يستمر حتى مساء الأحد في ضاحية باريس
حوار الأفرقاء اللبنانيين quot;فالصوquot;= لا أمل
إيلي الحاج من بيروت، باريس، وكالات: يردد اللبنانيون، كبيرهم وصغيرهم، وعفوياً كلمة quot;فالصوquot; عند تطرقهم إلى اللقاء الحواري اللبناني الذي افتتحه وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير السبت ويستمر إلى مساء الأحد في quot;لاسل سان كلوquot; في ضاحية باريس. يعني هذا التعبير quot;فاشلquot; أو quot;بلانتيجةquot; ولا يطلقونه من عبث فلهم مع طرفي النزاع 14 و8 آذار/ مارس تجربتين أهم في جلسات الحوار الوطني قبل حرب الصيف الماضي بين إسرائيل وquot;حزب اللهquot; وفي جلسات التشاور، وكلها عقدت في وسط بيروت، تحديدا في مقر مجلس النواب وبإدارة رئيسه ولم تخرج بإيجابية واحدة عملياً.
وحتى البنود التي اتفق عليها المتحاورون، مثل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وترسيم الحدود وتحديدها والتبادل الدبلوماسي مع سورية ونزع سلاح الميليشيات الفلسطينية خارج المخيمات بقيت حبراً على ورق ولم تر طريقها إلى التنفيذ، تاركة محلها مجالات واسعة للإتهامات المتبادلة بالإرتهان للخارج وبما هو أسوأ منم الإرتهان. فلماذا يتوقعون خيراً يأتيهم من ربوع فرنسا على أيدي أطراف لم يصدر عنهم خير على أرض بلادهم ومن أجلها. أم أن المزار القريب لا يشفي؟
ولعل في ما قاله مسؤول في الخارجية الفرنسية قبل ساعات من انعقاد المؤتمر quot;الأشبه بالأكاديميquot; ما يعزز الإنطباع المسبق لدى اللبنانيين عن اللقاء. قال عن المبادرة الفرنسية quot;إنها بسيطة، واضحة، ودية ومتواضعةquot;. وأضاف : quot;سيكون هذا اللقاء مؤتمرا لمعاودة الحوار واعادة الثقة، ولكن اذا كانت مفاوضات ستجري، فيجب ان تجري في لبنانquot;. ولم ينس أن يحذر من quot;المبالغة في الأملquot;. وهو على حق خصوصاً أن رئيس حركة quot;أملquot; الذي هو رئيس مجلس النواب نبيه بري أوفد شقيقه وأحد المسؤولين في حركته لتمثيله في المؤتمر الباريسي بدل أن يختصر وينتقل من مقره إلى مجلس النواب ويفتح الأبواب أمام نواب الأمة ليناقشوا أوضاع البلاد تحت قبة البرلمان.
إلا أن فرنسا أرادت إنجازاً وإن شكلياً يثبت عودتها إلى الساحة اللبنانية التي باتت مفتوحة للجميع بعدما كانت حكرا على سورية أكثر من 15 عاماً. وأرادت إيران أن تعطي فرنسا شيئاً ما وإن كلن بلا قيمة فعلية لحاجتعها إلى دور باريس في صراعها مع الولايات المتحدة وبقية الغرب حول مفاعلاتها النووية. فكان هذا الحوار، الذي سيتحدث فيه كل طرف مرة أخرى كأنه يتكلم إلى نفسه.
على سبيل المثال الحل الذي سيقترحه وفد quot;حزب اللهquot; في لقاء لاسل سان كلو بحسب المسؤول عن العلاقات الدولية في الحزب نواف الموسوي يقوم على quot;وقف التدخل الاميركي في لبنان، واذا تعذر ذلك بضغط الأصدقاء او الحلفاء، فيمكن تحييد لبنان عن هذا التدخل من خلال اعادة تكوين السلطة والحياة السياسية بقانون انتخابي متوازن وانتخابات نيابية مبكرة تعكس التمثيل الحقيقي للقوى السياسية. واذا تعذر ذلك أيضا فبحكومة وحدة وطنية تؤدي الى انهاء حالة التوتر وتنهي حالة الاستئثار والتفرد وتحقق الشراكة الحقيقية، وتشيع مناخ الثقة وتؤمن المدخل لمناقشة كل الأمور السياسية ومنها استحقاق رئاسة الجمهوريةquot;.
أما قوى 14 آذار/ مارس التي اجتمع ممثلوها إلى المؤتمر قبل توجههم إلى باريس في مقر اقامة الوزير مروان حماده فقال أحد أركانها أنه تبين لها بعد جسّ نبض مع شخصيات في المعارضة، أن لا مجال للتوصّل الى تسوية داخلية، لأن قوى 8 اذار/ مارس ليس في إمكانها الدخول في حل، بفعل الرفض السوري - الايراني المشترك لأي استقرار وإن كان نسبياً في لبنانbull; وتوقع أن تبقى الأزمة في إطار من المراوحة في المدى المنظور، وبالتفجير في المدى المتوسط، quot;لأن دمشق لن تمرر بهدوء المرحلة الفاصلة عن إنشاء المحكمة الدولية نهاية هذا العام، في حال لم تحصل على ما تبغيه من تطمينات وضماناتquot;.
وبطبيعة الحال تقول القوى المقابلة(8 آذار) الكلام نفسه لكنها تتستبدل بكلمة quot;دمشقquot; كلمة quot;واشنطنquot;. في ظل هذه المواقف التي لا يبدو أنها قابلة للتغيير أو التعديل في الجوهر لماذا اللقاء quot;الفالصوquot; في فرنسا؟
اختتام لقاء لاسل سان كلو مع أمل اجراء محادثات في لبنان
و قد ختم الحوار اللبناني مشاوراته اليوم ببارقة أمل في اجراء المزيد من المحادثات في لبنان مع وعد فرنسي برعاية اي تطور في هذا المنحى. وقال كوشنير الذي ترأس الاجتماع في مؤتمر صحافي اثر اللقاء بين الفرقاء اللبنانيين انه سيزور لبنان في ال28 من يوليو الجاري لمواصلة الحوار الذي بدأ بين الاطراف اللبنانيين مؤكدا quot;احراز تقدم مهم فيهquot;.
وفي هذا السياق قال الوزير الفرنسي في المؤتمر الذي عقده من دون مشاركة المندوبين اللبنانيين انه quot;قرر التوجه الى بيروت ليومين على الاقل على أمل في احراز تقدمquot; مشدد على ان quot;تقدما مهما سجل في الحوار بين الاطراف اللبنانيينquot;. وفي تعليق له على اجتماع سان كلو اوضح quot;ان الاجواء كانت متوترة نوعا ما احيانا في اليوم الاول واكثر صفاء في اليوم التالي لتصبح ودية احياناquot; قبل ان يردف قائلا quot;وهنا ازن كلامي جيدا..وحتى اخويةquot; في اشارة الى طبيعة الاجتماع. ووصف اللقاء بأنه quot;مفيد وسمح quot; لأنه سمح للاطراف الذين انقطع الحوار في ما بينهم باجراء اتصال مباشرquot; مؤكدا ان الحوار سيتواصل quot;وهو متواصل من الانquot;.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان المتحاورين تحدثوا عن الاستحقاق الرئاسي والمشكلات التي يمر بها لبنان وحكومة انقاذ وطني وانهم اكدوا quot;تمسكهم بأسس الدولة اللبنانية واستقلال لبنان وسيادته ورفضهم أي وصاية اجنبية واحترام الدستور وميثاق 1943 واتفاق الطائف ودعم الجيش اللبناني وعدم اللجوء الى العنف السياسي وحل خلافاتهم بالطرق السلمية. كما ذكر انهم quot;شددوا على ضرورة ابقاء التواصل وتعهدوا بابداء ضبط النفس في التصريحات الاعلامية والعمل على وضع مدونة شرف في هذا المجالquot; بيد انه لم يتم الاعلان عن أي آلية لمتابعة الحوار من جانب اللبنانيين.
لكن لمتابعة اجتماعات سان كلو قال كوشنير ان السفير جان كلود كوسران الذي حضر هذه الاجتماعات سيزور لبنان اعتبارا من الاربعاء ليكون في تصرف الاطراف اللبنانيين الى جانب السفير الفرنسي في لبنان برنار ايمييه.
وفي اطار متابعة بلاده لاجتماعات سان كلو قال quot;ان فرنسا صديقة كل الطوائف والمجموعات اللبنانيةquot;. وقال ان كوسران سيواصل اتصالاته التي شملت في السابق ايران والولايات المتحدة والسعودية بمعزل عن سوريا.
وردا على سؤال حول ما اذا كان كوسران يعتزم زيارة دمشق هذه المرة قال كوشنير quot;سنرى اذا كان سيتوجه الى سورياquot; قبل ان يوضح quot;انه عندما نواجه ازمة ينبغي الحديث مع كل الاطراف المعنيين..وهذا ما سنفعله على الارجح اذا كان ذلك يخدم القضية أي سيادة لبنان واستقلالهquot;. ومع سعي جميع الاطراف الى التخفيف من حدة التوقعات بالنسبة الى نتائج الحوار الا ان باريس اكدت في هذا السياق quot;ان الهدف هو اشاعة اجواء الثقة بين مختلف الاطراف وليس بالضرورة التوصل الى نتائج ملموسةquot;.
حمادة يعتبر اللقاء في فرنسا quot;بدايةquot; رغم استمرار نقاط خلافية
إلى ذلك اعتبر وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة ان لقاء الاطراف اللبنانيين في فرنسا الذي اختتم الاحد شكل quot;بدايةquot; مع استمرار نقاط خلافية حول الاستحقاق الرئاسي وحكومة الاتحاد الوطني.
واعرب حمادة الذي شارك في الاجتماعات ممثلا للزعيم الدرزي وليد جنبلاط عن اعتقاده ان الاطراف اللبنانيين لن يعقدوا اجتماعا قبل زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت في 28 تموز/يوليو.وقال حمادة الذي ينتمي الى الاكثرية النيابية في تصريح لوكالة فرانس برس تعليقا على نتائج لقاء سان كلو (غرب باريس) برعاية كوشنير ان ما حصل quot;بداية مع الامل ان تتطور الى المزيد وقد وفقت الدبلوماسية الفرنسية في كسر الجليد بين فرقاء لبنانيين لم يكونوا يتواصلون او يتحادثون او حتى يتهاتفون خلال سبعة اشهر. وهذا انجاز بحد ذاتهquot;.
واضاف quot;لكن الحصيلة كانت لتكون افضل لو توافقنا على اعادة الحوار الى بيروت ورفع مستواه والقبول بترابط وتزامن الاستحقاق الدستوري الذي يعول عليه اللبنانيون للانتقال من عهد الى عهد، وحكومة الاتحاد الوطني بضمانات متبادلةquot;.واشار الى عدم وجود استعداد من قبل المعارضة quot;للالتزام بالاستحقاق الرئاسي مع اصرار على قيام ما يسمى بحكومة اتحاد وطنيquot;.واضاف quot;ابدينا من جانبا كل استعداد لقيام مثل هذه الحكومة بضمانات متبادلة لتكون وفاقية وليس تعطيليةquot;.وتابع quot;ما حصل في النهاية هو التوافق على بعض المسلماتquot;.لكنه شدد على ان quot;الاجواء كانت صريحة وجدية ولم يسدها التوتر او التشنج السائدان في بيروتquot;.
من جهته اعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية (من الاكثرية النيابية) جوزف نعمة في تصريح لوكالة فرانس برس ان اللقاء لم quot;يشكل فشلا ابداquot; مشيرا الى ان quot;نقاط التلاقي اكثر من نقاط الخلاف رغم وجود خلاف في الجوهرquot;.
واوضح ان الاجواء كانت quot;ايجابية جدا وهادئة ومتزنةquot; مشددا على توافر النية والرغبة للسعي الى ايجاد حلول ناجعة وناجزة من شأنها ان تخرج البلدة من دوامة الخوفquot;.وقال نعمة ان الاختلاف الرئيسي يتمحور حول quot;الجدلية القائمة حول تزامن الحكومة ورئاسة الجمهورية مع اصرار الجميع على عدم ادخال البلاد في التعطيل او الفراغ مع اجماع على العودة الى المؤسساتquot;.وقال ان اطراف المعارضة ابدوا رغبتهم quot;بالعودة الى قيادتهم لكن ثمة اتفاق ضمنيا لمتابعة ما بوشر في لا سيل سان كلوquot;.
التعليقات