طالباني في لندن والبرلمان يصوت على الوزراء الجدد اليوم
الأنفال: الإستماع إلى أقوال المتهمين الأخيرة قبل الحكم
أسامة مهدي من لندن : يصوت مجلس النواب العراقي اليوم على الوزراء الجدد الذين سيعينون في تغيير وزاري سيعلنه رئيس الحكومة نوري المالكي، تستمع المحكمة الجنائية العليا إلى آخر الأقوال التي سيدلي بها المتهمون الستة من كبار العسكريين العراقيين السابقين، قبل تحديد موعد جلسة النطق بالحكم، وبعد أن تم أمس الإنتهاء من الإستماع إلى مطالعات جميع محامي الدفاع. ففي جلستها التاسعة والخمسين اليوم، تستمع المحكمة الجنائية العراقية العليا إلى آخر الأقوال التي سيدلي بها المتهمون قبل تحديد موعد النطق بالحكم في القضية، والذي يتوقع أن يكون الشهر المقبل. ويتنتظر أن يركز المتهمون في أقوالهم على أنهم كانوا ينفذون أوامر عسكرية عليا، وأنهم أدوا واجبهم في الدفاع عن العراق، في وقت كانت فيه البلاد تخوض حربًا ضد عدو خارجي هو إيران.
وكان رئيس هيئة الإدعاء العام، قد طلب في الثاني من الشهر الماضي إنزال عقوبة الإعدام بخمسة من المتهمين، وتجريمهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية منظمة ومتعمدة ضد ابناء الشعب الكردي وتبرئة المتهم السادس طاهر توفيق العاني وتخفيف الاعدام عن صابر الدوري مدير الاستخبارات السابق. كما تلا قاضي المحكمة محمد الخليفة العريبي في جلسة سابقة، التهم ضد المتهمين الستة واحدًا بعد الآخر، وهي تتعلق بإرتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية، وثالثة بالإبادة الجماعية وعقوبة كل واحدة منها الإعدام... لكن جميع المتهمين دافعوا بأنهم أبرياء .
المتهم الرئيس في القضية بعد إعدام صدام حسين
ويعتبر المتهم الرئيس في القضية حاليا علي حسن المجيد، بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يعتبر المتهم الرئيس فيها، حيث تؤكد العديد من الوثائق أنه وراء الأوامر التي صدرت بقصف القرى الكردية بالأسلحة الكيمياوية. وعرض الإدعاء خلال الأشهر الماضية حوالى 60 وثيقة صادرة عن مديرية الإستخبارات العسكرية، وادارة الحكم الذاتي ومديرية الامن صيف عام 1987 تدعو قوات الجيش إلى تنفيذ الاعدام بأي شخص يدخل مناطق تم حظر الدخول إليها، ممن تتراوح اعمارهم بين 15 و70 عامًا من دون محاكمة، ولكن بعد التحقيق معهم للإستحصال على معلومات منهم واستخدام الطائرات لضرب من يدخل هذه المناطق ايضًا .
وقد تم إسقاط التهم عن صدام حسين المتهم الرئيس في القضية بعد إعدامه عقب أربعة أيام من مصادقة هيئة التمييز العراقية على قرار محكمة الدجيل التي أدانته وعدد من مساعديه في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بالمسؤولية عن مقتل 148 مواطنًا من أبناء تلك البلدة الواقعة شمال بغداد، عقب محاولة جرت لإغتياله هناك عام 1982 خلال الحرب العراقية الإيرانية. واستمعت المحكمة منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من آب (اغسطس) من العام الماضي، إلى حوالى 100 مشتكٍ وشاهد وخبير أجنبي، كما عرض عليها حوالى 60 وثيقة رسمية حيث يوجد هناك 1270 شاهدًا ومشتكيًا، لكنها اكتفت بهؤلاء موضحة انه في قضايا جرائم الابادة الجماعية يكون هناك عادة عدد ضخم من الشهود والمشتكين مما يتعذر الإستماع اليهم جميعهم.
المتهمون في قضية الأنفال
والمتهمون الستة الآخرون، إضافة إلى صدام حسين الذي أسقطت عنه التهم، إثر تنفيذ حكم الاعدام بحقه في الثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولاً عن المنطقة الشمالية، وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق، وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق، وطاهر توفيق العاني العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال، وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشرقية . ويواجه المجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية، فيما يواجه المتهمون الآخرون تهمًا بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الأكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر، والتي يقولون إن أكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها، فيما نزح عشرات الآلاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة quot;كيمائيةquot; على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية، حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد أن قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية. وقد سميت الحملة quot; الأنفالquot; نسبة إلى السورة رقم 8 من القرآن الكريم. وquot;الأنفالquot; تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: quot; إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان quot;.
طالباني في لندن والبرلمان يصوت على وزراء جدد
وصل إلى لندن اليوم الرئيس العراقي جلال طالباني في زيارة تستمر حتى الأحد المقبل، حيث سيلقي يوم غد الجمعة محاضرة في جامعة اكسفورد (جنوب لندن)، يتحدث فيها عن الاوضاع في العراق من جميع النواحي السياسية والامنية والاقتصادية، والتحديات التي تواجهها الحكومة العراقية من قبل الجماعات المسلحة وفي مقدمتها تنظيم القاعدة. وسيلتقي طالباني يوم السبت مجموعة من السياسيين والبرلمانيين ورجال الاعمال البريطانيين، لكنه لم يعرف بعد فيما إذا كان سيلتقي برئيس الوزراء توني بلير الذي سيعلن اليوم قرارًا بتنحيه عن السلطة .
وبالتوازي مع ذلك سيصوت مجلس النواب العراقي في جلسة خاصة اليوم على الوزراء الجدد الذين سيتم تعيينهم في التغيير الوزاري الذي سيجريه نوري المالكي على حكومته. ويتوقع أن يشمل حوالى 7 وزارات من مجموع وزارات حكومته الإثنين والثلاثين .
وسيحل الوزراء الجدد محل وزراء الكتلة الصدرية الستة ووزير العدل من القائمة العراقية الذين اعلنوا انسحابهم من التشكيلة الحكومية في وقت سابق. وكان وزراء الكتلة الصدرية قد انسحبوا من حكومة المالكي في السادس عشر من الشهر الماضي بسبب عدم إقدامه على وضع جدولة زمنية لرحيل قوات الاحتلال.. فيما اعلن وزير العدل هاشم الشبلي انسحابه بشكل مستقل.
والوزارات التي شغرت بانسحاب الصدريين هي النقل والصحة والاثار والسياحة والمجتمع المدني وشؤون المحافظات. وسبق لكتلة التوافق السنية أن اشترطت لابدال وزرائها تغيير وزير الدفاع محمد عبد القادر العبيدي المحسوب ضمن حصتها،حيث يرى المالكي إن الوقت غير مناسب لتغييره. وقد علمت quot;ايلافquot; ان اقوى المرشحين لتولي حقيبة النقل هو سامي العسكري المستشار السياسي للمالكي حاليًا ولحقيبة الصحة الطبيب اكرم الحمداني .
وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد الأوساط السياسية في العراق لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية تلبية للعهد الذي قطعه نوري المالكي في مكالمة هاتفية مع الرئيس بوش في ختام أعمال مؤتمر شرم الشيخ بشأن العراق. ومن المنتظر أن يعقد المؤتمر أواخر الشهر المقبل أو بداية تموز (يوليو) المقبل .
التعليقات