أبدى الأكاديمي في جامعة الملك سعود، معجب الزهراني استياءه مما حدث في ندوة "الشباب والفنون...دعوة للتعايش"، من تكرار احتجاج المحتسبين وهجومهم في كل ملتقى ثقافي، مثل معرض الكتاب ومهرجان الجنادرية وسوق عكاظ، وفي كل المناسبات الثقافية في السعودية.&

الرياض: أكد معجب الزهراني، الأكاديمي في جامعة الملك سعود الذي تعرض لهجوم ومقاطعة قبل أيام في معرض الكتاب، المقام حاليا في العاصمة السعودية الرياض، في حديث لـ"إيلاف"، أن "هناك أناسًا يحضرون هذه الندوات لا للإستفادة والمناقشة والحوار، وإنما ليفسدوا الحدث الثقافي &بطريقة فيها من الفجاجة والعنجهية الشيء الكبير".
&وكان الزهراني تعرض لمقاطعة من مجموعة من المحتسبين على خلفية أسف الزهراني، لهدم الآثار الحضارية في بعض البلدان العربية في إشارة إلى تنظيم (داعش)، وقال المتشددون حينها إن هذا فعل الرسول محمد الذي هدم الأصنام.&
&
وعطل المتشددون الندوة قبل أن يقيموا الصلاة جماعة بجانب منصة المحاضرات.&
&وذكر الزهراني أن أصحاب هذا الفكر المتشدد يشكلون خطرا على أنفسهم بالدرجة الأولى، حيث من الممكن ممارسة أعمال ترتد عليهم &بشكل سيئ، وهم خطر حقيقي على الشباب وعلى المجتمع.
وطالب الزهراني بسن قوانين تنظم عمل هذه الفعاليات الثقافية، مضيفاً: "نحن في أمس الحاجة لقوانين تنظم هذه الأمسيات الثقافية، بحيث تعزز الحوار والاختلاف بشكل متحضر وانساني وتخدم الأهداف الاستراتيجية الكبرى للجميع، وهي التنمية في ظل الاستقرار، والتصدي لهذه التحديات الكبرى التي تحيط بنا من كل الاتجاهات، لأن الفتن الداخلية والتشتت والتشرذم، من الأسباب التي تضعف المجتمع ككل".
&
التشدد
وأوضح الزهراني، الأكاديمي في جامعة الملك سعود، أنه تعمد طرح &قضية الفنون، وأن الشباب يحتاج لجميع أنواع الفنون من مسرح وسينما وفن تشكيلي ونحت، قائلاً إنه "من حق كل شخص أن يرى ما يريد، لكن أن تأتي فئة معينة لا تجيز الفن التشكيلي أو السينما أو غيرها من الفنون، فتحرم أفراد المجتمع كافة من هذه الفنون، فهذا يسمى عدوانًا واعتداء وبدون قوانين تردع هذا الشخص المعتدي على الآخرين سيزيد التوتر في المجتمع".
وأضاف الدكتور معجب أن ما حدث ليس موقفا شخصيا كما يروج البعض، "بل هو ظاهرة اجتماعية لعل ما وراءها أخطر منها، وأعني أن هناك فكرًا متشددًا لايزال يتحكم في مؤسساتنا التربوية والتعليمية، يتحكم في الجامعات، &يتحكم في جميع قضايا المرأة ومنها قضية قيادة المرأة السيارة وحقيقة هذه معضلة وطنية واجتماعية يجب علينا تجاوزها بصيغة حضارية لا أقل ولا أكثر" .
وذكر الزهراني أن المحتجين كانوا يدخلون بشكل متتالٍ ويتوزعون بشكل منظم في أرجاء المسرح، وهم ليسوا من الهيئة، &بل من المحتسبين، &لكنهم يحملون فكر كثير من قيادات الهيئة، مضيفاً: "مع الأسف الشديد في مؤسسات أخرى حيث أعمل من ربع قرن في جامعة الملك سعود، ومن بعدها في جامعة اليمامة وفي كل مناسبة ثقافية طوال عملي في الجامعات، نصطدم بمثل هذه الجهات، ويبدو أنها تستند إلى نوع من أنواع المرجعية المؤسساتية.وأنا ما زلت مستغربا واعتبر هذا صدمة حضارية كبرى إلى الآن، كيف لشخص يأتي الى معرض الكتاب ويؤيد تحطيم آثار حضارية من قبل الإسلام واستمرت طوال الحكم الإسلامي ولم يفكر أحد بتحطيمها".
&وتساءل الدكتور الزهراني إلى متى هذه المداخلات المزعجة للملتقيات الثقافية، وذكر أنه يجب سن قوانين لمجابهة هذه المداخلات، التي ليس لها هدف سوى تخريب المنتديات الثقافية وطالما لم توضع قوانين تمنع وتعاقب أصحاب هذه المداخلات التخريبية فالتخريب مستمر.&

إدخال القوانين الصارمة
واستشهد الزهراني &بأن "الذي يمنع العنصريين في أميركا واليابان وأوروبا من استخدام العبارات والإشارات العنصرية، هو القانون الحازم، الذي يجرم مثل هذه الأفعال ويعاقب من فعلها"، مضيفا: "من حق أي شخص طرح أي فكرة لكن المعضلة هي أن يأتي شخص يطرح رأيًا ويعتقد أن له الحق في استخدام العصا تجاه من يخالفه الرأي وفرض رأيه بالقوة".
وذكر الزهراني أنه تعرض للنصح والتجمهر بعد الندوة، وذكر أنه كان محظوظا بسبب تواجد رجال الأمن، وإلا لربما تعرض لأذى جسدي مباشر، حيث أنه سبق له التعرض للأذى الجسدي في مرات سابقة هو والعديد من زملائه.
وعن صلاته في النهاية مع المحتسبين قال الزهراني "أصريت على الصلاة معهم لأبيّن لهم أني مسلم مثلهم ولكن لي أفكاري التي أختلف معكم فيها". &
و شكر الدكتور معجب الزهراني مؤسسي هذا المعرض &الدكتور اياد مدني والدكتور عبدالعزيز السبيل، وبيّن أن معرض الكتاب مهم جداً ويجب استمراره وتطويره، لأنه أصبح من المعالم الحضارية لمدينة الرياض &وللملكة العربية السعودية &وختم الدكتور حديثه باندهاش متسائلاً: &"كيف لأناس يتربّون في هذا البلد وفي مدارسه ومساجده على كراهية السلم والجمال ومحبة العنف والقبح؟" .
&