تتعايش نحو 915 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية مع الكتاب وتألقه المتزايد عاماً بعد عام في معرض الرياض الدولي للكتاب 2015، الذي يستمر في فتح آفاق القراءة لأكثر من ميلون شخص يزورونه سنوياً على مساحة 23 ألف متر مربع- وحتى 14 مارس/آذار الحالي.
محمد الحسن من الرياض: في مسيرة مهدتها ثلاث شعارات، هي "الحياة قراءة"، و"الحوار ثقافة وسلوك"، و"الكتاب قنطرة حضارة"، جاء شعار المعرض في دورته الحالية "الكتاب .. تعايش"؛ بمثابة رسالة ثقافية، أصبحت سمة مميزة للمعرض.
المعرض الذي أصبح في السنوات الأخيرة منبراً للحوار بين المفكرين والكتاب والجمهور، يعد اليوم أحد أكبر المهرجانات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام. وتحل جمهورية جنوب أفريقيا ضيف شرف على المعرض هذا العام، وتعرض عبر جناحها كتبا ومنشورات تتناول تاريخها وآدابها وإصداراتها.
وتتجاوز العلاقة بين القارئ والكتاب الورقي كل المفاهيم التقليدية، فهي علاقة السهل الممتنع الذي يصعب شرحها، وفلسفة تحاكي قصص الكتاب، وأحاديث النقاد؛ فرائحة الورق وملمس الصفحات أبت أن تعوضه الكتب الإلكترونية في معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث بلغت نسبة مبيعات الكتب الورقية في اليوم الأول لانطلاق المعرض 80% من نسبة المبيعات، بينما لم تتجاوز& مبيعات الكتب الرقمية 20%.
جزء آخر يميز معرض الرياض عن غيره من المعارض العربي الأخرى، وهي القوة الشرائية التي يمتاز بها القارئ الواعي والمثقف الذي يعتبر من أهم عوامل نجاح المعرض كما يرى أحد أصحاب الدور الثقافية المشاركة في المعرض، فالقارئ بلا وعي منه يشارك في وضع خطة النشر التي يعتمدها الناشر، ومن ثم لا يمكن للناشر العربي أن ينشر كتاب دون التفكير بجمهوره العريض الذي ينتظره في الرياض.
يقول عبدالله الغبين صاحب أحد الدور المشاركة في المعرض خلال حديثه لمجلة المعرض: "في كل معرض تشارك فيه الدار تكتسب المزيد من الخبرة، وتلتقي بقراء مميزين جدد والأهم من ذلك أن المشاركات تتيح للكتاب أن يصل كتابه لأكبر شريحة ممكنة من القراء".
إلا أن لمواقع التواصل الاجتماعي دورا هذا العام في نشر التوعية بالقراءة، وكذلك بزيارة المعرض، إذ وصل عدد التغريدات على تويتر خلال اليوم الأول من الافتتاح نحو 1.17 مليون تغريدة في عدة هاشتاقات تم اطلاقها، والتي ركزت على توجيه النصائح لزوار المعرض حول آلية التسوق في المعرض، وكذلك قدمت النصائح للكتاب الشبان، والمثير هو مشاركة عدة جهات حكومية في هاشتاقات المعرض لتأكيد حضورها لفعالياته.
يذكر أن وزارة الثقافة والإعلام سعت هذا العام إلى إظهار المعرض على نحو يلبي رغبات القراء والزوار، من خلال تقديمها كافة الخدمات وإقامة العديد من الأنشطة والبرامج الجديدة من ذلك: تخصيص جائزة للكتاب لعشرة كتب متميزة في مجالها، وفتح المجال للنشر الإلكتروني للكتب، وتوفير خدمات إلكترونية ومساعدة الباحثين في الوصول إلى دور النشر والعناوين المطلوبة بيسر وسهولة وإتاحة الفرصة للمؤلفين السعوديين ممن ليس لكتبهم ناشر أن يعرضوا كتبهم للجمهور في جناح خاص، ونشر سلسلة الكتاب للجميع لرواد الفكر في بلادنا ممن أسهمت مؤلفاتهم في تشكيل خارطة الثقافة في المجتمع.
التعليقات