في آخر ساعات quot;زيارة الدولةquot; التي قام بها إلى بريطانيا
الملك عبدالله لطلابه اللندنيين: quot;أقسم أنني أحن عليكم أكثر من نفسيquot;
سلطان القحطاني من لندن: quot; أقسم أنني أحن عليكم أكثر من نفسي quot; . هذه كانت آخر جملة اختار أن يختتم بها عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز زيارة الدولة التي قام بها إلى بريطانيا خلال حديثه المفتوح مع مئات من الطلاب الذين جاءوا إلى بريطانيا للدراسة مستفيدين من برنامجه الخاص للابتعاث، وذلك في مقر السفارة السعودية في لندن. واختتم الملك عبد الله جولته بعد ثلاثة أيام قضاها في عاصمة آل التاج الذين يملكون ولا يحكمون، التقى خلالها الملكة إليزابيث الثانية التي أعدت له استقبالا رسمياً على عربات الخيالة حتى قصر quot;باكنغهامquot;، إضافة إلى جلسة مباحثات مطولة مع رئيس الوزراء غوردون براون في 10 داوننج ستريت.
وتوافد المئات من الطلبة السعوديين منذ ساعات الصباح الباكر أمام quot; كرو هاوس quot; - المبنى الرئيس للسفارة - الذي كانت المملكة قد اشترته لسفارتها في شارع كيرزون ستريت، في قلب حي مايفير الراقي، وكلفها نحو خمسين مليون جنيه إسترليني، ومن ثم أعيد ترميمه والإضافة عليه في عهد السفير الراحل الشيخ ناصر المنقور.
وبعد أن لاحظ الملك الزائر، الذي كان يرتدي عباءة بيضاء هفهافة، ازدياد تلميحات طلابه بغية زيادة مكافأتاهم المالية أمر فوراً، وهو لا يستطيع أن يخفي ابتسامته، بمكافأة شهر لكل طالب أعلن عنها في مقر الحفل مذيع القرارات الاستثنائية والأوامر الملكية سليمان العيسى.
وقال الملك عبد الله في كلمة مرتجلة : quot;سعيدٌ برؤيتكم هنا. الأمم تفخر بأبنائها ونحن نفتخر بكم وبكل أخوانكم في أنحاء العالم. العلم هو الخدمة الحقيقية لأهلكم ووطنكم .. أرجوكم إن كان ينقصكم شيء في أي مجال أن تتحدثوا وأنا مستعد أن أستمعquot;.
وبعد عدد من الأحاديث الطلابية وطلباتها التعليمية نهض صالح الشيحي، وهو أشهر كتاب الأعمدة في الصحف السعودية، مطالباً ملكه بإبقاء الملحق الثقافي في لندن عبد الله الناصر الذي سينهي فترة ربع قرن أمضاها في منصبه، وراكم خلالها شعبية إثر شعبية دون حدود بين صفوف الطلبة المبتعثين.
إلا أن الملك السعودي رد بسرعة بديهة على الشيحي قائلاً وهو يبتسم : quot; ربما هو طلب الرحيلquot;. وهذا ما أكده الناصر الذي طالب بإعفائه من التمديد، ما جعل الملك عبد الله يقول له على وقع عاصفة من التصفيقquot; شكر لك نيابة عنهم وعن إخوانهمquot;. ويدرس حوالى ستة آلاف طالب في المملكة المتحدة إذ من المرجح أن يصل عددهم إلى ستة آلاف نهاية هذا العام.
وليست هذه هي اللمسة الملكية الوحيدة في اللقاء، بل إنه داعب إحدى الطالبات التي طلبت استمرار بعثة مرافق الطالبة حتى تنهي دراستها، حتى وإن استغرق ذلك سنوات طويلة، قائلاً لها quot; فلنفترض أن الطالبة غبية؟quot;، في إشارة إلى أن هذه الفكرة غير عملية مطلقاً.
وتمنع الحكومة السعودية ذهاب الطالبة للدراسة وحدها خارج المملكة في برنامج الإبتعاث الذي أرسل أكثر من 15 ألف طالب إلى أنحاء العالم. ويحق لها بدلاً من ذهابها وحيدة أن تحضر مرافقاً لها من عائلتها يحصل على مكافأة شهرية خلال الفترة الدراسية اللازمة لاستكمال متطلبات التخرج.
وقال الملك الذي كان يجاوره وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وأخوه المقرب رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن :quot; تأكدوا أن كل هللة (جزء من الريال) تصرف في محلها الصحيح .. بلدكم يحتاجكم ولن يبخل عليكمquot;. وتجدر الإشارة إلى أن مبنى quot;كرو هاوسquot; من أعرق المنازل الأرستقراطية الفخمة في بريطانيا.
وكان ملكاً للورد وارنكليف في القرن الثامن عشر، وحمل اسمه قبل أن يشتريه الإيرل كرو - روبرت أوفلي آشبرتون ميلن - صهر رئيس الوزراء الإيرل روزبيري بـ90 ألف جنيه استرليني عام 1901، وفي عهد حكومة روزبيري صار الإيرل كرو نائب الملك في أيرلندا. وبعد أن شاهد عدد الطلاب الذين ينتظرون دورهم للحديث بالمئات قال عاهل السعودية مداعباً وهو يهم بمغادرة مقر السفارة :quot; هذا يعني أنني سأبقى هنا للأبدquot;. وبعد دقائق نهض مودعاً بالتصفيق ورائحة البخور العربية التي لا تزال رائحتها تفوح في أرجاء حي quot;ماي فيرquot; اللندني، أحد أهم معاقل الارستقراطية البريطانية منذ القرن التاسع عشر.
في حفل الاستقبال الذي أقامته على شرفه السفارة السعودية بلندن |
في حفل الاستقبال |
الملكة اليزابيث الثانية في وداع الملك |
العاهل السعودي يغادر لندن |
مغادرا المملكة المتحدة |
التعليقات