تفاقم الازمة يعرقل انشاء المحكمة الدولية رغم توقيع الامم المتحدة
ذكرى اغتيال الحريري quot;ستمر بهدوءquot; في لبنان
الدوحة، بيروت: اكد موفد القمة العربية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الى لبنان ان احياء ذكرى اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري quot;سوف تمر بهدوءquot;، مشيرا الى وجود تواصل مع المعارضة اللبنانية لكي لا تلجأ الى اي تصعيد بالتزامن مع هذه الذكرى، في وقتتهدد الازمة السياسية التي يشهدها لبنان بالحؤول دون اقامة المحكمة الدولية لمحاكمة الضالعين في الاغتيال رغم توقيع الامم المتحدة مشروع اتفاق لانشاء هذه المحكمة.
وكانت الامانة العامة للامم المتحدة وقعت الثلاثاء مشروع اتفاق لانشاء المحكمة الدولية، الامر الذي يتطلب مصادقة مجلس النواب اللبناني على هذا المشروع كما ينص الدستور.
وقال اسماعيل وهو نائب الرئيس السوداني، في حديث مع الصحافيين quot;في تقديري، ان احياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري سوف تمر بهدوءquot;.
واثر اعمال عنف بين انصار المعارضة والموالاة، يتخوف اللبنانيون من حدوث احتكاكات بين المشاركين في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري ومناصري المعارضة المعتصمين منذ اكثر من شهرين في وسط بيروت حيث ضريح رئيس الحكومة السابق والسراي الكبير مقر رئاسة الحكومة.واضاف quot;نحن على اتصال باطراف المعارضة اللبنانية حتى لا يحدث اي تصعيد وتقريبا استطيع القول انني مطمئن بان المناسبة ستمر بهدوءquot;.
وكان مصطفى عثمان اسماعيل زار بيروت برفقة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي حمل مبادرة عربية لمعالجة الازمة السياسية الحادة في
الامم المتحدة والبند السابع:اقرار المحكمة وفق الاصول الدستورية اللبنانية |
وينبغي ان يسبق ذلك توقيع كل من رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والرئيس اميل لحود القريب من سوريا لهذا الاتفاق، علما ان الاخير يعتبر مع المعارضة اللبنانية ان حكومة السنيورة تفتقر الى الشرعية الدستورية اثر استقالة خمسة وزراء منها يمثلون الطائفة الشيعية.وقال استاذ القانون الدولي سامي سلهب لوكالة فرانس برس ان quot;احتمال المصادقة على هذا المشروع يظل ضئيلا مع تواصل الازمة السياسيةquot;. واضاف quot;يبدو واضحا ان الحل السياسي يضمن وحده المساعدة في تجاوز المأزق، والا فان الآلية الاجرائية ستظل معطلةquot;.
وكان مجلس الامن الدولي والحكومة اللبنانية وافقا في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت على انشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة الضالعين في اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 بواسطة سيارة مفخخة في بيروت، ما اسفر عن مقتل 22 شخصا اخرين.وردا على هذه الخطوة، استقال ستة وزراء من حكومة الغالبية النيابية برئاسة السنيورة، خمسة منهم يمثلون الطائفة الشيعية، ما تسبب بازمة سياسية تتواصل فصولها في لبنان.وكان تقريران مرحليان للجنة التحقيق الدولية اشارا الى امكان تورط مسؤولين امنيين سوريين في حادث الاغتيال، غير ان سوريا نفت ضلوعها في هذا الاعتداء.
كذلك، اعلنت دمشق اخيرا انها ترفض انشاء محكمة ذات طابع دولي قبل انتهاء التحقيق الذي يقوده القاضي البلجيكي سيرج برامرتس.ومن المقرر ان يرفع برامرتس تقريره المقبل الى الامم المتحدة في حزيران/يونيو.ورجح مصدر دبلوماسي غربي لفرانس برس quot;ان يكون هذا التقرير مرحليا كسواهquot;، واضاف quot;نجهل اذا كان برامرتس يرغب في البقاء على رأس لجنة التحقيقquot; بعد حزيران/يونيو.
ومنذ الاول من كانون الاول/ديسمبر، تنفذ المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله الشيعي القريب من سوريا وايران اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت مطالبة باسقاط حكومة الغالبية واجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وعلى خلفية هذا التحرك، شهد لبنان في 23 كانون الثاني/يناير و25 منه مواجهات دامية بين مناصري المعارضة والحكومة اسفرت عن سبعة قتلى وبضع مئات من الجرحى.وتقضي الخطوة التالية بان يصادق مجلس النواب اللبناني على مشروع انشاء المحكمة، لكن رئيس البرلمان نبيه بري، وهو احد اقطاب المعارضة، رفض حتى الان فتح دورة استثنائية للمجلس مشترطا معالجة الازمة السياسية اولا.
ولم يصدر حتى الان اي موقف معلن من المعارضة حيال توقيع مشروع اتفاق المحكمة.لكن النائب عن حزب الله حسن فضل الله كرر اليوم الاربعاء في تصريح تلفزيوني quot;اننا نريد المحكمة (الدولية)، لكننا نرفض ان تكون اداة تستخدمها السلطة ضد خصومهاquot;.وتساءل quot;من يضمن لنا ان الاميركيين لن يستغلوا المحكمة لتحقيق مصالحهم السياسية؟quot;.
وكان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال نفى الثلاثاء ان يكون المجتمع الدولي يدعم طرفا لبنانيا على حساب آخر في النزاع حول المحكمة.وقال quot;نريد فعلا ان تكون المحكمة احد العوامل التي تقود الى سلام دائم في هذا البلد، ولسنا مستعدين في اي شكل للمساهمة في اقامة محكمة تتحول اداة سياسيةquot;.
وكان مصدر دبلوماسي عربي قال لفرانس برس الثلاثاء ان وساطة جامعة الدول العربية بين الاقطاب اللبنانيين تمهيدا لعودة عمرو موسى الى لبنان quot;لم تحرز تقدماquot; خصوصا في موضوع المحكمة الدولية.من جهته، رحب وزير الاتصالات مروان حمادة الذي نجا من محاولة لاغتياله في تشرين الاول/اكتوبر 2004 بتوقيع المنظمة الدولية لمشروع المحكمة، معتبرا ان quot;هذه الخطوة مقدمة للابرام النهائيquot;.وصرح لصحيفة quot;النهارquot; اللبنانية quot;انها بمثابة رد على الرسالة الفاجرة التي وجهها الرئيس اميل لحود الى الامين العام للامم المتحدةquot; بان كي مون.
وبعث لحود الثلاثاء برسالة الى الامين العام للمنظمة الدولية اتهم فيها السنيورة بالسعي الى انشاء المحكمة الدولية quot;تحت الفصل السابعquot; من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة، اي بعزل عن موافقة السلطات الدستورية اللبنانية.وعلقت quot;النهارquot; القريبة من الحكومة في خبرها الرئيسي اليوم quot;الامم المتحدة توقع اتفاق المحكمة وتتجاهل لحودquot;.وقالت ان quot;هذه الخطوة قد تكون اجراء روتينيا، لكن مراقبين رأوا فيها تأكيدا جديدا من المجتمع الدولي لكون حكومة الرئيس السنيورة المرجع الشرعي الذي تتعامل معه في لبنانquot;.
وفي السياق نفسه، اوضح سلهب ان quot;توقيع الامم المتحدة مسألة اجرائية، لكنه بمثابة اعتراف غير مباشر من جانب الامم المتحدة بشرعية الحكومةquot;.
التعليقات