خلف خلف من رام الله: يأمل الفلسطينيون أن يطول احتضار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون لكي يتعذب في حياته أطول فترة ممكنة. ولم يفرح سكان مخيم بلاطة في مدينة نابلس في الضفة الغربية لنبأ تدهور الحالة الصحية لشارون ونقله للعناية المركزة أول أمس الجمعة، بل اعتبروا أن وفاته ستريحه من العذاب. وتقول الحاجة (أم محمود 77 عاما) والتي نجت من مذبحة صبرا وشاتيلا: quot;ما بدنا يموت شارون..بدنا إياه يتعذب ويذوق الموت كل يوم، طردنا من أرضنا..وشردنا، وذبحنا في صبرا وشاتيلا وكفر قاسم ونابلس وجنين، الله ينتقم منهquot;.

وقالت مصادر إسرائيلية صباح اليوم أن شارون يعاني من اضطراب في القلب وتلوث في الدم، وحسبما أفادت مصادر في داخل مستشفى شيبا في تل أبيب والذي تم نقل شارون إليه فأن حالته لم يطرأ عليها تحسن يذكر، بل هي مستقرة بعدما تم إخراجه من غرفة العناية المركزة. ويرى الفلسطينيون أن شارون كان العقل المدبر لمذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982 التي دمرت مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان واستشهد فيها العشرات، ويعبر الشاب مراد محمود (27 عاما) عن رأيه قائلا: موت شارون الآن لا يعني شيئاً له، فهو ميت جسديا منذ اشهر، ولكنه في الوقت ذاته، يأمل محمود أن يبقى شارون ملقى على سريره في المستشفى ويتعذب لفترة طويلة، ويضيف محمود: شارون هو أب اليهودية والاستيطان، فعندما تم تعينه وزيراً للزارعة في عام 1977م، دعا لإقامة شبكة كثيفة من المستوطنات اليهودية المدنية والقروية في الضفة الغربية، كضمان ضد إعادة هذه المناطق إلى السيادة العربية، وهو الذي جعلنا نتشرد لاجئين في المخيمات عام 1948 و1967م.

أما المحلل السياسي الفلسطيني حامد أبو ثابت فيرى أن أمنيات الفلسطينيين حول إطالة عذاب شارون نابعة من المرار والألم الذي أذاقهم إياه على مدار سنوات مضت، ويرى أن العامل النفسي يلعب دوراً في ذلك، فالأمهات التي فقدن أولادهن وأزواجهن يوجد في قلبهم حقد كبير على المجرم شارون، ولفت أبو ثابت إلى أن رحيل شارون أو أولمرت حتى لن يغير شيئاً بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني. فممارسات إسرائيل من قتل وتعذيب وتضييق للخناق، باتت سياسة مرتبطة بفكر دولة إسرائيل وإيديولوجيتها وليست مرتبطة بشخص.

ويذكر أن شارون أدخل في كانون الثاني(يناير) 2006م إلى المستشفى على إثر نزيف في الدماغ، ومنذ ذاك الوقت وهو طريح الفراش ينتقل من غرفة عمليات لأخرى، هذا في وقت يعاني أيضا حزبه (كاديما) الذي أسسه قبل مرضه حالة من التراجع بسبب نتائج حرب لبنان وقيادته من قبل إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي الذي يفتقد للخبرة الحزبية والعسكرية.