أسامة مهدي من لندن : انكر المتهم الخامس في قضية الانفال العراقية طاهر توفيق العاني السكرتير العام للجنة شؤون الشمال والقيادي البعثي سابقا توقيعه على خطاب القاضي يقترح فيه اعدام عشرة اكراد وقال انه كان على خلاف مع علي حسن المجيد المسؤول عن المنطقة الشمالية وابن عم الرئيس السابق صدام حسين وذلك لدى ادلائه لدفاعه اليوم امام المحكمة الجنائية العراقية في جلستها الرابعة والاربعين والتي تم تأجيلها الى يوم غد الخميس لاستكمال الاستماع لبقية المتهمين في القضية حول دورهم في ابادة عشرات الالاف من الاكراد وتدمير الاف من قراهم خلال عامي 1987 و1988 . طاهر توفيق العاني
وقد نفى العاني في جلسة اليوم ضلوعه فيما حدث خلال عمليات الانفال وقال quot;اني لم اعلم عن عملية الانفال اكثر مما يعلمه اي مواطن عراقي عادي خارج المسؤولية الادارية الا من خلال وسائل الاعلام.quot; واضاف ان عمل سكرتارية لجنة الشمال قد انتهى من الناحية الفعلية بعد ان انيطت بعلي حسن المجيد مسؤول تنظيم الشمال آنذاك صلاحيات مجلس قيادة الثورة المنحل عام 1987.
واكد انه لم يشارك في أي عمليات قتل للاكراد او يساهم في تسهيل ذلك . وعندما عرض القاضي محمد العريبي الخليفة خطابا بتوقيعه يقترح فيه عام 1986 اعدام عشرة اشخاص انكر انه هو موقعه . وهنا اشار المدعي العام منقذ ال فرعون الى ان الخطاب كان قبل الانفال ولا علاقة له بها .. فرد القاضي بانه يمكن احالة المتهم على قضية اخرى بتهمة اعدام اشخاص . واكد العاني انه كان على خلاف مع المجيد لان لكل منهما سلوكه من دون توضيحات اخرى .
وباستماع المحكمة لدفاع العاني في جلسة اليوم تكون تكون قد انتهت من الاستماع اضافة له لدفاع كل من : علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق .. فيما ستستمع يومي غد الى فرحان مطلك الجبوري مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية وتكون بذلك قد انتهت من الاستماع لدفاع جميع المتهمين .
منظمة كردية تطالب بشهادة المستشار العسكري لطالباني
وقد طالبت اللجنة العليا لمنظمة quot;جاكquot; الكردية المحكمة بإستدعاء وفيق السامرائي المستشار العسكري الحالي للرئيس جلال الطالباني ومدير الإستخبارات العسكرية في النظام السابق لبحث مدى تورطه في عمليات الأنفال .
وقال علي محمود عضو المنظمة المعنية برصد كل ما يتعلق بعمليات الأنفال التي إرتكبها النظام السابق ضد الأكراد العراقيين quot;رفع المركز دعوى رسمية ضد وفيق السامرائي بداية هذا الشهر ، يطلب فيها إحضاره أمام المحكمة الجنائية العراقية العليا كمتهم في جرائم الأنفال.quot; وأضاف في تصريح صحفي quot;ذكر المتهمون الذين يحاكمون الآن لتورطهم في تنفيذ عمليات الأنفال ضد الشعب الكردي عام 1988 أن السامرائي كان مشاركاً في تلك العمليات.quot;
وأشار إلى أن المتهم حسين رشيد التكريتي مدير دائرة العمليات التابعة لرئاسة أركان الجيش العراقي السابق قد اشارفي جلسات محكمة الأنفال السابقة الى إن السامرائي كان من بين القادة المتورطين في تنفيذ عمليات الأنفال.quot;
وأوضح محمود أن مركز جاك يطالب المحكمة باستدعاء السامرائي ورفع الحصانة عنه كونه يشغل حاليا منصب المستشار العسكري لطالباني. وكان السامرائي قد انشق عن النظام السابق وهرب الى كردستان أواخر عام 1994 قبل تسع سنوات من سقوط نظام صدام حسين في نيسان (إبريل) عام 2003 . وتأسس مركز حلبجة حول جرائم الانفال والإبادة الجماعية ضد الكرد quot;جاكquot;عام 2002.
شريط عن تهجير واعدامات باوامر من المجيد
وقد عرض رئيس هيئة الادعاء العام منذر آل فرعون في جلسة المحكمة الاحد الماضي شريطا تم تصويره في قرية بهدينان الكردية عام 1988 يظهر فيه المجيد مع مجموعة من الضباط وهو يصدر اوامر لهم بالضرب بالمدافع مناطق كردية وتهديم قراها .. كما اظهر عمليات تنفيذ الاعدام رميا بالرصاص ضد اكراد اضافة الى توضيح وجود عشرات من النساء والاطفال المهجرين من قراهم .
الاستماع لدفاع المحامين ومطالعة الادعاء العام
ومن المقرر ان تباشر المحكمة بعد الانتهاء من اقوال المتهمين حول التهم المنسوبة لهم بالاستماع الى مطالعة الادعاء العام ودفاع محامي المتهمين الذين كان عدد منهم قد اشار
خلال جلسات سابقة الى ان العديد من القادة والضباط السابقين في الجيش العراقي يشكلون شهود دفاع مهمين عنهم لكنه تعذر الوصول اليهم بسبب مغادرة بعضهم للعراق واغتيال اخرين بينما رفض البعض الادلاء بشهاداتهم خوفا .
ويعتبر المتهم الرئيسي في القضية حاليا علي حسن المجيد بعد تنفيذ حكم الاعدام بصدام حسين الذي كان يعتبر المتهم الرئيسي فيها حيث تؤكد العديد من الوثائق انه وراء الاوامر التي صدرت بقصف الكرى الكردية بالاسلحة الكيمياوية . وعرض الادعاء خلال الاسابيع الثلاثة الماضية حوالي 60 وثيقة صادرة عن مديرية الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشرقية وادارة الحكم الذاتي ومديرية الامن صيف عام 1987 تدعو قوات الجيش الى تنفيذ الاعدام باي شخص يدخل مناطق تم حظر الدخول اليها ممن تتراوح اعمارهم بين 15 و70 عاما من دون محاكمة ولكن بعد التحقيق معهم لاستحصال معلومات منهم واستخدام الطائرات لضرب من يدخل هذه المناطق ايضا .
وتعقد محكمة الانفال جلساتها للاستماع الى اقوال خبراء والاطلاع على وثائق تتعلق بقضية عمليات الانفال الناتجة عن استخدام النظام السابق للاسلحة الكيمياوية ضد الاكراد عامي 1987 و1988 مما اسفر عن مصرع حوالي 180 الف كردي وتشريد الاف اخرين وتدمير 3 الاف قرية.
وكان صدام حسين المتهم الرئيسي في القضية قد تم اسقاط التهم عنه بعد إعدامه عقب أربعة أيام من مصادقة هيئة التمييز العراقية على قرار محكمة الدجيل التي أدانته وعدد من مساعديه بالمسؤولية عن مقتل 148 مواطنا من أبناء تلك البلدة الواقعة شمال بغداد عقب محاولة جرت لإغتياله هناك عام 1982 خلال الحرب العراقية الإيرانية.
وقد استمعت المحكمة منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي الى حوالي 100 مشتكيا وشاهدا وخبيرا اجنبيا كما عرض عليها حوالي 60 وثيقة رسمية منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي حيث يوجد هناك 1270 شاهدا ومشتكيا لكنها اكتفت بهؤلاء موضحة انه في قضايا جرائم الابادة الجماعية يكون هناك عادة عدد ضخم من الشهود والمشتكين مما يتعذر الاستماع اليهم جميعهم.
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين الذي اسقطت عنه التهم اثر تنفيذ حكم الاعدام بحقه في الثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) الماضي هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العاني العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية.
ويواجه المجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة quot;كيمائيةquot; على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة quot; الأنفالquot; نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: quot; إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان quot;.
التعليقات