دمشق : اجتمع الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر يوم الجمعة مع الرئيس السوري بشار الاسد في بداية جولة من المحادثات من المتوقع ان يتطرق خلالها الى مسألة جندي اسرائيلي أسير.وجاء اجتماع كارتر مع الاسد في العاصمة السورية دمشق قبل ان يجري محادثات مع قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في المنفى التي يطالب باشراكها في اي جهود دولية لاقرار السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ومن المقرر ان يلتقي كارتر الذي يقوم بجولة في الشرق الاوسط لسماع وجهات النظر حول كيفية حل الصراع التاريخي مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يعيش في المنفى في سوريا وكبار اعضاء حماس في واحد من أهم الاجتماعات التي تجمع بين قيادات حماس وشخصية غربية.والتقطت صور فوتوغرافية للرئيس السوري والرئيس الاميركي الاسبق قبل اجتماعهما الذي عقد في القصر الرئاسي. وصرح مصدر قريب من المحادثات بان كارتر سيثير خلال اجتماعاته مسألة الجندي الذي تحتجزه حماس.
وفشلت جهود سابقة لابرام اتفاق بين حماس واسرائيل لمبادلة الجندي الاسرائيلي بسجناء فلسطينيين.وقال المصدر quot;كارتر متحمس. الدعاية التي يروجها منتقدوه تجعله عازما على انتهاج مسلك مختلف مع حماس. انه متفائل بأن الاجتماع سيدفع جهود انهاء قصة الجندي قدما.quot;
ويوم الجمعة صرح متحدث باسم ايلي يشاي وزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بأن الوزير عرض الاجتماع بقيادات حماس ليطلب منها الافراج عن جندي أسر في هجوم عبر حدود غزة في خطوة تشكل خروجا على سياسة الحكومة الاسرائيلية.وصرح المتحدث بأن يشاي نقل رغبته هذه لكارتر الذي زار اسرائيل ومن المتوقع ان يجري محادثات مع قادة حماس في سوريا.
وقال كارتر الذي توسط في أول معاهدة سلام وقعتها اسرائيل مع مصر عندما كان رئيسا للولايات المتحدة في السبعينات ان زعماء حماس الذين اجتمع معهم الى الان أبلغوه انهم سيقبلون اتفاقا للسلام مع اسرائيل يتوصل اليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم فتح من خلال التفاوض اذا وافق عليه الفلسطينيون في استفتاء عام.
وأجرى كارتر يوم الخميس محادثات في العاصمة المصرية القاهرة مع محمود الزهار وسعيد صيام وهما قياديان من حماس في غزة. ووصل الزهار وصيام للقاهرة يوم الاربعاء بعد أن رفضت اسرائيل السماح لكارتر بدخول غزة حيث يقيمان.
وكتب الزهار في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست هذا الاسبوع يقول ان عملية السلام لا يمكن ان تبدأ الا بعد ان تنسحب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 وتنهي وجودها العسكري في الضفة الغربية وغزة وتفكك كل المستوطنات وتعدل عن ضم القدس الشرقية العربية الى اراضيها وتفرج عن كل السجناء الفلسطينيين وتنهي حصارها الجوي والبحري والبري للاراضي الفلسطينية.
وقال علي بدوان المعلق السياسي الفلسطيني ان اجتماع كارتر مع حماس يمكن ان يقوض العزلة التي تفرضها الولايات المتحدة على الحركة الاسلامية التي ترفض الاعتراف باسرائيل والتخلي عن النضال المسلح والاعتراف باتفاقات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المؤقتة.
وأضاف بدوان ان كارتر شخصية تلقى الاحترام وقد تشجع زيارته البعض في الغرب لفتح قنوات مع حماس وان هذه الاجتماعات تظهر ان فتح لم تعتد تحتكر صنع القرار الوطني الفلسطيني بل أشار الى بعض الاصوات الاسرائيلية المطالبة بفتح باب الحوار مع حماس.
ويرفض ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي اجراء محادثات مباشرة مع حماس التي ترفض الاعتراف باسرائيل كما أحجم عن لقاء كارتر للتعبير عن استيائه من المحادثات المتوقعة بين الرئيس الاميركي الاسبق ومشعل.
كما اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش عدم مساندته لمهمة كارتر في الشرق الاوسط على اعتبار انها لا تساعد جهود السلام كما انتقدته واشنطن لاتصالاته بحماس التي تعتبرها ادارة بوش منظمة ارهابية.ويقول الرئيس الاميركي الاسبق انه ليس مفاوضا لكنه يأمل في تسهيل الاتصال بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتعزيز الفهم الاميركي للصراع.
وتقول حماس انها حركة مقاومة مشروعة تقاتل الاحتلال الاسرائيلي.ويطالب كارتر بضرورة اشراك حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في عام 2006 في أي ترتيبات قد تؤدي الى السلام.
كما أعرب كارتر عن تعاطفه مع الفلسطينيين. وفي تصريحات أدلى بها في القاهرة أمس الخميس وصف الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة بأنه جريمة وعمل وحشي وقال ان المحاولات الاميركية لتقويض حماس تأتي بنتائج عكسية.
وقال كارتر الذي كان يتحدث في الجامعة الاميركية في القاهرة بعد أن أجرى محادثات مع قادة حماس في غزة ان الفلسطينيين في غزة quot;يموتون جوعاquot; ويحصلون على سعرات حرارية في اليوم أقل مما يحصل عليه الناس في أشد المناطق فقرا في القارة الافريقية.
ويرافق كارتر في جولته زوجته وابنه وعضو الكونجرس السابق ستيفن سولارز الذي أيد اسرائيل بقوة طوال عضويته في الكونجرس التي استمرت 18 عاما.
وتستضيف الحكومة البعثية في دمشق مشعل وقيادات أخرى من حماس تعيش في المنفى رغم الحملة التي تشنها منذ زمن طويل على الاسلاميين في سوريا. ويقدر عدد السجناء الاسلاميين في سوريا بنحو 3000 .
التعليقات