محمد السحيمي

الدنماركيquot;المقرودquot;،الذي لم يكن شيئاً مذكورا ـ بالنسبة للمسلمين ـ لولا الرسومات المسيئة لصفوة الخلق، فداه مايلج في الأرض وما يخرج منها، وماينزل من السماء وما يعرج فيها!
هلك الرسام عن عمرٍ ناهز التسعين، ولكن رسومه مازالت باقيةً، مستفزةً حَمِيَّةَ من أنار لهم محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدنيا والآخرة، محاصرةً حكومة الدنمارك بين الشارب واللحية أي:بين مبدأquot;حرية التعبيرquot;، العريق جداً في أوروبا، والدنمارك تحديداً، وبين الخسائر الفادحة التي يتكبدها مورِّدوالبضائع الدنماركية، إلى السوق الإسلامية، وأغلبهم من أتباع محمدٍ صلى الله عليه وسلم!وهي تقدر بالمليارات،رغم أن أمام البضائع الدنماركية أسواقاً أخرى،تفوق أسواقنا أهميةً وربحية!
أما الذين آمنوا بمحمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد وجدوا في الاحتجاج على الرسومات شيئاً ذا قيمةٍ،يلهيهم قليلاً،عن قضاياهم التي بلغت سن اليأس،كقضية فلسطين،التي لو حظيت بغضبة سلميةٍ،وليستquot;صاروخية قساميةquot;،كهذه التي ثارت في وجه الدنماركيين،لربما،يعني quot;بلكي بيوعى الضميرquot;،كماتردد الحلا كله/quot;فيروزquot;، منذ مبطي!
ولعلها مصادفةٌ سارةٌ للمؤمنين بالكرامات،أن يهلك الرسامquot;المشؤومquot;،في وقت تحتفل فيه أمة محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذكرى مولده الشريف،وفرصةٌ مناسبة لطرح العديد من الأسئلة،المحيرة لعقل كل من يتأمل تناقضات،ومفارقات،الواقع العربـي،والإسلامي!التي يستطيع أي رسامٍ أن ينتج منها لوحاتٍ تمكنه،وتمكن ورثته من بعده،من العيش عيشة الملوك،لأجيالٍ لاتنقطع،إلى يوم القيامة!
أسئلةٌ ستنتهي إلى سؤالٍ واحد:من الذي سخر من محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ حقاً ولقرونٍ طويلة؟
فمنذ بعثته، تعرَّض شخص النبي الشريف ـ عليه الصلاة والسلام ـ للسخرية والاستهزاء، والقرآن العظيم ـ الذي نتعبَّدُ الله تعالى بتلاوته ـ سجل في حياته،وليس بعد موته أقسى مايمكن أن يواجهه صاحب رسالةٍ صادق،من تسفيهٍ وتحقير فقالوا:شاعر،وساحر،ومجنون،وأبتر،وأذن! لكنهم لم يجرؤوا ـ وهم الأعداء ـ على وصفه بالكذب،أوالخيانة،أوالظلم ،أوالاستبداد،أوالمتاجرة بالدين لتحقيق مكاسب شخصية!وهي الصفات التي لاتجد رواجاً اليوم،كماتجده بين أتباعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكثير منهم وquot;عيني في عينكمquot;:يكذب أكثر من قراءته للفاتحة!وكثيرٌ منهم يسابق كثيراً منهم في نقض العهود،وإخلاف المواعيد،خاصةً إذا قال:quot;إن شاء اللهquot;،الكلمة التي أصبحت سهلة لدى الكثيرين،بحيث تستخدم بديلاً لـquot;إيه هيِّنquot;،أوquot;بالمشمشquot;،أوquot;انطر يا..quot;! أما الظلم فهو من شيم النفوس، منذ مبطي، لكنه عند كثيرٍ من أتباع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبلغ أبشع مستوياته؛حينما يقترف باسم الله الحق العدل ،الذي حرَّم على نفسه الظلم!
أما إن أردت أمثلةً على الاستبداد،والمتاجرة بالدين،فاسترخِ قليلاً،وأغمض عينيك، وأنت مبتسم،ولتكن الآلة الحاسبة معك و..لماذا لا تستطيع أن تغمض عينيك؟ ياللدعايات السمجة!