توفيت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار العضو في الاكاديمية الفرنسية الجمعة عن 78 عاما، وقد رشحت جبار للفوز بجائزة نوبل للاداب، وتركزت أعمالها على فكرة الحرية والدفاع عن المرأة.


باريس: توفيت الجمعة 6 شباط (فبراير) الكاتبة الكبيرة آسيا جبار في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر 75 سنة، وفقا لما أعلنته الإذاعة الجزائرية اليوم السبت.

وستوارى الروائية التي كانت مخرجة سينمائية ايضا الثرى في مسقط رأسها شرشال (غرب الجزائر) الاسبوع المقبل تنفيذا لوصيتها.

ولدت جبار عام 1936 في شرشال غرب الجزائر العاصمة، باسم فاطمة الزهراء، وقد غيرته فيما بعد إلى آسيا جبار.

ولكونها مولودة في عائلة مثقفة وليبرالية، سنحت الفرصة لها في أن تتلقى تعليما حرا. وشاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاستقلال الجزائر.

كانت من بين المرشحين لجائزة نوبل. وتتركز أعمالها على فكرة الحرية والدفاع عن المرأة.

وهي من أشهر الروائيات في المغرب العربي. أنتخبت عضوًا في الأكاديمية الفرنسية عام 2005. لها دور كبير في أعمال مسرحية وسينمائية، كتابة وإخراجا.

أول أعمالها الروائية كانت رواية "العطش" (1953) ثم أتبعتها برواية «نافذة الصبر» (1957). عملت مراسلة في جريدة "المجاهد" الجزائرية، إبان شبابها. ولها أيضا روايات أخرى "الجزائر البيضاء" و"وهران... لغة ميتة". وقد فازت في 2002 بـجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية.
&
وخلال اكثر من ستين عاما من الابداع الادبي كتبت اسيا جبار اكثر من عشرين رواية ومسرحية وديوان شعر ترجمت الى عشرين لغة.

الكاتبة "المقاومة"

تعد الكاتبة الجزائرية آسيا جبار التي توفيت الجمعة في احد مستشفيات باريس من كبرى المناصرات لقضايا المرأة فلقبت ب "الكاتبة المقاومة".

وجبار التي ناضلت من اجل استقلال الجزائر، كانت من بين الشخصيات الادبية المرموقة التي تكتب باللغة الفرنسية في منطقة المغرب العربي.

وحسب الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" فقد ولدت آسيا جبار في 30 حزيران/يونيو 1936 في مدينة& شرشال الساحلية (100 كلم غرب الجزائر) من اب معلم مدرسة تقول عنه انه كان "منفتحا" ساعدها على اكمال دراستها منذ المدرسة القرآنية الى الجامعة في العاصمة الجزائرية قبل ان تنتقل الى فرنسا لتكمل دراستها.

وخلال اكثر من ستين سنة من الابداع الادبي كتبت اسيا جبار اكثر من عشرين رواية ومسرحية وديوان شعر ترجمت الى عشرين لغة كما لها مساهمات في السينما اخراجا وتأليفا.

وقد رشحت للفوز بجائزة نوبل للاداب من دون ان تفوز بها الا انها حازت جائزة المانيا للسلام في سنة 2000.

وقد انتخبت في العام 2005 اول شخصية عربية في الاكاديمية الفرنسية التي تضم نخبة الكتاب باللغة الفرنسية.

وكانت اسيا جبار واسمها الاصلي فاطمة الزهراء املحاين تقيم بين باريس التي تعلمت فيها الكتابة وناضلت منها من اجل استقلال الجزائر، وبين الولايات المتحدة الاميركية حيث علمت& الادب الفرنسي في جامعة نيويورك.

ونشرت فاطمة الزهراء اول رواية لها بعنوان "العطش" تحت اسمها المستعار اسيا جبار قبل ان تبلغ العشرين من العمر وهي طالبة في المدرسة العليا للاساتذة بفرنسا وكانت تلك سابقة ايضا.

وتروي "العطش" قصة نادية المولودة من زواج مختلط بين ام فرنسية شقراء واب جزائري بملامح عربية. ظلت تبحث عن "توازنها" وعن السعادة ليس مع زوجها ولكن مع زوج صديقتها.

ومنذ هذه الرواية، اظهرت جبار ميولها لتوظيف اكبر قدر من الشخصيات النسائية لتكون المرأة دوما البطلة ولتقف هي دوما في صف النساء المتحديات للتقاليد كما في رواياتها الثانية "المتلهفون"، حتى وصفها النقاد ب "الاديبة المقاومة".

ظروف استعمار الجزائر ومنع تدريس اللغة العربية جعلت اسيا جبار تكتب باللغة الفرنسية التي اتقنتها منذ صباها، لكن شعرها الاسود وملامحها المغاربية جعلاها تتذكر دوما اصولها وثقافتها.

وبرز ذلك في روايتها "اطفال العالم الجديد" (1962) وقصة كفاح الشعب الجزائري من رجال ونساء من اجل الاستقلال.. لكن عناوين فصول الرواية الخمسة كلها اسماء نساء.

وبعد الاستقلال في 1962، عادت آسيا جبار الى الجزائر لتعمل استاذة للتاريخ في جامعة الجزائر تاركة الكتابة حتى سنة 1980 عندما قررت الهجرة مرة ثانية نحو فرنسا. وهناك اصدرت اشهر اعمالها بدءا بالمجموعة القصصية "نسوة الجزائر في بيوتهن" (1980) ثم روايات "الحب..الفانتازيا" (1985) و"الظل السلطان"(1987) التي تدعو من خلالها الى الديمقراطية وحوار الثقافات وتدافع عن حقوق المرأة.

جبار المتحدرة من قرية جزائرية والكاتبة باللغة الفرنسية ظلت بعيدة عن القارئ العربي بما ان كتبها المترجمة الى عشرين لغة لم يتم ترجمتها الى اللغة العربية، بحسب الناقد الادبي الجزائري عبد الكريم اوزغلة.

لكن الاديبة الجزائرية ظلت مرتبطة بارضها وبآلام شعبها خصوصا بعد اندلاع اعمال العنف الاسلامي واستهداف المثقفين، فنشرت روايتها "بياض الجزائر" في 1996 تكريما لاصدقائها الذين اغتيلوا ومنهم الصحافي طاهر جعوط والمسرحيان عبد القادر علولة وعز الدين مجوبي.

اسيا جبار سينمائية ايضا اخرجت فيلما طويلا للتلفزيون الجزائري العام 1977 بعنوان "نوبة نساء جبل شنوة" وهي منطقة قريبة من مسقط رأسها شرشال، نال جائزة النقد الدولية في مهرجان البندقية السينمائي، ثم فيلم بعنوان "الزردة او اغاني النسيان" (1982).

في 1999 انتخبت الاديبة في الاكاديمية الملكية للغة والاداب الفرنسية في بلجيكا. وبعد ست سنوات اصبحت اول شخصية من المغرب العربي تخلد في الاكاديمية الفرنسية.

وفي حفل اعتلاء مقعدها مع "الخالدين" تحدثت اسيا جبار عن "الجرح العميق" الذي تركه الاستعمار الفرنسي في بلدها الاصلي لكنها عبرت ايضا عن ارتباطها بلغة موليير.

وفي روايتها الأخيرة "لا مكان في بيت ابي" الصادرة في 2007، عادت آسيا جبار إلى سيرتها الذاتية، وذكرياتها المرتبطة بذاكرة شعبها باسلوب ممتع.