عمان: يجري الرئيس الفلسطيني محمود عباس محادثات في عمان الخميس مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز حول تداعيات الاقتتال بين فتح وحماس قبل أسبوعين في قطاع غزة واحتمالات استئناف الوساطة السعودية لأنهاء الأزمة.
ويأتي ذلك بعد محادثات العاهل الأردني عبد الله الثاني ونظيره السعودي التي اتفقا خلالها على مساندة الشرعية الفلسطينية ممثلة بالسلطة الفلسطينية برئاسة عباس، زعيم حركة فتح، كبرى فصائل منظمة التحرير.
وقد حذر بيان مشترك أصدره العاهلان السعودي والأردني بعد اجتماعهما في عمّان من خطورة الانقسامات الفلسطينية.
وفي غضون ذلك، طالب المسؤول الفلسطيني ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حركة حماس مجددا بإنهاء quot;الانقلابquot;، واتهم إيران بالوقوف وراء أحداث غزة وتوظيف quot;الورقة الفلسطينية في صراعها مع الولايات المتحدة من أجل اثبات نفسها قوة إقليميةquot;.
وقال عبد ربه إن عباس سيشرح quot;لراعي اتفاق مكّة كيف انهار هذا الاتفاق بفعل العملية الانقلابية في غزةquot; في إشارة إلى سيطرة كوادر حماس على القطاع.
واعتبر عبد ربه أن إحياء الاتفاق quot;يتطلب العودة أساسا إلى الشرعية الفلسطينية وإنهاء الانقلاب بكل ما ترتب عليه من أعمال على الأرض هدّدت وحدة الوطن وبفصل غزة عن الضفة ودبّ الفوضى في صفوف الشعب الفلسطينيquot;.
إلى ذلك رأى عبد ربه، الذي وصل برفقة عباس إلى عمان، أن quot;كل مبررات الانقلاب لا ترقى إلى مستوى هذا الخطر الذي يلحق بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيةquot;.
وشدد على ضرورة أن يسبق الحوار مع حماس quot;الإقرار بأن هناك شرعية واحدة، وبدون ذلك يعني أن السلطة سوف تقر بالواقع الذي أحدثه الانقلابيون على الأرض، ولهذا مخاطر كبيرة لا يمكننا القبول بهاquot;.
وأعرب عن الأمل في quot;استمرار الدور السعودي، وكذلك الأردني والمصري من أجل حماية القضية والشعب من أي أخطار يمكن أن تهدده في هذه المرحلة المصيرية خصوصا وأن هناك كثيرا من الأيدي الإقليمية تحاول استخدام ورقة الانقلابيين في غزة لكي تعمل على إذكاء نار الصراع الداخلي واستخدام الورقة الفلسطينية في خدمة مصالحها quot;.
وحين سئل عن هذه quot;الأيديquot; أجاب عبد ربه quot;هي تكشف عن نفسها بنفسها، استمعنا أمس إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وهو يتدخل بشكل فظ في الشؤون الداخلية الفلسطينية ويهاجم الحكومة الفلسطينية الجديدةquot;.
وأردف قائلا quot; في الوقت نفسه نعرف تماما بأن إيران لم يكن لها دور إيجابي في القضية الفلسطينية وهي تريد في إطار عملية المساومة مع الولايات المتحدة استخدام الورقة الفلسطينية مثلما تستخدم أوراق أخرى حتى يتم الاعتراف بها كقوة اقليمية في المنطقةquot;.
وقال quot; لا نريد أن نكون ضحايا الصراع أو ورقة في يد أحد، لا الولايات المتحدة أو الإيرانيين أو أي طرف آخرquot;.
وشدد عبد ربه على رغبة عباس في تسوية أزمة غزة. وقال quot;لا نرحب فقط بالوصول إلى حل، بل نسعى إليه لأن أمامنا تحديات كثيرة ولا نريد لصراع داخلي أن يلهينا أو يضعفنا في مواجهة الاحتلالquot;.
ولم يتسن معرفة موقف حماس حيال لقاء عباس مع العاهل السعودي في عمان، التي طردت ممثلي هذه الحركة الإسلامية الفلسطينية قبل ثماني سنوات.
التعليقات