بهية مارديني من دمشق: على الرغم من الإعلان عن زيارة جان كلود كوسران مبعوث وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر إلى دمشق غدًا، لإطلاع وزير الخارجية والسوري وليد المعلم على نتائج زيارة الترويكا الأوروبية لبيروت، وعلى الرغم منتلقي المعلم أمس الجمعة اتصالاً هاتفيًا من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، إلا أن المحللين السياسيين السوريين لم يلمحوا في هذا أي مؤشرات لتحسن العلاقات السورية الفرنسية لأن الاتصالات تتركز حول الانتخابات الرئاسية في لبنان. وقالت مصادر رسمية إن المعلم و كوشنير بحثا خلال الاتصال الهاتفي أمس quot; الوضع في لبنان ونتائج زيارة الوفد الوزاري الأوروبي لبيروتquot;.

وأوضحت: quot;تم خلال الاتصال التأكيد على أهمية التوصل إلى اتفاق بين اللبنانيين على انتخاب رئيس توافقي ووفقًا للأصول الدستورية وعلى ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هذا الهدف بما يضمن وحدة اللبنانيينquot;. وضمت زيارة الترويكا الى بيروت، إضافة إلى كوشنر نظيريه الإيطالي ماسيمو داليما والإسباني ميغيل آنخل موراتينوس وللحصول علىquot; دعم سورية للتحرك الأوروبي للوصول الى انتخاب رئيس لبناني توافقي quot; .

ويرى المحللون السوريون ان الاتصالات الفرنسية تشمل المطالبة بتدخل سوري في لبنان عبر الضغط على أصدقائها اللبنانيين من أجل الرضوخ لإملاءات الغرب وهو الامر الذي ترفضه دمشق وحلفائها في لبنان، كما يشيرون الى ان المراهنة على تغيير السياسية الفرنسية بذهاب شيراك واعتلاء ساركوزي سدة الرئاسة لم يكن في محله ودللوا على ذلك بتصريحات ساركوزي الاخيرة خلال عودته من المغرب حول سوريا quot;انه من الأفضل لسورية ألا تعزل نفسها عن الأسرة الدولية quot; ومديحه المنقطع النظير قبل ذلك لاسرائيل .

وتوترت العلاقات السورية الفرنسية بعد اتهام باريس لدمشق بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الأمر الذي نفته دمشق واعتبرته اتهامًا سياسيًا ذي صلة بالرئيس السابق جاك شيراك وبشخصانية تصرفاته حيال العلاقات مع سورية رافضة أن تمر العلاقات السورية الفرنسية عبر لبنان. ويرجح أن تتناول زيارة كوسران quot;الاعداد للقاء المرتقب بين وزيري الخارجية المعلم وكوشنر على هامش مؤتمر دول جوار العراق الموسع في اسطنبول يومي 2 و3 من تشرين ثاني المقبل.

ونقل عن الوزير المعلم إن نجاح هذا اللقاء يعني quot;قيام كوشنر بزيارة دمشقquot; لتكون أول زيارة من نوعها منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني في 14 شباط 2005. وأبلغ المعلم كوشنر أثناء الإتصال قبل الاخير الذي اجراه معه في تركيا quot;دعم سورية المبادرة الفرنسية وأي مبادرة أخرى تستهدف التوصل الى انتخاب رئيس توافقي مقبول من جميع الأطراف ووفق الأصول الدستوريةquot;.