بوش يتعهد بايجاد طريقة جديدة للعمل في العراق

تقرير بيكر لتغيير مهمة القوات الأميركية في العراق

التوصيات الرئيسية لمجموعة دراسة العراق

تقرير بيكر لتغيير مهمة القوات الأميركية في العراق

مسؤول اسرائيلي: تقرير بيكر مقلق

برلين تنتظر تطبيق توصيات مجموعة بيكر

لندن: استحوذ تقرير quot;مجموعة دراسة العراقquot; أو quot;لجنة بيكرquot; على نصيب الاسد في تغطية الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس. فالصفحة الاولى لصحيفة الاندبندنت تلونت بالسواد الكامل وظهرت فيها سيدة عراقية تنتحب وإلى جوار وجهها كتب بالخط العريض quot;الجحيم الانquot;. أسفل هذا التعبير الدرامي اقتبست الصحيفة فقرة من تقرير لجنة بيكر، حول سبل التعامل مع الازمة العراقية، والتي ربما لخصت توصياتها ونتائج دراستها المطولة، وجاء فيها: quot;الوضع في العراق خطير وفي تدهور..وإذا استمر هذا الوضع فستكون العواقب قاسية. فالانزلاق نحو الفوضى سيمثل شرارة انهيار الحكومة ويأذن بكارثة إنسانية. ويتعين تدخل الدول المجاورة. الصراعات بين السنة والشيعة قد تتسع دائرتها. القاعدة قد تنتصر دعائيا وتوسع من قاعدة عملياتها. الوضع الدولي للولايات المتحدة يمكن أن يشهد انحساراquot;.

وبخط صغير نبهت الاندبندنت إلى تغطيتها المفصلة لنتائج التقرير، التي اعتبرتها quot;إدانة قاسية للرئيس بوشquot;، في أربع صفحات داخلية. وجاءت بعض عناوين صفحات تغطية التقرير كالتالي quot;التوصيات الـ79 ومحاصرة رئيس في زاويةquot;، فيما كتب مراسل الصحيفة من واشنطن تقريرا تحت عنوان quot;قنبلة كثفت الضغوط على بوشquot;.

ورأى الكاتب المعروف بالصحيفة، باتريك كوبيرن، في تقرير مجموعة دراسة العراق quot;كلمات حذرة أخفت ورائها وحشية حقيقية للحياة في العراقquot;، وقال إن التقرير مثل تناقضا صارخا مع الاعمال الوحشية والارهاب اللذين تشهدهما الحياة اليومية في بغداد. وانتقد كوبيرن الدراسة قائلا إن الكثير من الكوارث المروعة التي تتخوف الدراسة من وقوعها تحدث بالفعل، فهي تتحدث عن خشية من quot;الانزلاق نحو الفوضىquot; في الوقت الذي يقتل فيه بالفعل حوالي 4 آلاف عراقي شهريا، quot;فالفوضى إذا قائمة بالفعلquot;.

وقال الكاتب إن نتائج الدراسة تعطي انطباعا مخيفا بأن الديمقراطيين والجمهوريين الذين أعدوها لم يفهموا الوضع السياسي في العراق، وأشار إلى التوصية بضرورة عمل quot;الولايات المتحدة عن كثب مع قادة العراق لدعم إنجاز أهداف محددة تتعلق بالمصالحة الوطنية والامن والحكمquot;. وعقب الكاتب بقوله إن quot;المشكلة هنا هي أن العراق قد انقسم بالفعل ككيان سياسي واحدquot;.

أما روبرت فيسك في ذات الصحيفة فقد فضل التركيز على أحد توصيات التقرير والمتعلقة بسورية وإيران، فجاء عنوان مقاله كالتالي: quot;الامبراطورية الرومانية تتهاوى - ولذا فهي تلجأ إلى إيران وسوريةquot;. والمشكلة أنه ليس هناك مارك انطونيو لانقاذ شرف الامبراطورية، بحسب فيسك، فالسياسة الحالية quot;غير مجديةquot; - في إشارة لنتائج الدراسة. وقال فيسك مستلهما التاريخ الروماني: quot;أما كلمات مثل quot;انهيارquot; و quot;كارثةquot; والتي ترددت كثيرا في مجلس الشيوخ الروماني، فقد وجدت داخل ثنايا تقرير جيمس بيكر، حتى أنت يا جيمس؟quot;.

أما افتتاحية الاندبندنت فكانت أكثر مباشرة في توجيه سهام النقد واللوم فجاء عنوانها كالتالي quot;إدانة قوية للرئيس وسياستهquot;، وقالت إنه بعد نشر هذه الدراسة يمكن القول إن أوهاما من قبيل quot;التقدمquot; و quot;النصرquot; - والتي ظل يرددها الرئيس بوش، وتوني بلير حتى وقت قريب - قد ولت إلى غير رجعة.

صحيفة الجارديان

لم يحظ تقرير بيكر حول العراق بذات التغطية الواسعة في الجارديان رغم انه احتل جزء من الصفحة الاولى والتي جاء عنوان تقريرها كالتالي quot;قيل لبوش: غير سياستك في العراق أو انتظر كارثةquot;. وخصصت الصحيفة صفحتين داخليتين لتغطية القضية وجاء أحد العناوين الداخلية فيهما كالتالي: quot;ليس هناك صيغة سحرية: أخبار سيئة للرئيس من نشر نتائج تقرير اللجنة المشكلة من الحزبين والتي عكفت تسعة أشهر على إعدادهquot;.

وأوردت الجارديان بعض الاحصاءات ضمن تغطيتها مثل: 400 مليار دولار هي تكاليف الحرب بالنسبة للولايات المتحدة حتى الان، و 8 مليارات دولار هي التكلفة الشهرية للحرب على العراق، و 34 مليار دولار هي حجم المخصصات لاعادة إعمار العراق من عوائد النفط العراقي، وأخيرا تريليونا (ألفا مليار) دولار هي التكاليف النهائية للحرب وتشمل رعاية قدامى الحرب واستبدال المعدات العسكرية. أما افتتاحية الجارديان فرأت أن التقرير ليس فقط مجرد نقد للسياسة الامريكية quot;الكارثيةquot; في العراق، لكنه يمثل أيضا quot;شيئا أكبر وأكثر أهمية استراتيجية في تاريخ بدايات القرن الحادي والعشرين - فهو إدانة لكامل المشروع السياسي التقسيمي الدولي والداخلي الذي تبناه الرئيس جورج بوش بعد هجمات 9/11 بدعم قوي ومثير للاستياء من توني بليرquot;.

صحيفة التايمز

للاطلاع على التقرير النهائي لمجموعة دراسة اوضاع العراق، انقر هنا!
افتتاحية صحيفة التايمز - التي تتبنى نهجا محافظا - تناولت تقرير لجنة بيكر بقراءة مختلفة تخلو إلى حد ما من اعتبارها إدانة لادارة بوش. ورفضت الصحيفة الرأي القائل بأن تقرير بيكر لم يقدم جديدا، ورأت أن توصياته تمثل فرصة سياسية للبيت الابيض والبنتاجون. والواقع أن اللجنة التي أصدرت التقرير، صاغته بمهارة ودقة ليكون حلا وسطا يحظى بموافقة الجميع في الحزبين الديمقراطي والجمهوري أكثر من كونه خطة محكمة للبنتاجون، بحسب الصحيفة. واعتبرت التايمز التقرير جهدا يهدف لتضييق حجم الخلافات بين الحزبين بشأن العراق، وتمكين رئيس جمهوري وبرلمان ديمقراطي - وهو ما أفرزته الانتخابات الاخيرة - من التعاون.

ونشرت الصحيفة رسما كاريكاتوريا ظهر فيه الرئيس الامريكي وهو يمسك بتقرير مجموعة دراسة العراق بالمقلوب وترتسم على وجهه ملامح عدم الفهم وهو يقول quot;أسوف أتعامل مع هذا بكل جديةquot;.

الديلي تليجراف

اتفقت الديلي تلجراف رغم توجهها المحافظ مع الصحف ذات التوجه اليساري في اعتبار تقرير بيكر quot;إدانة مدويةquot; لسياسات الرئيس الامريكي في العراق وقالت إنه يمثل ضغطا هائلا على بوش لاعلان سياسة مختلفة جذريا لمعالجة الوضع هناك

مارغريت بيكيت ترحب بتقرير لجنة بيكر

من جهتها رحبت وزيرة الخارجية البريطانية بتقرير مجموعة بيكر حول مستقبل العراق، مؤكدة ان نتائجها تتطابق quot;بشكل عامquot; مع رأي لندن. ورأت بيكيت ان هذا التقرير الذي يقع في 142 صفحة يمثل quot;عملا جوهريا ومعقداquot;. واشارت الى ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير شارك الشهر الماضي في المشاورات التي سبقت صياغة التقرير.

وقالت بيكيت انه quot;من المحادثات (مع اللجنة) كان لدينا انطباع بان طريقة تفكيرهم تتطابق في الاجمال مع طريقتناquot;. واضافت ان بلير الذي وصل الى واشنطن ليل الاربعاء الخميس، سيبحث اليوم مع الرئيس الاميركي جورج بوش في هذا التقرير. لكن وزيرة الخارجية البريطانية لم تشأ الذهاب ابعد من ذلك، موضحة انن لندن تريد اولا quot;قراءة التقرير وتوصياته الكثيرةquot;.