طهران قد ترجئ الإفراج عنها ولندن لا تسعى لمواجهة
بحارة تصبح محور أزمةبين إيران وبريطانيا
يأتي هذا في وقت إلتقى فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم في الرياض مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي وبحث معه قضية البحارة البريطانيين الـ 15، على ما أفاد مصدر من الوفد المرافق لبان. وقال المصدر إن اللقاء دام أكثر من ساعة وتم البحث بشكل خاص في الملف النووي الإيراني، وأثار الأمين العام مع السيد متكي موضوع البحارة البريطانيين. ولم يكن بوسع المصدر إعطاء أي تفاصيل إضافية عن المحادثات.
إحتمال إرجاء الإفراج عن البحارة
وقال علي لاريجاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي للتلفزيون الرسمي: quot;قلنا إن السبيل ممهد أمام الإفراج عن امرأة بين البحارة البريطانيين لكن إذا واجهتنا جلبة وسلوك غير لائق فسنوقف ذلك ولن يحدثquot;.
ونقلت وسائل الإعلام عن نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد رضا باهنر أن البحارة الموقوفين إعترفوا بدخولهم غير الشرعي إلى المياه الإيرانية. إذا تأكد أنهم فعلوا هذا عن طريق الخطأ، فالأمر يسوى بإعتذارات تقدمها الحكومة البريطانية، أما إذا تبين أنهم فعلوا ذلك عن عمد، فعلى حكومتهم أن تفسر هدف هذا الفعل.
من جهته أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي أن على بريطانيا الإدراك أن عهد التهديد قد ولى. وأضاف في تصريح نشرته وكالة الأنباء شبه الرسمية فارس أن التهديد بتجميد العلاقات وهذا النوع من التصريحات يزيد القضية تعقيدًا.
لندن لا تسعى للمواجهة
من جانبه، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الخميس إن بريطانيا لا تسعى لمواجهة مع إيران بشأن إعتقال 15 من أفراد البحرية الملكية البريطانية في الخليج الأسبوع الماضي. وقال للصحافيين: quot;نريد حل هذه المسألة. لا نريد مواجهة بسببها. نريد حلها بأسرع وقت ممكنquot;.
البحارة محور للأزمة
وبثت صور تورني (26 عامًا) وهي تدخن سيجارة بينما غطى شعرها الأشقر حجاب أسود في جميع أنحاء العالم ممّا أضفى لمسة إنسانية على موقف متوتر للغاية بالفعل. ووصفت الصحف البريطانية تصريحاتها التي أقرت فيها بدخول المياه الإيرانية وإعتذرت عمّا حدث بأنها دعاية إيرانية.
وكتبت صحيفة تايمز في الصفحة الأولى في عددها الصادر يوم الخميس أن إستعراض أم في حرب إيران الدعائية. أما عنوان صحيفة ديلي ميرور فكان quot;إساءةquot;. وذكرت وسائل الإعلام أن تورني تعيش في بلايموث بجنوب غرب إنجلترا مع زوجها آدم وابنتها مولي البالغة من العمر ثلاثة أعوام.
وعرض التلفزيون البريطاني صورة لتورني وهي تجلس مع أسرتها قبل الأزمة الإيرانية. وشكلت الصورة تناقضًا صارخًا مع الصور التي بثتها قناة العالم الإيرانية الحكومية الناطقة باللغة العربية. وعرضت القناة لقطات لتورني في زورق مع زملائها البحارة كما إلتقطت لهم صورًا وهم يتناولون الطعام من أطباق بلاستيكية في غرفة جيدة الإضاءة.
وأجريت مقابلة منفصلة مع تورني وحدها في غرفة مزدانة بستائر منقوشة بالورود. وقالت تورني بصوت رصين وقد بدا عليها الوجوم رغم هدوئها: quot;من الواضح أننا تعدينا على مياههمquot;. وحتى الرسالة المكتوبة بخط اليد والتي قيل إن كتابتها كانت مصاغة بعناية. وإعتذرت تورني عما يبدو أنه إنتهاك وحاولت أن تطمئن عائلتها بأنها بخير. وقالت: quot;أرجوكم لا تقلقوا علي. أنا صامدة. آمل ألا يطول الوقت قبل عودتي للمنزل للتحضير لعيد ميلاد موليquot;.
وتصادف أن أجرت هيئة الإذاعة البريطانية مقابلة معها قبل ساعات من إعتقالها يوم الجمعة الماضي. ووصفت تورني خلال المقابلة كيف تستمع بعملها لكنها قالت إنها تخصص نصف ساعة كل يوم للإتصال بعائلتها. وقالت: quot;أنا الأم الوحيدة على متن (السفينة) في هذه اللحظة. أناس كثيرون يجدون صعوبة في فهم السبب أو الكيفية التي أقوم بها بالعمل لكن طالما رغبت في الإنضمام إلى القواتquot;. وأضافت: quot;إبنتي تتقبل تمامًا ما أقوم به... طالما أنها سعيدة فإنني أستطيع مواصلة ما أقوم بهquot;.
وصادرت إيران زورقين محملين ببحارة بريطانيين في الخليج يوم الجمعة الماضي ممّا أثار أزمة دبلوماسية. وتصر طهران على أن البحارة كانوا داخل المياه الإيرانية عندما إعتقلتهم. وتقول لندن إن البحارة كانوا في مياه عراقية وكان لهم الحق في الوجود هناك وتطالب بالإفراج الفوري عنهم.
لا معلومات عن إحتمال زيارة البحارة
وفي سياق متصل أعلن دبلوماسي بريطاني اليوم أن السفارة البريطانية في طهران لا تملك معلومات عن إحتمال القيام بزيارة قنصلية للبحارة البريطانيين الـ15 المعتقلين منذ الجمعة، وعن إمكان الإفراج عن المرأة الوحيدة بينهم فأي تورني. وقال هذا الدبلوماسي الذي رفض كشف هويته: quot;السفير جيفيري ادامز طلب لقاء جديدًا مع المسؤولين في وزارة الخارجية ونحن ننتظر الردquot;. وأضاف: quot;لا نملك حتى الآن أي معلومة حول زيارة قنصلية للبحارة الـ 15 والإفراج عن السيدة تورنيquot;.
ولم تتلق بريطانيا تأكيدًا مباشرًا من الحكومة الإيرانية حول إمكان إجراء إتصال قنصلي بالبحارة المعتقلين في طهران، على ما قال الخميس متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية.
التعليقات