرد؟
في محاولة وضيعة لحفظ ماء الوجه، عاد مشاهير التواصل الاجتماعي لمحاولة النشر عما يجري في فلسطين للحفاظ على متابعيهم، لكن البعض اكتفى بشعار البطيخ أو العلم أو المثلث الأحمر!
إقرأ أيضاً: كيف أحبط الإعلام الرقمي البروباغاندا الغربية
فلسطين ليست ترند، والحرب ليست محتوى، والقضية ليست سياسة.. متى يُصبح للإعلام الرقمي وزارة خاصة تهتم بمحاربة "الهارفين" وتثقيف صناع المحتوى وإلزامهم بأخلاقيات التواصل والعمل المهني؟ نتمنى أن نشهد تحقيق هذه الرؤية في أسرع وقت ممكن حفاظاً على أجيالنا القادمة من سيطرة ممنهجة للمحتوى غير المُتزن.
التعليقات