*الطلبة الفلسطينيون يستقبلون عامهم الدراسي باحتفالات التحرير
*طالبة : نحن فئران تجارب للمنهاج الفلسطيني الجديد
*ولي أمر : يريدون أبنائنا عربة حنطور لـ للغة الإنجليزية


سمية درويش من غزة: أبوابها، حيث يتسم العام الجديد بخاصية تختلف عن غيره من السنوات السابقة، سيما وانه يتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي من مستعمرات قطاع غزة. وزارة التربية والتعليم العالي في السلطة

يعود اليوم ملايين الطلاب في العالم العربي إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة الصيف. وتتجه الانظار صوب مناهج التعليم في الاقطار العربية التي لم تصل بعد إلى معظمها ريح التحديث منذ عشرات السنوات، وماتحتويه هذه المناهج من تحريض على كره الآخر واهتمامها بالتاريخ وإن كان غير منصف، والتغني به إلى حد نسيان الحاضر والتطورات التي طرأت في العالم اقتصاديا وسياسيا ومعرفيا. فما زال الطالب غير المسلم في عدد من الاقطار العربية يجد نفسه مجبرأ على مغادرة قاعة درس التربية الدينية لتلاحقه عبارة امتحانية تقول (يجيب غير المسلمين على جميع اسئلة النحو العربي) بسبب اعفائهم من امتحان التربية الدينية، رغم أن المدارس التي يتلقى العلم فيها غير دينية، وحرة من حيث تسميتها. ومازال هذا الطالب غير المسلم ، مسيحيا كان أم يهوديا يقرأ الشتائم العنصرية في مادة التاريخ ضد (الصليبيين واليهود) باعتبارهم اعداءً أزليين للعرب والمسلمين ، وعليه ان يحفظ ذلك ويجيب به أمام استاذه وزملائه، ومثله أبناء طوائف المسلمين من غير الطائفة الحاكمة التي تصر على انها الفرقة الناجية والصادقة إسلاميا. ناهيك بتحول المدارس الابتدائية في هذه الاقطار الى مفاقس للمذهبية يقودها المعلمون بقصد او بسذاجة ، بعيدا عن اي رقابة حكومية (بقصد او بدونه أيضا) كما في بعض دول الخليج والعراق. وقد شهدنا ماتعرض له الدكتور أحمد البغدادي في دولة الكويت من حملات تكفير وتهديد لمجرد أنه طلب التقليل من دروس التربية الدينية في المدارس الخاصة وزيادة دروس تعليم الموسيقى أو اللغات الاجنبية.

اقرأ أيضا:

التعليم في لبنان رائد عربيا رغم كثرة ثغراته

استنفار في سورية استعداداً للعام الدراسي الجديد

الوطنية، أكدت إن كافة الاستعدادات في مراحلها النهائية، والمطابع تقوم بطباعة 12 مليون كتاب، ويتم توزيع ما ينجز منها أولا بأول على المديريات المختلفة بالضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرة إلى أنها أنهت الاستعدادات لفتح المدارس الجديدة التي شيدت هذا العام، وكذلك طرح المنهاج الجديد للصف الحادي عشر، بما يضمن التجديد في هذه المرحلة.
وفي ما يتعلق بالخطة الخمسية الممتدة من عام 2000 إلى 2005، أعلن د. نعيم أبو الحمص وزير التربية والتعليم، إنه تم إنجاز أكثر من ثلثي أهدافها، والتي تضم 80 هدفا، وهذا إنجاز كبير في ظل الإجراءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وأنه تم بناء 350 مدرسة جديدة في مختلف أرجاء الوطن وخاصة في القرى والأرياف، وهذه المدارس الجديدة استوعبت الزيادة السنوية منذ العام 1994 وحتى الآن، والتي بلغت حوالي نصف مليون طالب جديد، دون الحاجة إلى فتح مدارس مسائية.


أول منهاج فلسطيني
وكان قد شهد العام الدراسي 2000-2001 تطبيق أول منهاج فلسطيني، يوحد النظام التعليمي في الأراضي الفلسطينية، إذ كان طلبة الضفة يدرسون المنهاج الأردني وطلبة القطاع يدرسون المنهاج المصري.
هذا التطبيق للمنهاج الجديد، تعرض للعديد من الانتقادات والاعتراضات، بين مؤيد ومعارض، وبين من يرى فيه منهاجا صعبا وطويلا وفوق مستوى الطلبة، ومن يرى فيه منهاجا عصريا يواكب التطور وينمي ملكة التفكير والإبداع.


العنف والتطرف
وقد دأبت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على اتهام المناهج الفلسطينية بالتحريضية، وتغذي العنف والتطرف، وليس فيها مبادئ التسامح والتصالح بين الأمم والشعوب، لاسيما منذ التوقيع على إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل، في الثالث عشر من أيلول (سبتمبر) عام 1993، حيث لا تترك الأخيرة مناسبة إلا ودفعت بموضوع التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل، إلى الواجهة السياسية والإعلامية.
في حين يرى الكثير من التربويين الفلسطينيين ان المنهاج الحالي لا يركز على الهوية الفلسطينية، ولا يحدد الانتماء الفلسطيني، وان إسرائيل تبحث عن أي واردة أو شاردة في المنهاج وتشير من بعيد لكلمة فلسطين، وتعمل على حذفها من المنهاج.


مواضيع معاصرة
وفي استعراض سريع، للمنهاج الجديد، فانه يتناول في مضمونه قضايا حديثة، كالديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة كصانعة قرار، والتعددية، بالإضافة إلى تناول مواضيع معاصرة، كالصحة والبيئة وتكنولوجيا المعلومات، كما أن مواد تدريسية حديثة أدخلت عليه، مثل تدريس مساقات التربية المدنية والحاسوب التعليمي وبدء تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول الأساسي والاهتمام بالتعليم التقني حيث تتفرع مسارات التعليم بعد الصف العاشر إلى مسار تقني وآخر أكاديمي.


صعوبة تواجه أولياء الأمور
المدرس عثمان يوسف يقول بان المنهاج الجديد في معظمه يصلح ان يكون منهاج لأي دولة أخرى كونه لا يتمتع بالخصوصية الفلسطينية.
وأضاف يوسف لـ"إيلاف"، بان المنهاج الجديد مواكب للتطور العصري في بعض المواضيع، وان التدريب المستمر للمدرسين يعمل على إزالة هذه الصعوبات، مشيرا إلى الصعوبات التي تواجه أولياء الأمور بالتعامل مع أبنائهم نظرا لصعوبة المنهاج وطوله.
وأشار إلى ان المعلمين غالبيتهم لا يستطيعوا إنهاء المقررات الدراسية بالشكل الطبيعي خلال العام الدراسي، لذا يضطرون الى الإسراع في شرح الوحدات الأخيرة من المقررات الدراسية بسرعة، وهذا يكون على حساب التحصيل الدراسي، مبينا بان المنهاج الجديد يتطلب توفير أجهزة حاسوب ومميزات في المدارس كالمختبرات، وهذا غير متوفر بالمدارس بالشكل المطلوب.

الخطة السبعية
ولا تزال الخطة السبعية الممتدة من عام 2000 إلى عام 2007 التي تعكف السلطة الفلسطينية على إنجازها على الأبواب، حيث أكد الوزير الفلسطيني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية، بان المنهاج الفلسطيني الذي سينجز بالكامل في عام 2007، هو من أكبر الإنجازات، خاصة وأنه يرتكز على فلسفة واستراتيجية وخطط مدروسة، وضعها طاقم مختص من الأكاديميين والخبراء، مشيرا إلى أن هذا المنهاج تضمن تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول الأساسي، ومواد تتعلق بالصحة والبيئة، ولغة ثالثة اختيارية بالنسبة للطالب، وأنه بوشر بتعليم اللغة الفرنسية في أكثر من خمسين مدرسة.


فئران تجارب
الطالبة هناء حمدان بالصف الحادي عشر تقول، "نحن عبارة عن فئران تجارب للمنهاج الفلسطيني الجديد".
وشكت الطالبة المتفوقة في حديثها لـ"إيلاف"، من طول المنهاج، وعدم قدرة المعلم على التطور مع المنهج الجديد، مشيرة في الوقت ذاته بان هناك معلمين ليس لديهم الخبرة الكافية في توصيل المعلومة بالشكل الصحيح.
وأوضحت حمدان بان مادتي الرياضيات والتكنولوجيا فيهما صعوبة شديدة الى جانب طول المنهج، مبينة بان مادة الرياضيات تحتاج إلى مسائل وتحليل كثير، وان طول المقرر يمنع اخذ المواضيع حقها بشكلها المطلوب.
وذكرت بان المنهاج ليس مناسبا لجميع القدرات العقلية للطلبة، ومن ناحية المتفوقين تناسب مستواهم مثل مادة التكنولوجيا أما بالنسبة للطلبة دون المتوسط فيواجهون صعوبة شديدة بالمنهاج.
ونوهت الطالبة إلى قلة عدد الحصص لمادة التكنولوجيا، وعدم استطاعة كل طالبة الجلوس على جهاز حاسوب لوحدها، وان كل 3 طالبات على جهاز حاسوب، وأضافت بان الأجهزة قديمة، بينما المنهج يوجد فيه برامج حديثة ويحتاج لأجهزة حاسوب بمواصفات حديثة، مشيرة في الوقت ذاته إلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي الذي يتمتع به الشعب الفلسطيني، حيث لا يسمح للطلبة أن يمتلكوا أجهزة حاسوب في منازلهم لتسهيل المنهاج عليهم.


عربة حنطور
عادل أبو لبد لديه أربعة أبناء يدرسون في مراحل مختلفة، يشتكي من صعوبة المناهج الدراسية وعدم قدرته وزوجته في تعليم أبناءه على المناهج الجديدة، إلى جانب عدم تمكن أبناءه من استيعاب الموضوع بالشكل الصحيح.
وقال أبو لبد لقد تعودنا على المناهج القديمة وكان لدينا القدرة علة تعليم الأولاد أما الآن فنحن الكبار لا نستطيع توصيل المعلومة لطالب بالصف الأول، كما أن المنهاج الجديد يريد أبنائنا عربة حنطور لـ للغة الإنجليزية، على حد تعبيره.
ودعا أبو لبد أسرة التربية والتعليم إلى عقد ورش عمل ودورات لأولياء الأمور لإرشادهم حول كيفية متابعة أبنائهم لطرق التدريس الحديثة، إلى جانب دورات في اللغة الإنجليزية.
الإجراءات الإسرائيلية
وعن أثر الإجراءات الإسرائيلية على المسيرة التعليمية، ذكرت الوزارة المختصة بان أسرة التربية والتعليم والطلبة والمعلمين والمعلمات عانوا كثيراً بسبب الإغلاقات والإجراءات الإسرائيلية، حيث تم نقل 15 ألف مدرس ومدرسة من مناطق عملهم لمناطق يستطيعون الوصول إليها، وذلك للمحافظة على استمرار العملية التربوية.
وأوضحت إنه بسبب الاعتداءات الإسرائيلية استشهد أكثر من 700 طفل وطالب، وأكثر من 200 طالب جامعي آخرين، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف جريح، وإصابة حوالي 200 مدرسة بأضرار مختلفة نتيجة القصف الإسرائيلي وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.


تأثير الانتفاضة
وكانت إحصائية رسمية قد صدرت عن المركز الجماعي بجمعية الخدمة العامة أكدت خلال دراسة عملية حول تأثير الانتفاضة الحالية على الأطفال والمرأة الفلسطينية أن الطفل الفلسطيني تعرض لشتى أنواع العنف والإرهاب الصهيوني جراء الممارسات الصهيونية.
وأشارت الدراسة إلى ارتفاع معدل التعرض للخبرات الصادمة حيث تعرض 99.2% من الأطفال بيوتهم للقصف و 97.55% لاستنشاق الغاز و 7.51% للحروق و 9% للإصابة بالرصاص الحي، و 1.7% للإصابة بالعيار البلاستيكي و 75% للإصابة بالرأس وفقدان الوعي و 2.5% حرموا من تلقى المساعدة الطبية اللازمة.
وبينت الدارسة ارتفاع معدلات أمراض ما بعد الخبرة الصادمة بين الأطفال حيث تعرض ما يزيد عن 95% من الأطفال لمشاهد إطلاق نار و 51% شاهدوا مشاهد أطفال جرحوا او قتلوا و 25% شاهدوا أصدقائهم او جيرانهم جرحوا او قتلوا و 32% شاهد أفراد أسرته يتعرضون للإصابة او القتل و 95% شاهد القصف او الجنازات.
و أوضحت الدراسة ارتفاع واضح في معدل الأعراض العصبية والمشاكل السلوكية مثل اضطرا بات النوم والكلام والحركة الزائدة وعدم القدرة على التركيز والسلوك العدواني.


مواجهة الانسحاب
وحول ما اتخذته وزارة التربية والتعليم لمواجهة انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وأربع مستعمرات في منطقة جنين في الضفة، أوضح الوزير ابو الحمص، أن وزارته تنبهت لهذا الانسحاب منذ فترة واستعدت له، واتصلت مع جهات دولية متعددة وهذه بدورها أرسلت مندوبين عنها الى فلسطين، واجروا مباحثات في وزارة التربية مع مسؤولين تربويين، وتركزت المباحثات على ضمان سير العملية التربوية في فلسطين وألا يؤثر هذا الانسحاب عليها.


قرارات احترازية
وذكر أن طاقم الوزارة قيم الوضع الناجم عن الانسحاب الإسرائيلي بإيجابياته وسلبياته، واتخذت الوزارة في ضوء ذلك قرارات احترازية لضمان سير العملية التربوية في فلسطين، مشيرا إلى أن من بين القرارات الاحترازية، طباعة الكتب المدرسية لأول مرة في الضفة والقطاع، بسبب التخوف من أي إغلاق، وعقد امتحان الثانوية العامة بموعد مبكر مقارنة مع السنوات الماضية، والعمل على إخراج النتائج بشكل مبكر أيضاً، بما أتاح عقد الامتحان الاستكمالي في العاشر من الشهر الجاري، أي قبل الانسحاب من غزة.


حركة تجارية ناشطة
وبين أن هناك لجانا فنية في قطاع غزة، تتابع مع وزير التربية والتعليم العالي مباشرة أي متغيرات وتطورات جديدة لمعالجتها، مؤكدا إصرار الوزارة على إنجاح العملية التعليمية مهما كانت الظروف، وعلى وحدة النظام التربوي في الضفة وغزة، وتوحيد الخطط والسياسات في جناحي الوطن.
ويشار إلى انه منذ مطلع الشهر الجاري وأسواق المحافظات تشهد حركة تجارية ناشطة من قبل المواطنين، وإقبالهم على شراء مستلزمات أبنائهم الطلاب من قرطاسيه وملابس كالزى المخصص للطلاب، حيث يحتاج الطلبة اللاجئين والدارسين تحت سقف مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) إلى زى مخصص وهو عبارة عن بنطا ل جينز ازرق وقميص ازرق، فيما تحتاج طالبات المدارس الحكومية إلى مريول اخضر.