موسكو: تفيد التسريبات الصحافية بأن القوات المسلحة الأميركية إنتهت من إعداد عدتها لشن عملية عسكرية ضد إيران. وكان مسؤول أمني روسي قد طلب عدم الكشف عن اسمه، وقال إن القوات الأميركية ستبدأ هجمة جوية على إيران في ليلة 6 نيسان (أبريل). وينفي الأميركيون صحة أخبار من هذا القبيل. غير أن الكثير من المحللين العسكريين يميلون إلى الإعتقاد بأن الحرب لا يمكن تفاديها خاصة وأن الولايات المتحدة كثفت نشاطها العسكري في الخليج الفارسي.

وإعتبر الخبير العسكري الروسي الجنرال ليونيد إيفاشوف أن قضية البحارة الإنكليز المحتجزين لدى إيران يمكن أن تمثل فتيلاً لإشعال نار الحرب. ورأى المحلل السياسي الروسي ألكسي ماكاركين أن ما يشهده الخليج الفارسي من نشاط عسكري أميركي لا يعدو كونه quot;قرقعة بالسلاحquot; معتبرًا أن الأميركيين يفهمون أنهم سيفجرون العراق الذي يشكل الشيعة 60% من سكانه لمجرد أن يبدأوا الحرب في إيران.

وفي ظن الخبير الأميركي ستيفين كوهين، أستاذ جامعة نيويورك، فإن إندلاع quot;حرب كاملةquot; بين الولايات المتحدة وإيران أمر غير ممكن لأن الولايات المتحدة لا تستطيع خوض حرب من هذا القبيل في الوقت الراهن، إذ يكفيها ما يجري في العراق. أما إجراء هجمات جوية ضد إيران فإن هذا محتمل الوقوع.

المشكلة الإيرانية تفعلالتعاون الروسي الأميركي

رأى الكثير من المراقبين أن الأمل في توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن كان يقوي روح الصمود في طهران. غير أن إتفاق أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين بمن فيهم روسيا، وأيضًا ألمانيا على فرض عقوبات جديدة ضد طهران إعتبر بمثابة ما يشير إلى أن آمالاً من هذا القبيل في طريقها إلى الذوي. وجدير بالذكر أيضًا أن روسيا بدأت تستدعي خبراء يعملون في ورشة بناء محطة بوشهر النووية من إيران من دون أن ترسل من يحلون محلهم متذرعة بأن إيران لا تدفع.

وبات من الواضح أن تفاقم المشكلة الإيرانية حث القوى الرئيسة في العالم على التعاون حتى لا تصبح هذه المشكلة مستعصية على الحل. كما بات من الواضح أن واشنطن إعتبرت أن الإنتقادات التي أعلنها الرئيس الروسي بوتين في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية كانت في محلها من حيث إن الأميركيين لم يبذلوا جهدًا كافيًا لشرح موقفهم. ولهذا كثفت واشنطن مؤخرًا الإتصالات بموسكو وأجرى الرئيس بوش إتصالاً بالرئيس بوتين قبل أيام.

وتتيح وقائع من هذا النوع للمراقبين إستنتاج أن الولايات المتحدة وروسيا تتعاونان في قضايا محددة مثل القضية الإيرانية أو الكورية الشمالية أو الشرق أوسطية. وفي الوقت نفسه تتنافسان في الساحة السوفيتية سابقًا وفي أوروبا. ولكن ذلك ليس من قبيل المواجهات التي تتماشى مع روح الحرب الباردة بل يرجح أن يكون تفاعلاً في وقت لا تلتقي فيه كل المصالح.