خطط واشنطنتجبر موسكو على تطوير أسلحتها النووية
أميركا تضرب العلاقات الروسية الإيرانية
وتوترت العلاقات الروسية الأميركية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة نية نشر نظام جديد مضاد للصواريخ بالقرب من روسيا في بولندا وتشيكيا وكثفت الوجود الأميركي في جورجيا وأوكرانيا وزادت الضغط في قضية كوسوفو. وردّت روسيا بإعلان إستعدادها لبحث فكرة تشكيل تكتل يجمع البلدان المنتجة والمصدرة للغاز وإعلان توعدها بالإعتراف باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية في حال منح الإستقلال لإقليم كوسوفو.
كما أعلن مدير الوكالة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ الجنرال هنري اوبيرينغ، أن بلاده ستمد الشبكة التي تحمي الولايات المتحدة من صواريخ مهاجمة إلى الفضاء. وقد أفهمت واشنطن أنها لا تنوي التشاور مع أي كان بصدد نشر ما يتبع لنظامها المضاد للصواريخ في الأراضي البولندية والتشيكية.
وهناك في إيران من تساءلوا: quot;ألا يكون ذلك جزءًا من السيناريو الذي مثل غطاء لإتفاق الولايات المتحدة وروسيا في القضية الإيرانية. وفي ظن هؤلاء فإنه يمكن للأميركيين أن يجمدوا توسع حلف الناتو شرقًا ويتغاضوا عن غزو روسيا لأسواق النفط والغاز الأوروبية مقابل أن تغير روسيا موقفها من إيران. ولم يكن مصادفة أن تبحث روسيا عن ذريعة للتخلي عن تزويد إيران بالوقود النووي وإكمال بناء المحطة النووية في بوشهر.
ويرجح أن تكون الولايات المتحدة قد طلبت من روسيا ألا تورد الوقود النووي لإيران لأن الخبراء الأميركيين يرون أنه بإمكان إيران إستخدامه لصنع ما يسمونه بـ quot;القنبلة النووية القذرةquot;.
لقد حققت الولايات المتحدة مرادها، إذ تمكنت من إنشاء تحالف معاد لإيران وتمرير القرار المرجو في مجلس الأمن الدولي وتوجيه ضربة ساحقة إلى العلاقات الروسية الإيرانية.
أما في ما يخص الشائعات التي تتحدث حول شن عملية عسكرية ضد إيران في وقت سريع، فهيهات أن يحدث ذلك، فالولايات المتحدة لا تريد الحرب وإنما تتلهف على نصر دبلوماسي مؤكد يهين طهران.
روسيا لتطوير أسلحتها النووية
وتخطط الولايات المتحدةعلى وجه التحديد، لوضع ليزر مهمته إبطال مفعول صواريخ مجهزة برؤوس مدمرة عندما تنطلق وتسير على مسارها في الفضاء. والأكثر خطورة هو أن واشنطن ستنشر في الفضاء شبكة مخصصة لإكتشاف الصواريخ البالستية واصطيادها، وهي الشبكة التي ستمكن الولايات المتحدة من الكشف عن أي صاروخ ينطلق من هذه البقعة أو تلك على الأرض غير ملتفتة إلى مواقف حلفائها السياسية.
وبالنسبة إلى روسيا، فإن ما تمتلكه الولايات المتحدة من صواريخ مضادة في الوقت الراهن لا تمثل تهديدًا كبيرًا على صواريخها المجهزة برؤوس مدمرة في حال وضعها (أي الصواريخ المضادة الأميركية في الأراضي التشيكية والبولندية). غير أن واشنطن تتطلع إلى صنع ما سوف يقدر على إبطال مفعول صواريخ تنطلق من شطر روسيا الأوروبي في حال وضعه في الأراضي البولندية ناهيك عما تنوي الولايات المتحدة وضعه في الفضاء.
وبدأت روسيا تحتاط لمواجهة ما قد تضعه الولايات المتحدة من أسلحة خطرة في القارة الأوروبية وفي الفضاء كتجهيز صواريخها quot;توبول - مquot; بعدة رؤوس نووية. ويتضمن برنامج تسليح القوات المسلحة الروسية صنع قاذفتي قنابل جديدتين من طراز quot;تو - 160quot; تستطيعان إختراق شبكات إصطياد الصواريخ. كما تستعد روسيا لنشر صواريخ quot;اسكندرquot; التكتيكية بالقرب من حدودها. وسوف تبدأ القوات الروسية في أقرب وقت بنشر صواريخ جديدة من طراز quot;س - 400quot; تستطيع تدمير الأهداف البالستية.
السياسة الروسية والغرب
تضمن تقرير تحليلي حول السياسة الخارجية نشرته وزارة الخارجية الروسية قبل أيام ما أعلنه الرئيس الروسي بوتين في عام 2006، وخاصة الدعوة إلى ضرورة مد النفوذ الروسي في الساحة الدولية وتنويع التوجهات الإقتصادية والسياسية الدولية. ولكن التقرير عرض لكل ذلك بصورة مائعة وكأن واضعيه قرروا ألا يساعدوا من يريد إستغلال إحتدام التناقضات بين روسيا والغرب.
وتزخر الوثيقة بانتقادات مباشرة وغير مباشرة، تستهدف سياسة الولايات المتحدة الأميركية. غير أن مضمون الوثيقة لا يعطي مبررًا للقول إن روسيا أعادت ترتيب الأولويات بشكل جذري.
ومن الواضح أن روسيا لن تنحرج من إعلان عدم إتفاقها مع الشركاء الغربيين عند الضرورة، ولكن لجهة عدم التوافق تمثل رغبة موسكو في إقناع الغرب بإحترام دورها المتزايد في إطار علاقات الشراكة. ولا تنوي روسيا إيجاد توجه مناوئ للغرب للسياسة العالمية، فيما يبدو. وعلى أي حال فإن الوثيقة التي أعدتها وزارة الخارجية الروسية تتحدث حول غير ذلك.
*د. ألكسي بوغاتوروف، أستاذ العلوم السياسية (نيزافيسيمايا غازيتا)
رجب سفروف، المدير العام للمركز الروسي للدراسات الإيرانية (فريميا نوفوستيه)
التعليقات