بين القبول والرفض لا تزال تثير جدلاً كبيرًا
المثلية الجنسية في لبنان: يدينها القانون فهل يقبلها المجتمع؟
إيلاف تفتح ملف المثليين في العالم العربي
ريما زهار من بيروت: شادي يعمل في أحد المراكز التجارية في بيروت، يبيع الحلى للنساء، كل ما فيه يدل على انه مثلي، طريقة مشيه، حديثه وتصرفاته، وهو لا ينكر ذلك، تقول رولا عنه إنه صريح ولا يزعجها ان يكون مثليًا فهو حر بجسده شرط الا يؤذي غيره، اما رياض فيزعجه وجوده ويعتبره آفة اجتماعية يجب معالجتها من جذورها.
المثلية الجنسية في لبنان تثير جدلاً لناحية قبولها او رفضها، واذا كان المجتمع اللبناني قد بدأ نوعًا ما بقبول وجود المثليين بينه، حيث قامت اخيرًا مجموعة من الشباب والصبايا في بيروت بالاحتجاج على العنف الممارس تجاه المثليين في لبنان، الا ان ذلك لم يؤثر كثيرًافي العقلية السائدة في لبنان حيث يتم نبذ كل ما هو مختلف.
ماذا يقول علم الاجتماع والنفس في هذا الصدد؟
تقول الدكتورة منى فياض (استاذة جامعية وباحثة في علم النفس) لإيلاف إنه منذ سنوات وخلال تعليمها الطلاب مادة علم النفس اكتشفت انه منذ اكثر من ست سنوات صدرت مجلة للمثليين ووجدت ان في الامر تطورا كبيرا مع تجرئهم التعبير عن نفسهم، وللمثليين في لبنان اماكنهم الخاصة وقبول الاختلاف بدأ يظهر في لبنان، وبدأ المثليون يتجرأون على الاعلان عن انفسهم، ولبنان يختلف بذلك عن العالم العربي، وتقول فياض ان القانون لا يزال يعاقب المثلي جنسيًا، وعندما اشتغلت على السجون في التسعينات وضمن القوانين التي كانت سائدة، كان يسجن المثلي جنسيًا، وهي مع محاسبة استغلال البالغ للطفل، لانه اعتداء على الطفل ويسيء اليه نفسيًا، والحرية الجنسية تعني ان يتصرف الانسان بجسده كما يريد شرط ان يكون بالغًا، وهي مع اقسى العقوبات لاي شخص يعتدي على طفل او طفلة جنسيًا.
تظاهرة للمثليين في بيروت في شهر شباط الماضي |
وتضيف:quot;في لبنان يصعب الحصول على ارقام محددة لعدد المثليين، ولكن اصبح اليوم لبنان اكثر تقبلاً لهم، وتبقى هناك فئات ضدهم، على الاقل في لبنان لا يتعرضون لاضطهاد كبير، وحتى في اوروبا ليس هناك تقبل تام لهم، واصبح بالامكان الحديث عنهم اليوم، فمثلاً في التسعينات كان الامر غير مقبول خصوصًا من رجال الدين.
اما ما الذي يؤثرفي الانسان كي يصبح مثليًا هل الامر جيني ام نفسي؟ تجيب فياض:quot;لست حاسمة في هذا الموضوع، ومن المؤكد وجود عوامل نفسية واخرى لها علاقة مع الاهل، ودور الام والاب، وقد يصبح الطفل مثليًا عندما يُعجب كثيرًا بوالدته، واي علاقة مع اي امرأة تجعله يشعر انه يقوم بزنا المحارم (inseste)، ومن الممكن ايضًا ان يكون هناك عطل بيولوجي لديه، وحتى لو هناك جين يحمل صفات الجنسية المثلية فهذا لا يعني ان هذا الجين سيحدد مصيرنا، الجينات هي البيئة التي تحدد العمل الجيني او توقيفها وتبقى البيئة الاهم.
ولدى سؤالها هل بالامكان ان يتحول المثلي جنسيًا الى انسان طبيعي وهل هناك علاجات للمثليين جنسيًا؟ تجيب فياض:quot;هناك الكثير من العلاجات والامر يتعلق بالشخص نفسه وكيفية قبوله لنفسه، وعادة العلاجات النفسية حتى الآن لا تشتغل بشكل ممتاز، لانها تحتاج الى الارادة والرغبة الحقيقية في التغيير.
وفي مجتمعاتنا المتزمتة جنسيًا، المثلية الجنسية قد يكون سببها القمع الجنسي. اما كيف تنظر للمجتمعات التي حللت الزواج بين المثليين؟ تجيب:quot; كمحللة نفسية اعطي اهمية للاسرة، والامر يخلق مشاكل للاطفال الذين قد يتبنوهم، فالولد الذي يعيش مع ابوين، ذكرين كانا ام انثتين، قد يخلق الامر له مشاكل نفسية وقد ينشأ مرض جنسي ايضًا من وراء ممارساتهم كمثليين.
ولدى سؤالها هل المجتمع اللبناني يتقبل اكثر المثليين الذكور ام الاناث؟ تجيب:quot;اعتقد ان المثليين الاناث اكثر تقبلاً في المجتمع اللبناني والامر عائد الى مجتمعاتنا المتزمتة التي تعطي للبكارة والعذرية اهمية قصوى، والبنات يخرجن مع بعضهن والمجتمع اللبناني اصعب عليه ان يكون الذكور مثليين.
علم الاجتماع
تقول هيام قاعي ( مديرة المركز الجامعي للصحة العائلية والمجتمعية) لإيلاف ان نظرة المجتمع الى المثليين لم تتطور كثيرًا، ولا تزال نظرة فوقية والقانون اللبناني لم يتغير وهم يُسجنون، لكن هناك جمعيات مختصة بهم اكثر من قبل ويتحدثون عنهم، وتضيف:quot;المجتمع يرفض كل ما هو مختلف، وهو يمر بازمة رفض لكل شيء خارج عن المألوف، والمثليون الجنسيون يأتون ضمن هذا الاطار، والمجتمع اللبناني اليوم بحاجة ان يتصالح مع ذاته اولاً وان يتقبل الغير.
اما مقارنة بالدول العربية فلبنان اكثر انفتاحًا لجهة تقبل المثليين الجنسيين، ولم يعد الموضوع يشكل quot;تابوquot;، وعن زواجهم تقول بقدر ما احترم حرية الشخص بقدر ما اقول انه لا يحق لنا ان نفرض على طفل في المستقبل اشياء تضره نفسيًا. ولديها تحفظ على الامر احترامًا للولد الذي يمكن ان يتم تبنيه.
التعليقات