وسيم الدندشي من الرياض: أبو سليمان العتيبي، شاب سعودي في أواخر العشرينات من عمره أصبح له الحق أن يقرر مصير الكثير من الرقاب التي يتم اختطاف أصحابها من قبل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الذي أصبح أحد الألوية الرئيسة في ما سمي منذ الثالث عشر من تشرين الأول / أكتوبر لعام 2006 بدولة العراق الإسلامية. فقد أعلن عن العتيبي أنه القاضي الشرعي لدولة العراق الإسلامية، في الحكومة التي تشكلت وأعلن لها وزيرا للحرب فضلا عن أمير الدولة وهو أبو عمر البغدادي، ليكون أصغر وزير للعدل على الإطلاق عرفته الدول العربية، وربما العالمية.

أحدث ظهور

أحدث ظهور له كان عبر منتدى الحسبة، أحد أبرز المنتديات التي تلجأ إليه التنظيمات القتالية سواء في أفغانستان أو العراق لنشر بياناتها المقروءة والمسموعة والمرئية، التي تنتجها وزارة الإعلام عبر مؤسسة الفرقان التابعة لدولة العراق الإسلامية، أو مؤسسات متخصصة يشرف عليها التنظيم مباشرة كما هي مؤسسة quot;سحابquot;.

ففي الثاني عشر من أبريل الحالي كان الظهور الأول لقاضي دولة العراق الإسلامية عبر تسجيل مرئي من داخل العراق بعنوان quot;لماذا نجاهدquot;، ظهر فيه

شعار ما سمي بدولة العراق الإسلامية
العتيبي بالزي ذاته الذي كان دائما ما يظهر به زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي، والذي كان قد اختار العتيبي قبل وفاته كقاض شرعي للدولة.

لماذا نجاهد؟

بدا العتيبي في التسجيل المرئي شديد الانفعال، مكثراً من التلويح بإصبعه، كما هي الحركة المعتادة من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ليأتي في أبرز ما تحدث تسويغ ما اعتبره الجهاد ضد quot;الصليبيينquot; و quot;المرتدينquot;، ليهدد ويتوعد quot; سنقطع الأيادي، ونضرب الأعناقquot;، مركزاً ومحذراً من quot;اتخذوا المكر وسيلة، فجمعوا بين الحزب والسياسة، بين الكفر والإسلامquot;.

وقد تحدث بداية عن الغزو الأميركي للعراق، فيما اعتبره غزوًا لديار المسلمين، واستباحة لدمائهم، واغتصاباً لنسائهم. ثم تناول من أسماهم quot;شرذمة من بني جلدتنا، ويتكلمون بلغتنا، يوالون الصليبيينquot;، وبأنهم quot;يدعمون دولة الطاغوت المرتدة في أجهزة الجيش والشرطةquot;. ليأتي أخيراً على ذكر quot; ضياع حكم الله في الأرضquot;، وبأن العلماء قالوا quot;إذا كان الدين بعضه لله، وبعضه لغير الله، وجب القتال حتى يكون الدين كله للهquot;.

بيان وخطابان

كثير من المصطلحات، وأبيات الشعر التي استخدمها أبو سليمان العتيبي في بيانه حاضرة وبكثافة في الخطاب الديني غير الرسمي في الداخل السعودي، سواء عبر الندوات أو المحاضرات، والتي كثيراً ما تأتي على ذكر قصص الصحابة والتابعين الحربية.

فقاضي دولة العراق الإسلامية استخدم بيت الشعر الشهير، الذي كثيرا ما يتردد في أشرطة الدعوة إلى الجهاد والقتال، حينما قال محرضا على الموت في

الثبيتي كما ظهر في تسجيل مرئي حديث
العراق quot; ورؤوسنا يا رب فوق أكفنا، نرجو ثوابك مغنما وجواراquot;، أيضا استخدامه لآيات القتال حينما وجه حديثه للشباب أن لا عذر لهم في التخلف عن الذهابللعراق، فذكر الآيةquot; إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ... الآيةquot;.

وقد استشهد العتيبي ببعض من قصص الصحابة المتداولة، حيث ذكر قصة الصحابي سعد الربيع في غزوة أحد، والذي أصيب سبعين ضربة في المعركة، وكيف أنه صبر حتى فارق الحياة.

دون شهادة جامعية

أبو سليمان العتيبي، هو الشاب السعودي محمد الثبيتي، الذي يبلغالثامنة والعشرين، درس في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ولم يكمل نظراً لانطلاقه للقتال في العراق.

وقد درس عند كبار مشايخ السلفية في نجد مثل الشيخ عبد العزيز الراجحي، وكان يقرأ عليه بعض الكتب، علماً أن القراءة على الشيخ الراجحي لا تمنح إلا لمن كان قريباً من الشيخ. وعرف عن الثبيتي أنه بلغ مرحلة متقدمة في القراءة الشرعية.

وكان محمد الثبيتي إماماً لأحد المساجد في شمال مدينة الرياض، أحد أكثر أحياء الرياض رقياً، وآخر ظهور له كانفي منتصف 2005 قبيل شهر رمضان من العام ذاته.