صنعاء: أفاد موظفو الإغاثة أن الأطفال والمراهقين في محافظة صعدة، شمال اليمن، يعانون من مستويات عالية من الصدمة النفسية نتيجة استمرار المواجهات بين القوات الحكومية والثوار الشيعة.

وتعتمد إفادتهم جزئيا على نتائج المسح الذي أجرته الجمعية الطبية الخيرية، وهي منظمة غير حكومية محلية، ومولته منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف). وقد غطى هذا المسح الاجتماعي النفسي الخمس عشرة مقاطعة بمحافظة صعدة خلال الفترة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول 2007.

وقد تم اختيار عينة بحث قوامها حوالي 1,400 مشارك، منهم 630 طفلاً ومراهقا. وكان 92.4 بالمائة من المشاركين في المسح شهودا على النزاع المسلح، في حين تم إجلاء 5.7 بالمائة مؤقتاً من قراهم خلال المواجهات المسلحة، وأُجبِر 44 بالمائة على الاختباء لإنقاذ حياتهم، وكان 43.4 بالمائة شهوداً على تدمير بيوتهم أو بيوت أصدقائهم، وشعر 28 بالمائة أنهم على وشك أن يلقوا حتفهم في المواجهات، وأصيب 15 بالمائة بجروح في حين عانى 13.8 بالمائة من فقدان واحد من أفراد الأسرة على الأقل ولم يتمكن 10 بالمائة من العثور على أحد أفراد أسرتهم الذين يعتبرون في عداد المفقودين.

وفي هذا الإطار، قالمحمد المكرمي، المنسق التقني لمشروع الدعم الاجتماعي النفسي، أن 53.2 بالمائة من المشاركين في المسح يعانون من أعراض اكتئاب شديد، و49.2 بالمائة يعانون من أعراض ما بعد الصدمة النفسية. حيث قال: quot;وفقا للنتائج، يعاني سكان صعدة من مستويات عالية من أعراض الصدمة النفسية مقارنة مع المجتمعات التي عانت أو لا زالت تعاني من نزاعات مسلحة مثل نيبال وفلسطين وإيرانquot;.

وقد تضمنت الأعراض، وفقاً للمكرمي، الكآبة والقلق ومشاكل سلوك وعدوانية وأعراض أخرى جسدية مثل الغثيان وأوجاع الرأس والخفقان.

ولا يتوفر بمحافظة صعدة التي يصل عدد سكانها إلى 700,00 نسمة سوى سبع مرافق صحية ليس فيها أي مركز متخصص في الحالات النفسية.

التدريب

في 16 فبراير، بدأت الجمعية الطبية الخيرية ورشة تدريب في مدينة صعدة تستمر على مدى أسبوعين وتستهدف 70 شخصا محلياً. ويضم المتدربون عمالاً في قطاع الصحة والتربية ومنظمات المجتمع المدني وقادة المجتمعات المحلية. وسيتعلم المتدربون، حسب محفوظ الكدم المسؤول الإعلامي بالجمعية، كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية كما سيتم تزويدهم بكتيبات مطبوعة حول الموضوع.

وسيتم إرسال المتدربين بعد انتهائهم من التدريب إلى الميدان للتعامل مع من يعانون من صدمات نفسية وتدريب السكان المحليين على كيفية التعامل معهم، حسب الكدم.

ووفقاً للجمعية الطبية الخيرية، سيتم تحويل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مزمنة رغم حصولهم على العلاج النفسي الأولي محلياً إلى فرق المساعدة الإقليمية والمركزية للحصول على علاج أكثر تخصصاً.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)