ساركوزي يدعوللإبقاء على quot;كل الخياراتquot; في الأزمةالنووية
الوكالة الدولية لدفع المحادثات النووية مع إيران
واشنطن: تسعى فرنسالنزع فتيل الازمة بشأن أنشطة إيران النووية من خلال التأكيد على لسان رئيس وزرائهانيكولا ساركوزيضرورة quot;ابقاء كل الخيارات قائمةquot;، فيما يرجح دبلوماسيون أن يؤيد معظم اعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مناقشات المجلس اجراء محادثات أخيرة مع طهران. من جانبها، أعلنت الخارجية الأميركية أن إيران لم تعرضتعليقا مؤقتا لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم في إطار مسعى لبدء مفاوضات نووية مع القوى الكبرى رغم تقارير بأنها أبدت مرونة.
ساركوزي: ابقاء الخيارت قائمة
وقال ساركوزي في خطاب امام المؤسسة الفرنسية الايرانية في واشنطن أمسquot;علينا ان نبرهن على اكبر قدر من الحزم واكبر قدر من الوحدة لتسوية هذه القضيةquot;. واضاف quot;يجب ان تكون الدبلوماسية سلاحنا الرئيسي لكنني اعتقد انه يجب الابقاء على كل الخيارات مفتوحة لتتمكن الدبلوماسية من التحركquot;. وتابع ساركوزي احد المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل ان النظام الايراني quot;بدعمه لحزب الله وبتصريحات رئيسه التي اعتبرها غير مقبولة حول محرقة اليهود ووجود اسرائيل جعل نفسه منبوذا من الاممquot;. واضاف ان quot;آفاق نظام من هذا النوع مزود باسلحة تدميرية مثل صواريخ نووية مخيفة وقد تفتح الطريق لسباق تسلح قاتل في المنطقة لان دولا اخرى قد ترغب في ان تحذو حذوهquot;. واكد انه quot;سيكون ايضا تهديدا مستمرا لوجود اسرائيل. التاريخ علمنا نتائج التساهل في مواجهة العدوان وفي مواجهة الاصوليةquot;.
واكد ساركوزي انه مقتنع بان اليوارنيوم كمصدر للطاقة quot;سيبقى حلا امثل للمستقبل في مواجهة نقص مصادر الطاقةquot;، واقترح اقامة quot;بنك دولي للوقود النوويquot; برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال ان مؤسسة من هذا النوع quot;يتم تمويلها نقدا او بالوقود من قبل القوى النووية يمكن ان تضمن تسليم شحنات من الوقود النووي المدني واعادة معالجة المواد الانشطارية لكل الدول التي ترغب في تطوير برامج نووية مدنية لاهداف سلمية وتتخلى بذلك عن الخيار النووي العسكريquot;.
دفعة للمحادثات
وأجرت ايران محادثات في مطلع الاسبوع مع الاتحاد الاوروبي قال دبلوماسيون انها عرضت خلالها النظر في وقف تخصيب اليورانيوم مؤقتا كما لمحت الولايات المتحدة إلى استعدادها لقبول مثل هذا الحل الوسط. وجددت تلك المحادثات الامال في تجنب فرض عقوبات على ايران ستكون لها عواقب اقتصادية وأمنية.
ومن المتوقع أن يتوخى معظم اعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية الذي يضم 35 عضوا الحذر عند مناقشة المشكلة النووية الايرانية التي تتأرجح الان بين احراز تقدم دبلوماسي وبين مواجهة حادة. وقال دبلوماسي من احدى الدول الاوروبية الثلاث التي تتصدى للجهود الدبلوماسية مع ايران وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا quot;لا أحد يريد استفزاز أحد. من المتوقع ألا يشهد النقاش سوى بيانات هادئة تكتفي بدعوة إيران الى اغتنام هذه الفرصة للتفاوض.quot;
ومن المقرر ان تبدأ مناقشات المجلس في وقت لاحق يومالاربعاء. ويعتقد الغرب أن البرنامج النووي الايراني الذي تقول طهران إنه برنامج لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية هو محاولة مستترة لصنع قنابل ذرية وندد بتجاهل ايران للمهلة التي حددها مجلس الامن لوقف تخصيب اليورانيوم والتي انتهت في 31 أغسطس آب.
ويتوقع أن تدعو الوكالة الدولية من خلال مناقشاتها إلى استمرار الجهود الدبلوماسية إلا أن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قالت يوم الثلاثاء إن واشنطن ستمضي قدما بمساعيها لفرض عقوبات على إيران إذا استمرت في رفض تجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم.
وقالت رايس اثناء زيارة لكندا quot;سنواصل.. وسنواصل بنشاط.. السير على طريق فرض العقوبات من خلال مجلس الامن... وذلك هو الطريق الذي نسير عليه الآن.quot;
وفيما يتعلق بالجدول الزمني قالت إن وزراء خارجية القوى الكبرى سيجتمعون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع القادم.
لكن رايس أثارت أيضا يوم الاثنين احتمال أن تنضم واشنطن لمحادثات مع إيران اذا علقت مؤقتا برنامجها النووي واختارت الوزيرة ألا ترفض بشكل قاطع الحديث بخصوص تجميد طهران تخصيب اليورانيوم لفترة زمنية أقصر.
وكانت الولايات المتحدة تقول من قبل إنه يتعين على إيران وقف الانشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم لفترة أطول وغير محددة. وما زالت ايران ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم قبل إجراء مفاوضات بخصوص تنفيذ عرض الحوافز التجارية الذي قدمته القوى الكبرى ملمحة إلى أنها قد تمنع مفتشي الوكالة الدولية من القيام بعملهم إذا تعرضت لعقوبات.
لكن ظهرت دلائل في المحادثات التي أجريت في مطلع الاسبوع بين المفاوض الايراني علي لاريجاني وخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي الذي يمثل القوى الست على امكانية توصل الجانبين الى حل وسط بشأن توقيت التعليق ومدته.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي ان لاريجاني عرض أن تبحث ايران وقف أنشطة التخصيب أثناء فترة التفاوض على الحوافز التي قال انها ستستمر شهرين على الاقل. وقال دبلوماسي آخر من الاتحاد الاوروبي ان من المتوقع أن يجتمع سولانا ولاريجاني مرة أخرى في وقت ما بين مساء الاربعاء وصباح الجمعة واجتمع مساعد كبير لسولانا مع مسؤولين ايرانيين للتحضير للاجتماع.
وقال الدبلوماسي ان سولانا أطلع وزراء خارجية القوى الست على نتائج المحادثات وسيتحدث مرة أخرى مع رايس قبل اجتماعه الثاني مع لاريجاني المرجح ان يعقد في فيينا. وقال دبلوماسيون من الوكالة الدولية ان من المرجح أن تشدد معظم البيانات المعدة لالقائها خلال مناقشات مجلس المحافظين على قيمة الحل الدبلوماسي نظرا لوجود عزوف على نطاق واسع عن عزل ايران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم والعملاق الاستراتيجي في الشرق الاوسط.
ولم يتضح بعد ان كانت القوى الست الكبرى ستتحدث بصوت واحد في اجتماع الوكالة الدولية حيث تعارض روسيا والصين الضغوط الامريكية لفرض عقوبات على ايران برغم انهما ايضا تقولان انه ينبغي عدم السماح لايران بالحصول على قنابل ذرية وعليها أن تثبت للعالم أنها لا تسعى لذلك.
ومن المرجح أن يؤكد أيضا أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية من مجموعة دول عدم الانحياز التي تضم دولا نامية من بينها إيران حق إيران في امتلاك صناعة وقود نووي محلية وان يحثوها في الوقت نفسه أكثر من ذي قبل على التعاون من أجل التوصل إلى حل سلمي.
ويفسح رد إيران على عرض الحوافز الذي صدر في 22 اغسطس آب واعلن يوم الاثنين المجال لاحتمال تعليق التخصيب لكنه لم يكن واضحا في ذلك.
كما يتضمن الرد شروطا من المرجح ألا تكون مقبولة للغرب مثل إلغاء تدخل مجلس الامن الدولي في القضية الايرانية والوقف النهائي لتحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا لم يتم العثور على دليل على وجود برنامج لصنع أسلحة نووية. ولم يتم العثور على أي دليل الى الان.
بوش يحرص على لقاء خليفة شيراك المحتمل
وحرص الرئيس الأميركي جورج بوش على لقاء ساركوزي أبرز المنافسين على خلافة الرئيس جاك شيراك أثناء وجوده في البيت الابيض يوم الثلاثاء. وقال فريدريك جونز المتحدث باسم مستشار الامن القومي الأميركي ستيفن هادلي ان بوش انضم الي ساركوزي أثناء إجتماعه مع هادلي في البيت الابيض وتحدثا لحوالي 25 دقيقة. واضاف جونز قائلا quot;الرئيس شكر الوزير على دعم فرنسا القوي لجهود مكافحة الارهاب... وناقشا أيضا أهمية التعاون الأميركي الفرنسي للتغلب على التحديات العالمية المشتركة.quot;
وتوترت روابط بوش مع شيراك بسبب معارضة فرنسا في عام 2003 للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. وينتقد بعض معارضي ساركوزي روابطه الوثيقة مع الولايات المتحدة.
التعليقات