نبيل شرف الدين من القاهرة : التشريع أو الرقابة، قياساً بدور مجلس الشعب، غير أن الأجواء المتوترة التي أحاطت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى هذه المرة، خاصة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، غيرت واقع الحال إلى حد ما، وإن بدا الإقبال حتى عصر الاثنين محدوداً ومتواضعاً بشكل واضح، باستثناء الدوائر التي يخوض فيها 19 مرشحاً من جماعة الإخوان المسلمين تلك الانتخابات .
واحتدمت المنافسة بقدر من السخونة في بعض الدوائر الانتخابية، على الرغم من مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسة الثلاثة لتلك الانتخابات التي تجري على 77 مقعدًا بعد فوز 11 بالتزكية من مجمل مقاعد مجلس الشورى البالغ عددها 264 مقعدًا، في حين سيُعين الرئيس المصري 44 عضوًا آخرين .
واتسمت أجواء الانتخابات بقدر متفاوت من السخونة، فبينما تمكنت ـ كعادتها ـ جماعة الإخوان من حشد ناخبيهم وفق ترتيب ونظام محكم، بالمقابل حشد أنصار الحزب الوطني (الحاكم) ناخبيه وسط هتافات ولافتات تحمل تأييدًا للرئيس المصري، غير أن اللافت في هذه الانتخابات هو الغياب الكامل لكل القوى السياسية المعارضة، خاصة بعد مقاطعة أحزاب المعارضة الثلاثة (الوفد والتجمع والناصري)، مما يعكس حالة استقطاب حادة داخل المجتمع المصري بين فصيلين كبيرين هما : quot;الإخوان المسلمونquot;، والحزب الوطني (الحاكم) الذي طالما وجهت إليه اتهامات بتداخله مع مؤسسات الدولة، واستغلالها لصالح مرشحيه في كل انتخابات عامة شهدتها مصر منذ بداية التعددية الحزبية في البلاد إبان عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات .
إقبال متواضع
وقالت مصادر أمنية وأخرى محلية، إن المواطن أحمد عبد السلام غانم وهو من مؤيدي المرشح المستقل محمد ضياء محمود في دائرة في محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة، لقي حتفه في اشتباك مع مؤيدي مرشح ينتمي إلى الحزب الوطني (الحاكم)، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه ليس لجماعة الإخوان المسلمين مرشحون في الدائرة ولا صلة لها بهذه الواقعة .
وتقدَّم لهذه الانتخابات 665 مرشحاً، من بينهم 19 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بينما تقدَّم الحزب الوطني الحاكم بـ109 مرشحين، والباقي من مرشحي الأحزاب الصغيرة والمستقلين؛ حيث قرَّرت أحزاب المعارضة المصرية الرئيسة مقاطعة هذه الانتخابات؛ فتأكدت عدم مشاركة أحزاب الوفد والتجمع والناصري في هذه الانتخابات، بينما حرصت أحزاب أخرى صغيرة على المنافسة؛ حيث دفع حزب التكافل بـ26 مرشحًا من بينهم ست سيدات في الانتخابات، كما رشَّح الحزب الجمهوري الحر 22 مرشحًا، وحزب الشعب بمرشحٍ واحد فقط .
هذا ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الاثنين المقبل في حالة الإعادة فيما ينتظر أن يصدر قرار جمهوري بتعيين 44 عضوا عقب إعلان النتيجة الرسمية النهائية في وقت لاحق .
وأعلنت أحزاب الوفد، والتجمع والناصري المعارضة مقاطعة هذه الانتخابات، وقال ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري إن للحزب موقفاً واضحاً من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو تفضيل المقاطعة على المشاركة بسبب التجاوزات التي تشهدها هذه الانتخابات عادة، حيث يصر الحزب الحاكم على الانفراد بالقرار وفرض سطوته على الحياة السياسية، عبر تزوير إرادة الناخبين وشراء الأصوات، وبالتالي لا يمكن أن نشارك في انتخابات تستخدم فيها هكذا أساليب .
وتجري انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الشورى المصري كل ثلاث سنوات على 88 مقعداً من إجمالي 264 نائباً، ينتخب منهم 176 عضواً بالاقتراع الشعبي، فيما يعين رئيس الجمهورية ثلث أعضائه (88 عضواً) وكان الرئيس حسني مبارك قد عين عددا من قادة أحزاب المعارضة، منهم رفعت السعيد رئيس حزب التجمع اليساري، ومحمد سرحان نائب رئيس حزب الوفد اليميني .
التعليقات