اندريه مهاوج من باريس وفالح الحمراني من موسكو : بدأت القمة التي تضم الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل اعمالها اليوم السبت في قصر كومبيين قرب باريس. وخلال هذه القمة غير الرسمية القصيرة التي ستسيطر عليها قضايا اقتصادية، سيجري المسؤولون الثلاثة محادثات قبل الظهر يعقدون بعدها مؤتمرا صحافيا مشتركا. ويلتقون اثره على مأدبة غذاء.واقل ما يقال عن اجواء هذهالقمة انها تفتقد الى الحرارة في العلاقات الشخصية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انجيلا ماركيل مما سيعقد مهمة االرئيس الفرنسي جاك شيراك في اقامة محور ثلاثي بين باريس وبرلين وموسكو تشكل قوة دفع في معالجة الشؤون الاقليمية والدولية الساخنة . ذلك ان هذا الثلاثي يفتقد الى عناصر اللحمة التي ادت في عام 2003 الى تشكيل مثلت استطاع اسماع كلمته الرافضة للحرب على العراق حين كان المستشار الالماني السابق عنصرا رئيسيا في هذا المثلث .

واذا كان الرئيس الفرنسي مع نظيره الروسي متفقان الى حد كبير على التعاطي مع الملف النووي الايراني والتمسك بالحل الدبلوماسي ورفض منطق العقوبات الذي تنادي به واشنطن قبل استنفاد كل الفرص لايجاد تسوية مع طهران فان ماركيل لم تحسم خياراتها بعد وهي لا تزال تنحو في مواقفها باتجاه استعمال العصا مع طهران مما يضعها في خانة المقربين الى واشنطن. كما ان المستشارة الالمانية لم تضع حتى الان كل اوراقها في سلة الرئيس شيراك من مسالة التعاطي مع الوضع المستجد في الشرق الاوسط بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة بين حزب الله واسرائيل في ضوء النظرة الالمانية لعمل القوات الدولية وتحديدا لقواتها البحرية المكلفة بمراقبة الشواطئ اللبنانية وهو ما اثار حفيظة اطراف لبنانيين في مقدمهم حزب الله .

اما بشان العراق فان المانيا التي لم تنخرط مباشرة في الحرب تواجه في هذه المحادثات تصلبا فرنسيا روسيا من ادانة العملية العسكرية الاميركية ومن نتائجها الكارثية على المنطقة. يضاف الى ذلك الامتعاض الواضح الذي لم تخفه المستشارة الالمانية من مصادفة روزنامة اللقاء بينها وبين شيراك مع وجود الرئيس الروسي في فرنسا التي سبقها اليها بيوم والسبب يعود الى ان ماركيل وهي من اصل الماني شرقي لا تحتفظ بذكريات طيبة عن ماضي الوجود السوفياتي في القسم الشرقي من المانيا وهي تعبر علنا عن تباين موقفها مع موسكو من مسالة التعاطي مع دول اوروبا الشرقية ومن مسالة انضمام بعضها الى الاتحاد الاوروبي ومن الموقف الروسي على دور الحلف الاطلسي . كذلك فان ماركيل حريصة في هذا اللقاء على عدم ازعاج حلفائها البولونيين الذين تعترض موسكو على دورهم داخل الاتحاد الاوروبي. ولهذا التحفظ الالماني على اقامة محور مع موسكو اسباب اقتصادية تتعلق بمد انبو غاز روسي الى اوروبا عبر اوكرانيا التي تجمعها حدود مع المانيا. كل ذلك يدعو الى القول الى ان مهمة شيراك صعبة في صياغة البيان الختامي بشكل توافقي تام .

ونقلت وكالة الانباء الروسية عن مصدر في الكرملين قوله ان اللقاء الثلاثي الفرنسي ـ الالماني ـ الروسي الذي يعد الرابع من نوعه سيناقش المسائل الاستراتيجية لعلاقات روسيا بالاتحاد الاوروبي الذي ستترأسه المانيا اعتبارا من مطلع عام 2007.وتتطلع روسيا الى توسيع العلاقات مع الاتحاد الاوروبي على اساس المساواة بين الاطراف والتفاعل بتطبيق البرامج المتفق عليها.وسيتبادل زعماء الدول الثلاثة الاراء بصدد تطبيق قرارات قمة مجموعة الثماني التي انعقدت في بطرسبورغ، مع الاخذ بالاعتبار ان القمة القادمة ستعقد العام المقبل في المانيا.وقال مصدر الكرملن quot;ان بوتين وشيراك وميركيل سيناقشون قضايا التسوية في الشرق الاوسط، بما في ذلك الوضع المتعلق بلبنان وسوريا والملف النووي الايراني والوضع في كوسوفو وفي افغانستان وفي غيرها من مناطق النزاعات بما في ذلك بالعراقquot;.واشار مصدر الكرملن الى ان القمة الثلاثية ستساعد على تقارب مواقف الدول الثلاث من المشاكل الدولية، على خلفية انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة