باريس: لا يمكن مقارنة الهدايا المتبادلة بين زعماء الدول بالهدايا التي يتبادلها غيرهم، فهدايا الزعماء لها مغزاها السياسي، وهي على الأرجح تحمل رسائل لها مغزاها سياسياً وربما اقتصادياً.

وفي فرنسا كان السؤال المطروح خلال استقبال البلاد للضيف الكبير شي جين بينغ رئيس الصين، كيف يمكنك تخفيف التوترات التجارية والسياسية مع الزعيم القوي للقوة الاقتصادية الكبيرة التي تدعى الصين؟ هل تجذبه بزجاجة كونياك فرنسي؟

وفقاً لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية يبدو أن هذه هي استراتيجية الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من خلال قائمة الهدايا التي اختارها بعناية للرئيس الصيني، شي جين بينغ، الاثنين.

وفتحت الصين مؤخرا تحقيقا لمكافحة الإغراق في البراندي الأوروبي، الذي يعني بشكل أساسي الكونياك الفرنسي.

ويُنظر إلى الأمر على أنه انتقام من تحقيقات الاتحاد الأوروبي في الدعم الصيني للسيارات الكهربائية والأجهزة الطبية، وكانت تلك الخلافات محورية في المحادثات بين ماكرون وشي الذي يزور باريس ليومين.

وقال ماكرون بعد ذلك إنه شكر شي على "انفتاحه بشأن الإجراءات المؤقتة تجاه الكونياك الفرنسي".

ما هي الهدايا المتبادلة؟
ووفقا لبروتوكول الزيارات الرسمية، تبادل الزعيمان الهدايا، والتي تجسد ثقافة وإرث كل بلد، وقدم شي للرئيس الفرنسي طائرا، وكتبا باللغة الفرنسية منشورة في الصين، ولوحة فنية.

فيما قدم ماكرون لضيفه مجلدات نادرة لفيكتور هوغو، في رمزية لتأثير وعراقة الثقافة الفرنسية، كما أهداه أول قاموس فرنسي صيني، ومزهرية زجاجية نادرة، فضلا عن زجاجتين من الكونياك الفرنسي الشهير.

لا للكعكة الروسية
وعلى المائدة التي جمعت الرئيس الفرنسي ونظيره الصيني، تم تجنب الكعكة الروسية الشهيرة في مكان تناولهما الغذاء، فقد ذهبا في رحلة إلى جبال البرانس (جنوب غرب فرنسا) وتحديداً صوب فندق كول دو تورمالي، حيث المطعم الجبلي الذي يملكه إيريك أبادي، وهو صديق مقرب من ماكرون، وهي بيئة مثالية لتناول الملفات الشائكة بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، على حد تعبير "لوفيغارو".

المائدة اشتملت حساء محلي تقليدي، ولحم كتف الضأن مع لحم الخنزير المتوفر للتقطيع، مصحوبا بفاصوليا، ورؤوس فطر بورسيني.

ومع الانتقال إلى الحلوى، فقد كان من المقترحات كعكة تقليدية معروفة في هذه المنطقة، وتتكون من بسكويت اللوز ومعجون البرالين، وتعود أصولها إلى شبه جزيرة القرم.

ومع ذلك، وبالنظر إلى السياق "الجيوسياسي الحساس" على خلفية الحرب في أوكرانيا ، فقد تم استبدال هذه الحلوى، تجنباً لأي إشارة للقضية الأوكرانية، خاصة أنها إحدى النقاط الشائكة في زيارة الرئيس الصيني، صحيح أن الصين لم تعلن صراحة عن دعمها لروسيا في أوكرانيا وأبدت حيادها الواضح، ولكنها تدين التدخل الغربي، وتعمل على تعميق تعاونها مع موسكو على نحو متزايد.